بقلم كريستينا سكادونيه
Investing.com - كان عام 2020 ممتازًا لسوق الأسهم الأمريكي، ولقطاع السيارات الكهربية بشكل خاص. فتحولت فيه شركة تسلا (NASDAQ:TSLA) للربحية لأربعة أرباع متتالية بما أهلها للإدراج على المؤشر الأمريكي القياسي إس آند بي 500. وارتفعت شركات صناعة السيارات الكهربية الصينية مثل نيو بما يتجاوز 1600%، من سعر 2 دولار وأقل لـ 50 دولار للسهم، وهو ذروة السهم السعرية المسجلة في نوفمبر الماضي.
سهم نيكولا Nikola Corp (NASDAQ:NKLA)
ولكن سهم نيكولا كان أقل حظًا من هذه الأسهم. فانخفض السهم بنسبة 9% يوم الأربعاء، بعد إعلانه فشل التعاون مع ريبابليك سيرفيس.
وجاءت الأنباء بعد اتهامات بالاحتيال من جانب البائع على المكشوف هايندينبرج، واستقالة الرئيس التنفيذي، ومؤسس الشركة، تريفور ميلتون. وقبل أيام من الاتهامات في سبتمبر الماضي، كانت جينرال موتورز أعلنت اتفاق مع الشركة بـ 2 مليار دولار أي ما يعادل 11% من حصة الشركة. وكانت هناك خطط لبناء شاحنة جديدة، ولكن كل هذا فشل بالنهاية. والآن جينرال موتورز لديها مذكرة تفاهم غير ملزمة لتزويد نيكولار بتكنولوجيا الوقود الخليوي.
وكان هدف التعاون بين نيكولا، وريبابليك، هو: تصميم شاحنة بلا انبعاثات، وتعمل بالبطاريات الكهربية. وقررت الشركتان أن المشروع سيأخذ وقت أطول من المتوقع للتطوير، وبالتالي التكلفة سوف ترتفع.
قال الرئيس التنفيذي لشركة نيكولا، مارك راسيل: "كان هذا القرار الصحيح لكل من الشركتين بالنظر للموارد المتوفرة والاستثمارات المطلوبة." "تركز نيكولا جهودها على البطاريات الكهربية، وبرامج شاحنات تجارية تعمل بالوقود الخليوي، والبنية التكنولوجية اللازمة لدعم المشاريع.:
وتبدأ نيكولا في التزويد ببطاريات كهربائية، وشاحنات في 2021 بالولايات المتحدة، ومن المفترض أيضًا أن تعلن عن أول محطة هيدروجينية تجارية.
وبدأت الشركة التداول في يونيو الماضي، بعد اندماج عكس مع شركة استحواذ خاصة، وقفز السهم لحوالي 80 دولار وقتها، والآن يتداول عند 15 دولار.
سهم نيو Nio Inc Class A ADR (NYSE:NIO)
على الطرف الآخر من المعادلة ارتفعت أسهم نيو بقوة هائلة هذا العام. ومن المعروف أن الأسهم لا تسير في خط مستقيم، فعادة يتراجع الثيران عند نقطة معينة، ويحجزون أرباحهم. وبالنسبة لشركة ارتفعت أسهمها أكثر من 1600%، فيمكن لأي خبر سلبي صغير أن يحفز عمليات بيع واسعة للأسهم.
وجاءت الأنباء الضعيفة خلال ديسمبر، بعد قرار من الولايات المتحدة بإمكانية شطب شركات صينية من بورصات التداول الأمريكية إذا لم تمتثل للإجراءات التي تقرها الجهات الأمريكية.
ويمكن أن يكون الهبوط الحالي هو فرصة لشراء السهم، قبل أن يتجه مجددًا للصعود.
خلال الربع الأول من العام الجاري كان سعر نيو أقل من 5 دولار، وبدا وكأنها سوف تستمر على ما هي عليه.
والآن الصورة تختلف، فمجتمع المستثمرين في حالة من الانتعاش والتفاؤل حول سهم السيارات الكهربية هذا العام. وقفز السهم بـ 14 دولار في شهر يوليو، وبـ 28 دولار في شهر أكتوبر.
وعند سعر 57.20 دولار للسهم في شهر نوفمبر الماضي، تمكن الثيران من بدء البيع. وتحول هذا السعر لارتفاع 52 أسبوع، وكان الطريق وعر لإحراز مزيد من التقدم.
وبدأ التصحيح للسهم من 18 ديسمبر الماضي، وصولًا لسعر 46.72 دولار. لذا، ماذا دفع للتصفية، وهل هي مشكلة دائمة؟
التصفية الكبرى للأسهم
من العدل القول إن سهم نيو، وأسهم السيارات الكهربية بشكل عام، قطعت شوطًا طويلًا هذا العام.
ولكن حصل سهم نيو على تحفيز جديد. فأعلنت الشركة بيع 68 مليون سهم مودع بالبورصة الأمريكية، في طرح ثانوي.
وهذا النوع من الطروحات، غير متاح لمتداولي التجزئة، فعادة يكون لكبار المستثمرين. ومن غير المعتاد أن تبيع الشركة كميات كبيرة من أسهمها بسعر منخفض كهذا.
بالنسبة للطرح الثانوي، بيعت أسهم نيو الأمريكية عند سعر 39 دولار للسهم. وكان السعر العام للأسهم أعلى من هذا، وبالتالي تضررت معنويات السوق، بسبب البيع بتخفيض.
انتقد بعض المعلقين نيو على الإجراء الهادف لزيادة رأس المال، والمخطط إنفاقه على أعمال البحث والتطوير للشركة، وتوسيع نطاق عمليات الشركة، أو تقديم نماذج جديدة من المركبات.
وفي الواقع نيو ستعلن عن طراز جديد من المركبات في حدث مقرر في 9 يناير. وقالت الشركة إنها ربما تقدم تكنولوجيات ليدار (رادار يعتمد على الليزر).
ولم يبع الجميع الأسهم مع الطرح الثانوي. فأبقى ثلثا المحللين ممن يغطون نيو على تقييم "شراء" من بينهم محلل دويتشه (DE:DPWGn) بنك، إيدسون يو، والذي وضع هدف السهم عند 50 دولار، حتى بعد احتساب الطرح الثانوي.
خلاصة القول
لا تدع الطرح الثانوي يضللك، فهو فقط لحيازة مزيد من رأس المال. وتلك التمويلات ربما تساعد الشركة في إحراز مزيد من التقدم في صناعة السيارات الكهربية، بتكنولوجيات جديدة.