كتب جيفري سميث
Investing.com - كيف تتداول الحملات الانتخابية؟ الأمر يشبه مزحة قديمة حول كيف يمكنك احتضان قنفذ "بحذر شديد،" يجب التعامل مع فترات الحملات الانتخابية. والحزين في القصة الحالية هو: توق المستثمرين الشديد إلى حالة من اليقين في الأسواق، ولكنهم لن يصلوا لها على الأرجح، فسوف يبقون على نصف يقين كما العادة، هذا في أفضل الأحوال.
في الواقع، يتفوق السوق البريطاني على السوق الأوروبي مجددًا اليوم، مع ارتفاع فوتسي 100 نسبة 0.1%، بينما ارتفع المؤشر المحلي فوتسي 250 نسبة 0.3%
وتلك علامة أخرى على تحول المستثمرين إلى الإيجابية بالنسبة لأكثر فئات الأصول بغضًا خلال السنوات الماضية. والسبب؟ الثقة، أو على الأقل درجة الملائمة، بأن انتخابات 12 ديسمبر سوف تؤدي لاستحواذ حزب المحافظين على أغلبية برلمانية، وهذا ما ينهي حالة الشلل التي تصيب تمرير اتفاق الخروج كل مرة، بسبب اعتراض حزب العمال عليه.
وهناك من يشكك في قدرة أغلبية المحافظين، زاعمًا أن لها مخاطرها الخاصة، ولكن هذا المجادل يتجاهل تمامًا تأثيرات تلك الأغلبية في إنهاء حالة عدم اليقين حول البريكسيت. خرجت بيانات يوم الثلاثاء، تظهر هبوطًا في الموافقة على الرهون العقارية لأدنى المستويات. وأشار بنك إنجلترا في وقت سابق إلى أن حالة عدم اليقين حول البريكسيت هي: أكبر مسببات التباطؤ الاقتصادي هذا العام.
ولكن المملكة المتحدة ما زالت السوق الأسوأ أداء في أوروبا، هذا العام، وللأعوام الثلاثة الماضية، دون سبب وجيه.
ترقى احتمالية استحواذ المحافظين على أغلبية برلمانية الآن إلى ما بين 60%-70%، وسوف يقود هذا البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي في غضون شهرين. فباستحواذ المحافظين على البرلمان، تنتهي التكهنات بالبقاء للأبد، وهذا ما يراه غالبية المحللين الاقتصاديين بالأمر الإيجابي لمستقبل بريطانيا الاقتصادي.
ولكن في هذا السيناريو مدى بقاء المملكة المتحدة متوائمة مع الاتحاد الأوروبي. فترى التحليلات الحكومية عدة تغيرات اقتصادية ضخمة على المدى الطويل، وأغلبها يشير إلى الإبقاء على التقارب مع معايير الاتحاد الأوروبي، وسياسته التجارية، وهذا ما يخالف التصرفات السياسية الدافعة نحو علاقات متباعدة مع أوروبا.
وفي سيناريو آخر، يخسر المحافظون الأغلبية، يؤدي هذا لبرلمان معلق، واستفتاء ثان، وشهور إضافية من عدم اليقين، دون مخرجات ذات معنى على المدى الطويل، ولا ضمان على نجاح أي مسلك.
قال جيم أو نيل، رئيس المعهد الملكي للعلاقات الدولية، يوم الثلاثاء إن أي ارتفاع في الأصول البريطانية على خلفية فوز المحافظين، لن يلبث طويلًا، وستسقطه الرياح المعاكسة لاتجاهه "بحلول فبراير، أو مارس" لأن الفترة الانتقالية الآتية في أعقاب الخروج، والتي اتفقت الأطراف عليها، تنتهي بنهاية 2020. وهذا ما يترك المملكة المتحدة بلا مساحة زمنية للتفاوض حول تسويات تداول شاملة مع الاتحاد الأوروبي.
وبينما السيناريو يبدو متشائمًا، إلى أن النظرة على المدى الأطول أكثر إشراقًا. فسوف تزول خطورة إعادة التأميم من وجه الأسهم الفردية، مثل قطاع المرافق العامة، كما أن الأسهم القائمة على الاستهلاك المحلي سوف تستفيد من الزيادة الكبيرة في ميزانية الإنفاق التي يتعهد بها المحافظين لتخفيف أثر صدمات البريكسيت.
خلاصة القول: لا شيء أكيد هنا، وكل السيناريوهات محتملة. فلو كنت تحب المخاطرة، كان الوقت الراهن الأفضل لك، ولكن التأثيرات على المدى الطويل ستكون مرعبة.