من يوسف سابا
دبي 27 نوفمبر تشرين الثاني (رويترز) - أظهر تحقيق أجرته هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ومركز تقارير المناخ يوم الاثنين أن دولة الإمارات التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) تعتزم مناقشة إبرام اتفاقات محتملة في مجال الغاز الطبيعي ومجالات تجارية أخرى قبل محادثات المؤتمر التي ستبدأ هذا الأسبوع.
وستكون قمة المناخ أول تقييم عالمي للتقدم المحرز منذ اتفاق باريس في عام 2015، الذي وضع هدفا للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة مئوية.
ويقول علماء مناخ إن تحقيق هذا الهدف يعتمد على التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري.
وأشار التحقيق إلى وثائق مسربة ذكر أنها أُعدت للرئيس المعين لمؤتمر (كوب28)، سلطان الجابر، لمناقشتها في اجتماعاته مع 27 حكومة على الأقل.
وتتضمن الوثائق نقاطا للمناقشة بهدف تعزيز مصالح شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) في الغاز الطبيعي المسال أو البتروكيماويات، إضافة إلى اهتمامات شركة (مصدر) الإماراتية الحكومية في مجال الطاقة المتجددة وغيره من إجراءات التخفيف من آثار تغير المناخ.
وقال متحدث باسم قمة المناخ لرويترز إن الوثائق "غير دقيقة".
وأضاف المتحدث "الوثائق المشار إليها في تقرير (بي.بي.سي) غير دقيقة ولم تُستخدم من جانب (كوب28) في الاجتماعات".
وقال في بيان ردا على سؤال من رويترز بشأن الوثائق "نشعر بخيبة أمل شديدة لرؤية (بي.بي.سي) تستخدم وثائق لم يتم التحقق منها في تقاريرها".
* على جانب النفط؟
أثار ترشيح الجابر لقيادة محادثات المناخ انتقادات نشطاء المناخ، الذين عبروا عن قلقهم من أنه قد لا يتمكن من اتخاذ موقف محايد وهو ما يتعين على رئيس المؤتمر الالتزام به.
ويرأس الجابر شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، عملاق النفط الحكومي، كما تعد الإمارات منتجا رئيسيا للنفط الخام وعضوا بارزا في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).
وقدم الجابر نفسه بصفته وسيطا بين جانبين منقسمين بشأن الوقود الأحفوري، وأعرب عن رغبته في إدراج النفط والغاز في النقاشات المتعلقة بالمناخ.
وقال مركز تقارير المناخ إنه عمل مع (بي.بي.سي) للتحقق من صحة الوثائق التي قال إن شخصا رفض الكشف عن اسمه خوفا من الانتقام هو من سربها. ونشر المركز 46 صفحة من أصل 150 من هذه الوثائق.
وأظهر جزء من هذه الوثائق، أُعد للمناقشة في اجتماع محتمل مع نائب وزير البيئة الصيني تشاو ينغ مين، أن أدنوك "ترغب في إجراء تقييم مشترك لفرص الغاز الطبيعي المسال الدولية" في موزامبيق وكندا وأستراليا.
وتسعى أدنوك أيضا أن تساعدها البرازيل في الحصول على موافقة على عرض غير ملزم قدمته مع شركة الأسهم الخاصة (أبولو) للفوز بحصة تسيطر من خلالها على شركة (براسكيم) للبتروكيماويات.
وجاء في إحدى صفحات الوثيقة التي أُعدت لمناقشة محتملة مع وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا "ضمان تأييد الاتفاق والموافقة عليه على أعلى مستوى أمر مهم بالنسبة لنا".
وقال جزء آخر من الوثائق "هناك العديد من أوجه التشابه بين الإمارات والبرازيل إذ يتطلع كلا البلدين إلى استغلال مواردهما الهيدروكربونية بطريقة مسؤولة".
وأشارت الوثائق إلى إعداد نقاط لمناقشتها من أجل تعزيز المصالح في الغاز الطبيعي المُسال في فرنسا وألمانيا وكينيا والمكسيك وفنزويلا، بالإضافة إلى البتروكيماويات (TADAWUL:2310) في دول من بينها مصر وأذربيجان.
وسعت الإمارات إلى ضخ استثمارات في مجال الطاقة المتجددة أو غيره من إجراءات التخفيف من آثار تغير المناخ أو التعاون فيهما، بما يشمل الحد من غاز الميثان مع عدة دول منها بريطانيا والصين والسعودية والولايات المتحدة.
(تغطية صحفية يوسف سابا - إعداد محمد عطية للنشرة العربية - تحرير محمد محمدين)