Arabictrader.com - حققت الأسهم الأمريكية ارتفاعات قوية خلال تداولات الأسبوع المنتهي في 3 نوفمبر، لتسجل بذلك أفضل أداء أسبوعي على الإطلاق منذ بداية هذا العام، بدعم من تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية جنبا إلى جنب مع صعود أسهم بعض الشركات الكبرى المدرجة بمؤشرات الأسهم الأمريكية القياسية.
وفي هذا الصدد، بلغت أرباح مؤشر S&P 500نحو 5.85%، وهي أعلى مكاسب أسبوعية من1 نوفمبر 2022، كما حقق مؤشر Dow Jones الصناعي مكاسب بما يقرب 5.07% وقدرت أرباح مؤشر Nasdaq 100 الأسبوعية بما يعادل 6.48% وهي الأعلى منذ أكتوبر 2022.
ولقد سجلت مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفاعات قوية مع إغلاق جلسة الجمعة الماضية، حيث أنهى مؤشر Nasdaq 100 الجلسة على ارتفاع بحوالي 1.21% إلى 15099.49 نقطة، كما اختتم مؤشر S&P 500 التداولات عند المستوى 4358.35 نقطة بنسبة ارتفاع بلغت 0.94%، كما ارتفع مؤشر Dow Jones الصناعي بنسبة 0.66% ليسجل 34061.33 نقطة.
أهم العوامل التي أثرت على أداء سوق الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع
جاءت الأرباح الأسبوعية القوية لمؤشرات الأسهم الأمريكية بدعم من انتعاش شهية المخاطرة بأسواق الأسهم العالمية، وصعود أسهم كبرى الشركات الأمريكية التكنولوجية جنبا إلى جنب مع هبوط عوائد سندات الخزانة الأمريكية القياسية.
أولا: انتعاش شهية المخاطرة بسوق الأسهم العالمية
ساهم الانتعاش القوي لشهية المخاطرة بأسواق الأسهم في تعزيز أرباح سوق الأسهم الأمريكية خلال الأسبوع الماضي، حيث استقر مؤشر فيكس 500 للتقلب عند أدنى مستوياته منذ 6 أسابيع، بما يعكس تراجع مخاوف المستثمرين وانتعاش شهية المخاطرة بسوق الأسهم الأمريكية.
ومن ناجية أخرى، نلاحظ بأن الطلب على الذهب -وهو أحد أشهر الأصول الآمنة- قد تعرض لانخفاضات حادة؛ حيث تكبدت عقود الذهب الفورية خسائرا بنحو 0.7% خلال تداولات الأسبوع المنتهي.
ثانيا: الهبوط الحاد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية
أدى انخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية بمختلف آجالها في تعزيز أرباح الأسهم الأمريكية الأسبوعية، ففي كثير من الأحيان، يؤدي ضعف الطلب على عوائد السندات إلى انتعاش أداء الأسهم الأمريكية إذ بدا الاستثمار بسوق الأسهم فرصة استثمارية أفضل مقارنة بعوائد السندات.
ويجدر القول بهذا الخصوص، أن ضعف الطلب على عوائد سندات الخزانة الأمريكية جاء على خلفية صدور بعض التطورات والبيانات الاقتصادية الهامة وعلى رأسها بيانات سوق العمل وقرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتي عززت توقعات الأسواق حيال وصول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمعدل الفائدة النهائي، وبعبارة أخرى، قد لا يرفع الفيدرالي سعر الفائدة مجددا باجتماعاته المقبلة.
1. سلبية بيانات سوق العمل الأمريكي
جاءت بيانات سوق العمل الأمريكية سلبية للغاية خلال شهر أكتوبر الماضي، حيث كشفت البيانات الرسمية عن إضافة الاقتصاد حوالي 150 ألف وظيفة، وهو ما جاء أقل بكثير من توقعات الأسواق التي أشارت لإضافة الاقتصاد لحوالي 180 ألف وظيفة، وكانت القراءة السابقة قد أظهرت إضافة الاقتصاد الأمريكي لحوالي 336 ألف وظيفة خلال سبتمبر الماضي، والتي تمت مراجعتها على نحو منخفض إلى 297 ألف طلب.
وفي الوقت ذاته، ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 3.9% خلال نفس الشهر، وهو أسوأ من توقعات الأسواق والقراءة السابقة للمؤشر والتي أشارت إلى استقرار البطالة الأمريكية عند مستوى 3.8%.
ولقد عززت هذه البيانات الاقتصادية احتمالات توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة خلال اجتماعاته المقبلة في ظل تضرر الأوضاع بسوق العمل وتباطؤ نمو الوظائف، وهو ما انعكس سلبا على تحركات عوائد السندات الأمريكية إذ تكبد عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات خسائرا أسبوعية بأكثر من 5%، وهذا بدوره، عزز ارتفاعات مؤشرات الأسهم الأمريكية.
2. قرار الفيدرالي الأمريكي بالتوقف عن رفع الفائدة باجتماع نوفمبر
وهو ما أضاف للضغوط الهبوطية التي واجهت عوائد السندات الأمريكية بتلك الأثناء، حيث قرر بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بالأسبوع الماضي، الإبقاء على سعر الفائدة عند المستوى الحالي البالغ 5.50% للاجتماع الثاني على التوالي، كما أثرت تصريحات محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول اللاحقة لصدور القرار في تعزيز الضغوط الهبوطية على أداء عوائد السندات؛ إذ أفاد باول بأن التضخم انخفض بشكل واضح وأن قرارات رفع الفائدة ستعتمد على البيانات الاقتصادية مشيرا لاحتمالية أن تتغير توقعات الفائدة لأعضاء الفيدرالي الأمريكي.
الأمر الذي غذى مخاوف الأسواق بأن ارتفاعات عوائد سندات الخزانة قد وصلت إلى مستوى الذروة بالفعل، وهو ما انعكس إيجابا على تحركات سوق الأسهم الأمريكية في الأسبوع المنتهي.
ثالثا: صعود قوي لأسهم كبرى الشركات التكنولوجية المدرجة بسوق الأسهم الأمريكية
بجانب توقف الفيدرالي الأمريكي عن رفع الفائدة باجتماعه الأخير، حظي سوق الأسهم الأمريكية بدعم قوي من الارتفاعات التي حققتها أسهم العديد من الشركات الأمريكية الكبرى، فعلى سبيل المثال، حقق سهم شركة أبل (NASDAQ:AAPL) التكنولوجية أرباحا أسبوعية بنحو 5% بعدما أعلنت الشركة عن ارتفاع ربحية السهم الواحد إلى 1.46 دولار بأعلى من توقعات وول ستريت والتي رجحت ارتفاع ربحية السهم إلى 1.39 دولار فقط، وهو ما انعكس إيجابا على أداء الأسهم الأمريكية الأسبوعي وخصوصا مؤشر ناسداك المركب.