من نفيسة الطاهر
القاهرة (رويترز) - قال أسامة داود عبد اللطيف رئيس مجلس إدارة مجموعة دال إن الإمارات ستبني ميناء جديدا في السودان على البحر الأحمر في إطار حزمة استثمار بقيمة ستة مليارات دولار.
وقال عبد اللطيف إن الحزمة الاستثمارية تتضمن إنشاء منطقة للتجارة الحرة ومشروعا زراعيا كبيرا ووديعة وشيكة في البنك المركزي السوداني بقيمة 300 مليون دولار ستكون الأولى من نوعها منذ استولى الجيش على السلطة في أكتوبر تشرين الأول.
وعلًق المانحون الغربيون مساعدات للسودان واستثمارات بمليارات الدولارات بعد الانقلاب، مما هوى باقتصاد كانت تتقاذفه بالفعل أمواج الاضطرابات وحرم الحكومة من العملة الأجنبية التي تحتاج إليها بشدة.
وقال وزير المالية جبريل إبراهيم لرويترز يوم الأربعاء إن السودان وقع مذكرة تفاهم مع الإمارات بشأن ميناء جديد ومشروع زراعي.
ولم ترد وزارة المالية على الفور على طلب للتعقيب على تفاصيل الاتفاق.
وقال عبد اللطيف إن الميناء الذي تبلغ تكلفته أربعة مليارات دولار، وهو مشروع مشترك بين مجموعة دال ومجموعة موانئ أبوظبي المملوكة لشركة أبوظبي القابضة، سيكون قادرا على التعامل مع كل أنواع السلع ومنافسة الميناء الرئيسي في البلاد بورتسودان.
وأضاف أن الميناء يقع على بعد حوالي 200 كيلومتر إلى الشمال من بورتسودان، وسيشمل أيضا منطقة تجارية وصناعية حرة على غرار جبل علي في دبي، بالإضافة إلى مطار دولي صغير. وقال إن المشروع في "مراحل متقدمة" مع استكمال الدراسات والتصاميم.
وكانت شائعات عن استثمارات خليجية في بورتسودان، وفي مشاريع زراعية بمناطق أخرى بالبلاد، قد قوبلت في السابق بمعارضة واحتجاجات في بعض الأحيان.
ويعاني ميناء بورتسودان من مشاكل في البنية التحتية وتسبب حصار مرتبط بأوضاع سياسية في إغلاقه لمدة ستة أسابيع في أواخر العام الماضي، مما أدى إلى خسارة أعمال من شركات الشحن الدولية الرئيسية.
وقال عبد اللطيف إن الصفقة الإماراتية تشمل أيضا أعمال توسعة وتطوير مشروع زراعي بتكلفة 1.6 مليار دولار تنفذها الشركة العالمية القابضة (آي.إتش.سي) وشركة دال للزراعة في مدينة أبو حمد بشمال السودان.
وأضاف أنه سيجري زراعة البرسيم الحجازي والقمح والقطن والسمسم ومحاصيل أخرى ومعالجتها على مساحة 400 ألف فدان من الأراضي المستأجرة. كما سيجري رصف طريق بطول 500 كيلومتر يربط المشروع بالميناء بتكلفة 450 مليون دولار، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية.
وقال عبد اللطيف إن الصندوق سيودع أيضا بموجب الاتفاق 300 مليون دولار في بنك السودان المركزي.
وأضاف أن الاتفاق تم التوصل إليه مبدئيا في يوليو تموز 2021، في ظل حكومة انتقالية بقيادة مدنية.
وقال مصدران من مجلس الوزراء السوداني السابق، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن نسخة مختلفة من الاتفاق جرى مراجعتها العام الماضي، لكن لم يتم التصويت عليها في النهاية بسبب تحفظات.
وقال مصدران حكوميان سودانيان رفيعا المستوى لرويترز إن الخطوط العريضة للاتفاق الجديد تم الاتفاق عليها بين الزعيم السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد أثناء زيارة في الآونة الأخيرة إلى الدولة الخليجية.
وفي إفصاح إلى سوق أبوظبي للأوراق المالية يوم الثلاثاء، قالت شركة أبوظبي للموانئ إنها "لم تبرم أية اتفاقيات بخصوص أي مشروع مشترك لبناء ميناء في السودان". لكنها أضافت "الشركة بصدد مناقشات مبدئية مع الجهات المعنية في السودان".
ولم يرد ممثلون لشركة أبوظبي القابضة وصندوق أبوظبي والشركة العالمية القابضة (آي.إتش.سي) وحكومتي أبوظبي والإمارات العربية المتحدة حتى الآن على طلبات للتعقيب.
وقال عبد اللطيف الذي قدمت مجموعته أيضا عرضا للسيطرة على واحدة من أكبر شركات الاتصالات في السودان، وهي زين (TADAWUL:7030) السودان، "نحن وشركاؤنا في الإمارات استثمرنا بالفعل في بنك وفندق وفي التعدين".
وأضاف "تريد الإمارات أن ينعم السودان بالاستقرار حتى يتمكنوا من القيام بالمزيد والمزيد من هذه الاستثمارات، لكننا لا ننتظر أن يكون كل شيء على ما يرام".
وبعد أن أطاح الجيش بعمر البشير في 2019، تعهدت الإمارات والسعودية بتقديم منح ومساعدات للسودان بقيمة ثلاثة مليارات دولار، يقول قادة عسكريون وزعماء مدنيون إنها لم يتم تسليمها بالكامل.
(إعداد مصطفى صالح وأيمن سعد مسلم ومحمد علي فرج للنشرة العربية - تحرير وجدي الالفي)