برلين، 21 أكتوبر/تشرين أول (إفي): لا تزال قضية حق ملكية المخطوط الأصلي لرواية "المحاكمة" للكاتب الألماني التشيكي من أصل يهودي فرانز كافكا تثير جدلا واسعا، حيث تطالب ألمانيا بحق الاحتفاظ به فيما ترغب إسرائيل في استرداده.
وتطالب سيدتان مسنتان تقيمان في اسرائيل بحق استرداد المخطوط الذي يوجد حاليا في الارشيف الوطني الالماني بمدينة مارباش، وهو ما تسعى السلطات الاسرائيلية للحصول عليه.
وكانت السيدتان روث وهافا هوف قد طالبتا منذ سنتين بحقهما في المخطوط كميراث لامهما استر هوف التي توفيت عن 101 عام، والتي كانت قد باعته في مزاد علني عام 1988 في لندن بقيمة 2 مليون دولار.
وقد آلت ملكية جميع مخطوطات الكاتب الشهير الى استر بعد ان اوصى بذلك صديق كافكا اليهودي ماكس برود الذي لم يلتزم بوصية كافكا لحرق جميع مخطوطاته ومتعلقاته بعد وفاته، واصطحبها جميعا معه حين هاجر الى فلسطين، ليوصي بها بعد ذلك لسكرتيرته اليهودية.
واشترى الأرشيف الوطني الألماني المخطوط منذ عام 1988، الا ان رئيس المكتبة الوطنية في اسرائيل صامويل هار يصر على ضرورة استرداد النص الأصلي لـ"المحاكمة" لأنه بهذا الشكل من الممكن ان تفقد جميع المخطوطات الاخرى.
من جانبه يؤكد رئيس الأرشيف الوطني الالماني اوليريتش روف أنه لا يوجد ادنى شك في عدم أحقية اسرائيل لاسترداد المخطوط المثير للجدل، لأن عملية بيعه "شهدها العالم بأكمله"، وظل الوضع على ما هو عليه لمدة 21 عاما دون اية مطالبة باسترداده.
في الوقت نفسه يؤكد روف أنه لا يوجد اي حق لاعادة المخطوط الذي ينتمي في المقام الاول الى الادب المكتوب بالالمانية.
وفي المقابل فإن اسرائيل ترى أن بيع المخطوط على هذا النحو الذي تم به في المزاد العلني يعتبر خرقا للقانون الوطني الذي يحظر خروج أي من الممتلكات الثقافية.
من جهة اخرى يرى البعض ان بيع المخطوط تنافى مع رغبة ماكس برود الذي لم يكن ليسمح ببيع المخطوطات، فيما ترتفع اراء اخرى مشيرة الى ان برود نفسه لم يلتزم بتنفيذ رغبة كافكا وهي حرق جميع مخطوطاته بعد وفاته.
تعلم كافكا(1883-1924) الكيمياء والحقوق والادب في الجامعة الألمانية في براغ (1901). وولد لعائلة يهودية، وخلال حياته تقرب من الديانة اليهودية.
ووفقا لما أشار اليه العديد من الباحثين فإن كافكا لم يدرك ابدا الى جهة ينتمي فقد كان ينتمي الى الاقلية الالمانية والاقلية اليهودية في براغ، في الوقت نفسه.
درس العبرية لدى معلمة خصوصية وعمل موظفا في شركة تأمين حوادث العمل، وكان يمضى وقت فراغه في الكتابة الادبية. والقليل من كتاباته نشرت خلال حياته، ولم يشتهر الا بعد وفاته بزمن غير قليل. (إفي)