بقلم جيفري سميث
Investing.com - خلال الجلسة الأوروبية كان هناك رابح وحيد صريح وهو: أسهم شركات تعدين الفضة. أوضحت تقارير صدرت مؤخرًا استهداف متداولي التجزئة لهذه الشركات، وزاد التركيز مع انصباب اهتمام وسائل الإعلام الدولية على ما يدور في غرف المحادثات بمنصة ريديت.
عندما انتصف الصباح في لندن، انطلقت أسهم 3 شركات تعدين للفضة مدرجة على البورصة بقوة، وهي أسهم: فرينسيلو، بارتفاع 17%، هوشيلد بارتفاع 16%، وبولي ميتال، من روسيا، بارتفاع متواضع نسبته 7.0%.
كما ارتفعت شهادات الإيداع لبعض الأسهم الأمريكية بقوة، مع ارتفاع بان أمريكان سيلفر بنسبة 15%، وارتفع فيرست ماجيستك بنسبة 33%.
وهناك عوامل عدة يمكن للثيران الركون إليها لدعم نظريتهم الاستثمارية: الفضة أولًا معدن صناعي، وليست معدن ثمين بالدرجة الأولى، والآن أغلب المعادن الصناعية من حول العالم ترتفع - فهي مؤشر لنشاط الإنتاج الصناعي العالمي- نشهد ارتفاع لـ: الألومنيوم، والذي وقع تحت ضغط لسنوات مع فائض المعروض، وارتفع النحاس بثلثي ما كان عليه ليقارب أعلى المستويات في 8 سنوات، ويستعد المعدنان للارتفاع لمستويات 7 سنوات.
كما أن عقود الحديد، وهي مؤشر على الطلب الصناعي، فمنخفضة 10% من آخر ارتفاع لها، مع ظهور إشارات على تباطؤ الازدهار الصيني الصناعي القوي. وعن الفضة، فأغلب الطلب عليها طلب صناعي، يأتي من: الألواح الشمسية، والإلكترونيات، ويتمتع القطاعات إلى الآن برؤية مستقبلية مشرقة.
تعكس تلك التحركات نشاطًا أقوى في قطاع التصنيع العالمي، مع تحول الإنفاق العالمي من الخدمات إلى السلع، في ظل بقاء الأشخاص قيد الإقامة المنزلية. كما توجد عوامل دورية مثل تراجع المعروض وغيرها من صعوبات الإنتاج المتصلة بعام فيروس كورونا. وبالدولار هيمنة مؤشر الدولار على تلك السلع، يجعلها عرضة للارتفاع في ظل انخفاض مؤشر الدولار بسبب قرارات الحكومة والبنك المركزي.
ولكن ما لا يعكسه الارتفاع القوي الحالي هو: ارتفاع مراكز المضاربة الشرائية خلال الأسبوع الماضي على عدد من الأسهم الصغيرة. تظهر بيانات CFTC ارتفاع المراكز المضاربية على الفضة على أساس تاريخي، بما يدل على حالة من الازدحام بالتداولات.
*يحدث الازدحام عندما يدخل عدد كبير من المتداولين من نفس النقطة، ويخرجون من نفس النقطة.
وأغلب الأموال التي تدفقت للفضة على مدار السنة الماضية كانت بسبب ارتفاع الذهب، وارتباط المعدنين ببعضهما البعض، واعتبارهما وسيلة للتحوط ضد التضخم. ولكن ارتفاع الذهب العام الماضي ترك الفضة وحيدة عليها علامات تقييم بأقل من القيمة العادلة. فخلال العام الماضي كان يلزم 127 أوقية من الفضة لشراء أوقية ذهب واحدة، وهذا المستوى قياسي الانخفاض. وعاد المعدل لـ 63 بفضل التحركات التي تمت خلال الأسابيع الأخيرة، ليصل للمتوسط خلال 35 عام.
كما أن الفضة تتحرك خلال المراحل المتأخرة من الدورة، فتظل في الظل بينما تتحرك الأصول حولها. وعادة ما تصعد بسبب انخفاض سعرها، وليس بسبب قيمتها العادلة. وفي العادة تكون أحد أفخاخ القيمة الكلاسيكية. فلا يطلق عليها "المعدن المعروف مسبقًا بمعدن ثمين" من العدم.