من دميتري جدانيكوف وألكسندر كورنويل
أبوظبي (رويترز) - قال الرئيس التنفيذي لوودسايد الأسترالية إن بيع الأسهم الضخم في عملاق النفط أرامكو السعودية سيمتص السيولة من شركات الطاقة المنافسة، حيث سيعيد المستثمرون تخصيص الأموال في محافظهم المتقلصة لأسهم الوقود الأحفوري.
وأضاف بيتر كولمان أن التحديات التي ينطوي عليها الطرح العام الأولي لأرامكو أصبحت قضية مهمة للنقاش بين المصرفيين في بنوك الاستثمار مع إحياء المملكة فكرة جميع ما يصل إلى 100 مليار دولار من خلال إدراج أسهم لشركة الطاقة الوطنية العملاقة.
وقال كولمان في مقابلة مع رويترز على هامش مؤتمر الطاقة العالمي في أبوظبي "ما البديل الاستثماري أمامك؟ هل سندات الخزانة الأمريكية أك شركات (النفط والغاز) المتوسطة في الولايات المتحدة؟"
وتابع كولمان، الذي يرأس أكبر شركة مستقلة للنفط والغاز في استراليا، "وهنا تأتي أرامكو - شركة عالمية رائدة من جوانب عدة وتزداد الآن تكاملا رأسيا، مما يحسن قدرتهم على دفع توزيعات أرباح مستقرة على مدى فترة طويلة. فجأة أصبح ذلك فرصة استثمار لا تقاوم."
وقال "المستثمرون الذين يشترون السندات والأسهم لديهم تفويض بالاستثمار في قطاعات معينة. الواقع أن هذا التفويض لن يتغير سريعا وهو في قطاع الطاقة ينكمش بدلا من أن ينمو."
ومضى يقول "إذا كان لديك وعاء بهذا الحجم الكبير وفجأة استقطبت أرامكو جانبا كبيرا منه، فسيكون له تأثير،" مضيفا أن الكثير سيعتمد على حجم الطرح العام الأولي لأرامكو.
وودسايد منتج كبير للغاز الطبيعي المسال، وقال كولمان إن لديه قلقا متزايدا من استمرار تخمة المعروض في سوق الغاز المسال في المستقبل المنظور.
حجر زاوية
قال كولمان إن بعض المشروعات التي تتمتع بدعم وتمويل حكومات، في دول مثل روسيا وكندا وقطر، نالت الموافقة دون إبرام صفقات بيع طويلة الأجل تعد حجر الزاوية في سوق الغاز الطبيعي المسال منذ عقود.
وتابع "هناك كثير من الغاز الذي لم يأت بعد في الولايات المتحدة،" مضيفا أن اللاعبين في مجال الغاز المسال هناك سيواجهون صعوبات في النمو دون صفقات بيع طويلة الأجل.
وقال كولمان "اللاعبون الذين يتوسعون اليوم بلا جدارة إئتمانية، وليس لهم تصنيف في درجة الاستثمار. إنهم في حاجة إلى كثير من الاستثمارات الخاصة وأموال الاستثمار المباشر، وليس أمامهم من بديل سوى إبرام عقود طويلة الأجل".
وقال إن طفرة الطاقة في الولايات المتحدة تلقى دعما من تمويل رخيص وأسعار فائدة متدنية، مع تطلع المستثمرين للحصول على عائد أفضل لأموالهم بدلا من سندات الخزانة الأمريكية ذات العائد المتدني بل والسلبي أحيانا.
لكن المستثمرين أصابتهم خيبة الأمل من العائدات المنخفضة لشركات الطاقة الأمريكية، وهم بصدد سحب أموالهم عند مرحلة ما.
وقال كولمان "هناك عدد متزايد من المساهمين الذي يقولون إن ذلك ليس نموذج الأعمال الذي كانوا يريدون المشاركة فيه. في الولايات المتحدة، تدفع المنافسة السوق لقفزات حادة. ثم يتيح النظام الأمريكي تصحيحا سهلا".
وتابع أنه في استراليا، أنفق كثير من منتجي الطاقة بإفراط خلال دورة الازدهار السابقة لأسعار السلع الأولية، مضيفا أنهم في حاجة الآن إلى الإحجام عن المشروعات العملاقة واستغلال البنية التحتية القائمة ليتمكنوا من منافسة كبار منتجي الغاز المسال الآخرين.
وقال "قوة النموذج الاسترالي في أن المشروعات تحتاج إلى الاعتماد على نفسها. نحن على دراية بمنافسينا - إنه الغاز الأمريكي بالأساس. نعلم أن علينا الحفاظ على انخفاض التكلفة، ونفعل ذلك بشكل أفضل وأكثر ذكاء عن المرة السابقة".
وأضاف أن وودسايد ستنشر استراتيجية لسياسة الكربون قبل نهاية العام الحالي، أو في أوائل العام القادم.
وقال "منافسون كثيرون في الأسواق يستهدفون صافي (انبعاثات) صفريا بحلول 2050. كل ما نريده هو التأكد من أنه إذا كنا سنستهدف ذلك، أن تكون لدينا رؤية واضحة لما يعنيه حقا وكيف يمكن تحقيقه."
(إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)