بقلم بيتر نيرس
Investing.com – من المتوقع أن تفتتح أسواق الأسهم الأمريكية جلسة اليوم الجمعة بهدوء، وبدون حركات كبيرة، بعد أن توقفت مع نهاية تداولات يوم أمس الخميس بالقرب من مستويات قياسية، وذلك بعد أن أجلت واشنطن حسم مصير حزمة التحفيز إلى عطلة نهاية الأسبوع.
فعند الساعة 7:05 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (12:05 ظهراً بتوقيت جرينتش) تقدم مؤشر داو جونز للعقود الآجلة بـ 24 نقطة، وهو ما يقل عن 0.1٪ بقليل. وبالمثل ارتفع مؤشر إس إن بي للعقود الآجلة بمقدار 5 نقاط، أو ما يعادل 0.1٪، بينما كان الزحف في مؤشر نازداك للعقود الآجلة قريباً من الصفر، حيث ارتفع بـ 3 نقاط فقط، أو ما يعادل 0.03٪.
وبذلك، تبقى المؤشرات النقدية (الفورية) على الطريق الصحيح لإغلاق أسبوعي إيجابي ثالث في أخر 4 أسابيع بالنسبة لكل من داو جونز وإس إن بي، ورابع في أخر 5 أسابيع بالنسبة لـ نازداك، بعد أن أغلق ثلاثتهم جلسة يوم أمس الخميس عند مستويات قياسية.
وفي تقرير أصدروه للعملاء، قال المحللون في بنك ING: "يبدو من الممكن أن تستفيد معنويات المخاطرة من أخبار التحفيز، على الرغم من وجود خطر الإغلاق الجزئي للحكومة خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما قد يضعف من الحالة المزاجية المتفائلة".
واستمرت المفاوضات التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بشأن التحفيز يوم أمس الخميس، حيث اتفق كل من الجمهوريين والديمقراطيين على أن عدم إقرار الحزمة لم يعد خياراً متاحاً. وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن صفقة التحفيز الأمريكية "يبدو أنها قد أصبحت في متناول اليد"، ولكن من المرجح أن يعمل ممثلو الشعب الأمريكي من كلا الحزبين خلال عطلة نهاية الأسبوع في كابيتول هيل حتى يتم إقرارها.
ومن بين الموضوعات المطروحة للنقاش أيضاً، سيكون إقرار قانون إنفاق الحكومة الفيدرالية بقيمة 1.4 تريليون دولار للسنة المالية التي تبدأ في الأول من أكتوبر، والذي يجب أن يتم إقراره بحلول نهاية اليوم الجمعة لتجنب توقف الحكومة عن العمل.
وتسبب الانتشار المستمر للوباء في البلاد في ارتفاع حالات الإصابات والاستشفاء والوفيات في مختلف أنحاء البلاد، وهو ما دفع السلطات المحلية في عدة ولايات إلى فرض إجراءات تقييدية أكثر شدة. وبدا تأثير هذه الإجراءات واضحاً على البيانات الاقتصادية التي صدرت هذا الأسبوع.
ففي تقريره الأسبوعي المعتاد، ذكر مكتب إحصاءات العمل الامريكي يوم أمس الخميس أن عدد الأشخاص الذين تقدموا بطلبات للحصول على مطالبات البطالة الأولية للأسبوع الماضي، قد قفز إلى 885 ألف شخص، وهو ما جاء معاكساً للتوقعات التي كانت تترقب تراجعاً إلى 800 ألف، من رقم الأسبوع الماضي والبالغ 862 ألفاً، والذي تم تعديله في تقرير اليوم، من القراءة الأولية البالغة 835 ألف مطالبة.
وتأتي هذه الأخبار بعد يوم واحد من صدور أرقام مقلقة أخرى، وذلك من خلال بيانات يوم الأربعاء التي أظهرت أن مبيعات التجزئة قد سقطت بنسبة 1.1٪ في نوفمبر، ليكون هذا أول انخفاض شهري لها في ستة أشهر.
وعلى جبهة اللقاحات، صوتت اللجنة الاستشارية المختصة في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، بواقع 20 صوتا إلى صفر، مع امتناع واحد، لصالح التوصية بالموافقة على منح تصريح الاستخدام الطارئ للقاح mRNA-1273 الذي تنتجه شركة موديرنا الأمريكية. ويمهد هذا التصويت لإكمال الإجراءات المطلوبة من قبل إدارة الغذاء والدواء FDA والتي ستجتمع لمناقشة هذه التوصية، ومن المتوقع أن تستند عليها لإعطاء اللقاح التصريح المطلوب حتى يتم السماح باستخدامه في الولايات المتحدة.
وقد يتم منح الموافقة المطلوبة اليوم، لينضم لقاح موديرنا إلى ترسانة الولايات المتحدة المصممة لمواجهة الوباء، بعد أن تم بالفعل توزيع 2.9 مليون جرعة من لقاح فايزر/بيو إن تيك في بداية الأسبوع الحالي على جميع الولايات الـ 50.
ويُتوقع أن يحظى سهم فيديكس (NYSE:FDX) بالاهتمام عندما يتم افتتاح جلسة تداول اليوم، وهو الذي يتراجع حالياً بنسبة 3٪ في تداولات العقود الآجلة، على الرغم من أن الشركة أعلنت عن بيانات فصلية إيجابية بعد جرس الإغلاق ليلة أمس الخميس. وأكد النمو الملحوظ في أعمال الشركة التي تعمل في مجال تسليم الطرود خلال الربع الأخير، ما يعرفه الجميع أصلاً، من أن التجارة الإلكترونية والشراء عبر الانترنت قد قفز بقوة منذ بدء انتشار الوباء.
وعلى أجندة تقارير الأرباح لليوم، ستعلن كل من شركة صناعة الملابس الرياضية نايكي، وسلسلة مطاعم داردن، وشركة كارنيفال لتنظيم الرحلات البحرية، عن بياناتها الفصلية.
أما أجندة البيانات الاقتصادية، فستكون خفيفة نسبياً اليوم الجمعة، وتتصدرها بيانات الربع الثالث للحساب الجاري للولايات المتحدة.
وفي أسواق النفط، تراجعت الأسعار في جلسة اليوم، بعد أن كانت قد سجلت أعلى مستوياتها في 9 أشهر في الجلسة السابقة، حيث انتظر المتداولون حسم حزمة التحفيز. أما على صعيد البيانات، فمن المقرر أن تصدر شركة (بيكر هيوز (NYSE:BKR)) تقريرها الأسبوعي حول عدد منصات النفط العاملة في البلاد في موعده المعتاد، عند الساعة 1:00 ظهراً بالتوقيت الأمريكي الشرقي.
وبالنسبة للأسعار، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.1٪ لتتداول عند 48.33 دولار للبرميل، في حين انخفضت عقود خام برنت، المعيار الدولي في عالم أسعار النفط، بنسبة 0.2٪ لتتداول عند 51.40 دولار للبرميل.
وفي أسواق المعادن، ارتفعت عقود الذهب الآجلة بنسبة 0.1٪ لتتداول عند 1,892.60 دولار للأونصة، أما في أسواق العملات، فلقد تراجع اليورو/دولار بنسبة 0.1٪، ليسجل 1.2260.