بقلم جيفري سميث
Investing.com - صدر تقرير أرباح شركة نوكيا (HE:NOKIA) اليوم، ولكن الرسالة التي صاحبت هذا التقرير لا تستحق أن يوضع يجانبها رموز (إيموجي) الصواريخ.
آخر مرة كانت شركة Nokia Corp ADR (NYSE:NOK) في سلسلة نجاحات متتالية كانت في تسعينيات القرن الماضي، ولكن في الآونة الأخيرة ضمها صغار متداولي التجزئة على منتديات ريديت لقائمة الأسهم المفضلة بهم. وأصبحت الشركة هي أفضل شركة اتصالات في السوق الأوروبي من بداية العام لليوم بارتفاع 18%، بفضل ضغط المستثمرين الأمريكيين على مراكز البيع على المكشوف التي تركزت على شهادات إيداع السهم على البورصة الأمريكية.
وكان هناك سبب لبيع أسهم الشركة على المكشوف، ويتضح السبب في تقرير الربع الأخير من العام الماضي: الشركة متراجعة الأداء على المدى الطويل، وفشلت في نشاط الاندماج مع شركة أليكتل، وخسرت حصتها السوقية، وهوامشها ضعيفة، كما فشلت في الاستفادة من ارتفاع استثمارات المشغلين لشبكات الجيل الخامس من الاتصالات (SE:7010) حول العالم.
لدى نوكيا الفرصة للعمل بقطاع لم يتأثر سلبًا بوباء كورونا: لم تستطع الشركة الاستفادة من النمو القوي على الطلب الذي تمتعت به شركات: ألفابيت، وأمازون، وفق تقارير الأرباح المذهلة الصادرة في وقت سابق من الأسبوع الجاري. وخسرت الشركة 200 مليون يورو في صافي المبيعات العام الماضي بسبب وباء كورونا، وفي الجهة المقابلة تمكنت من توفير نفقات شخصية، ونفقات سفر بـ 250 مليون يورو.
وغيرت الشركة الرئيس التنفيذي الخاص بها، لتعيد بيكا لوندمارك، وهو من محاربي نوكيا القدامى، الذي ذهب لفورتشم، لوقت قصير. ويحاول لوندمارك قلب الطاولة لصالح الشركة، ولكنه وبعد نصف عام من توليه القيادة ما زال يقول "ستسوء الأمور قبل تحسنها."
وفي بيانه جاء: "نتوقع أن عام 2021 سيكون مليء بالتحديات، وهو عام انتقالي، مع مزيد من الرياح المعاكسة بسبب خسارة حصة السوق، وتآكل السعر في أمريكا الشمالية."
هبط صافي المبيعات بالربع الرابع بنسبة 5%، ليدل على هبوط في العائد هذا العام بأكثر من 3%. "تحتدم المنافسة" في ضوء محاولة حصول الشركة على حصة من الجيل الخامس للاتصالات، وستتعرض الهوامش للضرر جراء هذا. ومن المتوقع تراجع هوامش التشغيل هذا العام بنسبة 1%، وتهبط المبيعات بما يتراوح بين 7% إلى 10%.
وسهّل الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وضع نوكيا بفرضه قيود على أكبر منافس لها: هواوي. وعند المقارنة مع سهم إريكسون، نرى نوكيا مرتفعة 2.3% عمّا كانت عليه قبل عام، بينما إريكسون مرتفعة 43%، ووصل السهم لأعلى سعر في 52 أسبوع. وعند المقارنة للسنوات الثلاثة الماضية، تضاعف سعر إريكسون.
وعن سهم غيمستوب كورب (NYSE:GME)، فهبط من سعر 375 دولار للسهم لسعر 92 دولار للسهم في 3 جلسات تداول فقط، بعد تحقيقه ارتفاع 400% خلال الأسبوع الماضي.
ويبدو بأن لعبة وول ستريت بيتس جاءت لنهايتها. ولكن ما فعله صغار المتداولين استدعى اهتمام أكبر بكثير من الجهات التنظيمية، والتي تجتمع اليوم مع وزارة الخزانة لمناقشة ما حدث.
وكانت الفضة هي حصان طروادة الذي دمر المستثمرين الصغار من الداخل، وكبدتهم خسارة لعبتهم، بعد تسببهم في خسارة صناديق التحوط الضخمة أكثر من 70 مليار دولار في شهر.