بقلم بيتر نيرس
Investing.com – تتحضر الأسهم الأمريكية لافتتاح جلسة اليوم بتراجعات كبيرة، وسط تفاقم مخاوف الوباء من جديد في عدة مناطق من العالم، بما فيها الولايات المتحدة وأوروبا. فبحسب بيانات موقع (كوفيد تراكنغ دوت كوم) سجلت الولايات المتحدة 74 ألف حالة جديدة يوم أمس الثلاثاء، بينما ارتفعت حالات الإدخال إلى المستشفى بنسبة 50٪ مقارنة بالشهر الماضي، لتصل إلى 44 ألف حالة.
وعند الساعة 7:20 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (11:20 صباحاً بتوقيت جرينيتش)، سقطت العقود الآجلة لمؤشر {{8839|إس إن بي 500}} بـ 46 نقطة، أو ما يعادل 1.4٪، والعقود الآجلة لمؤشر {{8873|داو جونز}} بـ 485 نقطة أو ما يعادل 1.8٪. أما العقود الآجلة لمؤشر {{8874|نازداك 100}} فلقد تراجعت بـ 121 نقطة، أو ما يعادل 1.1٪.
كما ارتفع مؤشر {{44336|فكس}}، أو ما يسمى بين المتداولين بـ "مؤشر الخوف"، بـ 5.7٪، ليصل إلى أعلى مستوياته في 3 أسابيع.
وكان مؤشر {{169|داو جونز}}، قد أنخفض بما يقرب من 3٪ هذا الأسبوع، ليتخلى عن جميع مكاسبه التي حققها خلال شهر أكتوبر الحالي. أما مؤشري {{166|إس إن بي}} و{{14958|نازداك}} فيسجلان حالياً أدنى مستوياتهما في ثلاثة أسابيع.
وضربت الموجة الثانية من وباء كورونا النصف الشمالي من الكرة الأرضية بشدة، حيث سجلت العديد من البلدان في أوروبا أرقام قياسية على صعيد الإصابات اليومية، بينما أصيب ما يقرب من نصف مليون شخص في الولايات المتحدة بالفيروس في الأيام السبعة الماضية، وفقاً لحصيلة أعدتها رويترز.
وعانت ولايات الغرب الأوسط الأعلى، التي تُعتبر "ساحات معارك" بالنسبة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، من أعداد كبيرة من الإصابات. ويتضمن ذلك ولايات مثل ميشيغان وويسكونسن وأوهايو، والتي نجت إلى حد كبير من أول موجة من الوباء. وبحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز، بلغ عدد الوفيات المرتبطة بالفايروس منذ بداية انتشار الوباء في البلاد 227 ألف مواطن أمريكي، وهو الرقم الأكبر بين جميع دول العالم.
وفي أوروبا، لم يكن الوضع أفضل. فلقد سقطت مؤشرات الأسهم الأوروبية بقوة بعد أن أشارت تقارير إخبارية ألمانية إلى أن المستشارة أنجيلا ميركل ستحاول التوصل إلى اتفاق حول إغلاق الحانات والمطاعم طوال شهر نوفمبر، وذلك في اجتماعها مع حكام الولايات، والمقرر أن يجري في برلين اليوم الأربعاء.
وفي فرنسا، سيلقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت لاحق اليوم خطاباً لمواطني بلاده التي سجلت أكبر عدد من الوفيات جراء الفايروس منذ أبريل. ومن المتوقع أن يعلن ماكرون عن إعادة فرض إجراءات الإغلاق على المستوى الوطني بدءاً من يوم غد الخميس. أما في إيطاليا، فلقد تم، من جديد، تسجيل عدد قياسي من حالات الإصابة اليومية.
يأتي ذلك في الوقت الذي أقر فيه الرئيس دونالد ترامب يوم أمس الثلاثاء بأن التوصل إلى اتفاق حول حزمة التحفيز قبل انتخابات 3 نوفمبر لم يعد ممكناً، مع عدم قدرة الجانبين على تضييق الخلافات حول حجم وتغطية الحزمة.
