الأسهم الأوروبية تتراجع
بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تراجعت أسواق الأسهم الأوروبية في التداولات الصباحية لليوم الخميس، بعد أن كانت قد حققت مكاسب كبيرة يوم أمس الأربعاء، وذلك مع قلق المستثمرين بشأن الانتعاش الاقتصادي في المنطقة، كما تأثرت الأسهم بالقرار الأمريكي بالإبقاء على الرسوم الجمركية على إيرباص ومجموعة من السلع الأوروبية الأخرى.
فعند الساعة 3:55 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (7:55 بتوقيت جرينتش)، انخفض مؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.2٪، وتراجع مؤشر كاك 40 الباريسي بنسبة 0.1٪، وعلى الضفة القريبة سقط مؤشر فوتسي 100 اللندني بنسبة 1٪.
وأظهرت بيانات مؤشر أسعار المستهلكين الألماني التي صدرت صباح اليوم، الضغوط الانكماشية على التضخم في أكبر اقتصاد في أوروبا، على العكس تماماً من مثيلتها في الولايات المتحدة التي صدرت في وقت سابق هذا الأسبوع وأظهرت أن التضخم في البلاد يتزايد بسرعة، مما يدل على الى الانتعاش الاقتصادي.
ومن التقارير الإقتصادية الأوروبية التي صدرت اليوم كذلك، أظهرت البيانات الرسمية الفرنسية انخفض معدل {{ecl-397||البطالة} } في البلاد قد تراجع إلى 7.1٪ في الربع الثاني، منخفضاً من 7.8٪ في الربع السابق، وهو ما جاء على العكس تماماً من توقعات المحللين التي كانت تترقب إرتفاعاً إلى 8.3٪. ولكن ورغم أن هذا الرقم يظهر على أنه إيجابي، لا يمكن تجاهل حقيقة أن العديد من العاطلين عن العمل يتم احتسابهم ضمن هذه النسبة فيما إذا كانوا يبحثون عن عمل بشكل فعال فقط، وهو ما كان مستحيلاً بالنسبة لأغلب فترات الربع المذكور بسبب إجراءات الحجر المرتبطة بالكورونا. والدليل على ذلك هو أن البيانات أظهرت أيضاً انخفاضاً حاداً في التوظيف.
كما يتابع المستثمرون في أوروبا باهتمام عدم قدرة السياسيين الأمريكيين على التوصل إلى أي إتفاق بشأن حزمة تحفيز جديدة لمواجهة وباء كورونا في البلاد، وهو إتفاق يرى الكثيرون أنه ضروري للحفاظ على التعافي الاقتصادي على المسار الصحيح بعد أن تأثر الإقتصاد الأمريكي بشكل كبير جداً نتيجة الوباء وإجراءات تقييد الحركة والأعمال التي اتخذتها أغلبية الولايات.
وفي تصريحات أدلى بها يوم أمس الأربعاء، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الديمقراطيين بعدم الرغبة في التفاوض بشأن الإتفاق، فيما تبادل المفاوضون الجمهوريون والديمقراطيون الانتقادات اللاذعة، وألقى كل طرف باللوم على الآخر في الوقت الذي انتهى اليوم الخامس من المفاوضات، دون تحقيق أي تقدم.
ومن أخبار الشركات، سقطت أسهم ثيسينكروب الألمانية بنسبة ضخمة بلغت 11٪، بعد أن قالت الشركة إن الخسارة التشغيلية في قسم إنتاج الصلب المتعثر قد تصل إلى بليون يورو هذا العام.
كما تراجع سهم شركة TUI، الشركة السياحية الأكبر في العالم، بنسبة 1.5٪ بعد أن اظهرت البيانات تحقيقها خسارة قدرها 1.1 بليون يورو (1.3 بليون دولار) في الربع الثالث من العام بسبب أثار وباء كورونا على قطاع السياحة. ومن المقرر أن تحصل الشركة على قرض حكومي آخر، يزيد عن بليون يورو، حتى تستطيع البقاء على قيد الحياة.
كما تراجع سهم أيرباص بنسبة 1.3٪ بعد أن قالت الحكومة الأمريكية إنها ستبقي على الرسوم الجمركية التي تفرضها على طائرات الشركة بنسبة 15٪، بالإضافة إلى الإبقاء على رسوم جمركية بنسبة 25٪ على سلع أوروبية أخرى، على الرغم من محاولات الاتحاد الأوروبي لحل النزاع طويل الأمد مع الولايات المتحدة حول قطاع إنتاج الطائرات.
وفي أسواق النفط، تراجعت أسعار مختلف عقود الخام اليوم الخميس، بعد أن كانت قد حققت المكاسب في الجلسة السابقة على خلفية البيانات الأسبوعية الرسمية التي أظهرت أن مخزون الخام في الولايات المتحدة قد تراجع لأسبوع أخر، مما يدعم الرأي القائل أن الطلب على الوقود يتزايد حالياً، على الرغم من إستمرار وباء كورونا في تأثيراته السلبية.
فلقد تراجعت عقود النفط الأمريكي الآجلة بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 42.59 دولار للبرميل، ومثل ذلك، تراجعت عقود نفط برنت، الذي يعتبر المعيار الدولي لأسعار النفط، بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 45.34 دولار للبرميل.
أما في أسواق المعادن الثمينة، فلقد تراجعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.5٪ لتتداول عند 1,939.50 دولار للأونصة، لتستقر في نطاق سعري أدنى من النطاق التي تداولت فيه مؤخرأً عندما وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق فوق مستوى 2,000 دولار. وفي سوق العملات تقدم اليورو بنسبة 0.4٪ أمام الدولار الأمريكي، ليتداول الزوج عند 1.1825.