على جبهة البيانات الفصلية، ستعلن كل من بوينغ (NYSE:BA) (NYSE:MA)، وماستركارد (NYSE:MA)، وجنيرال إلكتريك (NYSE:GE) عن بياناتها قبل جرس الافتتاح، ضمن قائمة مليئة بالشركات. أما فيزا (NYSE:V) وجلعاد العلمية (NASDAQ:GILD)، فستعلن عن بياناتها بعد جرس الإغلاق.
كما سيكون قطاع التكنولوجيا أيضاً تحت الأضواء بعد صدور بيانات مايكروسوفت (NASDAQ:MSFT) (NASDAQ:FB) الفصلية التي تألقت بدعم من موجة من الطلب على الاستضافة السحابية وأجهزة الكمبيوتر وألعاب الفيديو. وفي ذات الوقت، سيدلي الرؤساء التنفيذيين لشركات فيسبوك (NASDAQ:FB)، غوغل (NASDAQ:GOOGL) وتويتر (NYSE:TWTR) بشهادتهم أمام لجنة التجارة بمجلس الشيوخ، عبر الفيديو.
وفي أسواق النفط، سقطت الأسعار بقوة خلال تداولات اليوم الأربعاء، مع استمرار ذات المخاوف من أن تتسبب الموجة الثانية من وباء كورونا، والتي تضرب عدة مناطق في العالم حالياً، في تدمير الطلب على النفط من جديد. كما أضاف الارتفاع القوي في الإنتاج الليبي إلى الأسباب التي تثير القلق في أسواق الوقود، وتضغط على الأسعار إلى أسفل.
فعند كتابة هذا التقرير، تراجعت عقود {{8849|الخام الأمريكي}} الآجلة بنسبة كبيرة بلغت 4٪ لتتداول حول مستوى 38 دولار للبرميل. أما العقود الآجلة لنفط {{8833|برنت}}، والتي تُعتبر المعيار العالمي في أسعار النفط، فلقد تراجعت بنسبة 3.2٪ لتتداول عند 40.30 دولار للبرميل.
وبقي النفط تحت الضغط في الآونة الأخيرة بسبب المخاوف من أن انتشار الوباء من جديد في أمريكا الشمالية وأوروبا، قد يؤدي إلى تأخير موعد عودة النشاط الاقتصادي العالمي إلى مستوياته الطبيعية، وبالتالي انهيار الطلب على الوقود مرة أخرى كما حصل في الربع الثاني من العام.
وكان معهد النفط الأمريكي API، وهو جهة خاصة غير رسمية، قد أصدر تقريره التقديري الأسبوعي المعتاد في ساعة متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء. وأظهر التقرير ارتفاعاً كبيراً في {{ecl-656||المخزونات}} بلغ 4.577 مليون برميل الأسبوع الماضي، وهو ما جاء أكبر بكثير من التوقعات التي كانت تترقب ارتفاعاً بـ 1.2 مليون برميل. كما أظهر التقرير ارتفاع مخزونات {{ecl-657||البنزين}} كذلك في الأسبوع المذكور.
ويترقب المتداولون في أسواق النفط التقرير الأسبوعي المعتاد لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية EIA، وهي جهة رسمية حكومية، والذي سيصدر عند الساعة 10:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:30 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). ويتوقع المحللون أن يُظهر التقرير ارتفاع {{ecl-75||مخزونات النفط الخام}} بمقدار 1.230 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي.
وفي أسواق المعادن الثمينة، سقطت عقود {{8830|الذهب}} الآجلة بنسبة 1٪ لتتداول حول مستوى 1,893 دولار للأونصة. أما في أسواق العملات، فلقد تراجع {{1|اليورو}} امام الدولار بنسبة 0.5٪ ليتداول عند 1.1739.