Investing.com - قالت شركة كابيتال إيكونوميكس في مذكرة أصدرتها يوم الجمعة إن المزيد من التصعيد في النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو زيادة حادة في التوترات بين الصين وتايوان هما الخطران الجيوسياسيان الرئيسيان اللذان "قد يؤديان إلى وخز فقاعة الذكاء الاصطناعي".
وفي حين أن أسهم شركات التكنولوجيا قد تفوقت في أدائها هذا العام، إلا أن هناك دلائل متزايدة على أن هذا الارتفاع قد يتعثر مع اشتداد المخاطر الجيوسياسية، لا سيما في ضوء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة.
يُسلط التقرير الضوء على حدثين رئيسيين قد يكونان حاسمين بالنسبة لسوق الأسهم الأمريكية: المزيد من الانفصال في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين أو تصاعد التوترات عبر المضيق.
وكلا السيناريوهين، حتى لو تم تجنب الصراع الكامل، "يمثلان خطرًا كبيرًا على صحة فقاعة الذكاء الاصطناعي".
كان الخبراء الاستراتيجيون يجادلون منذ بعض الوقت بأن الحماس المحيط بالذكاء الاصطناعي قد أدى إلى تضخم فقاعة في سوق الأسهم الأمريكية، وبينما يتوقعون أن يؤدي الضجيج إلى مزيد من الارتفاعات، فإن التقييمات العالية الحالية للقطاع تجعله "عرضة بشكل خاص لأي شيء يمكن أن يفسد مشاعر المستثمرين تجاههم."
يتمثل أحد الشواغل الرئيسية في دور تايوان في سلسلة توريد الذكاء الاصطناعي. تستحوذ الشركات التايوانية على نسبة مذهلة تبلغ 90% من سوق الرقائق المتقدمة وخوادم الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والتي قادت طفرة الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي في شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Microsoft (NASDAQ:MSFT)، وApple (NASDAQ:AAPL)، وAlphabet (NASDAQ:GOOGL)، وMeta (NASDAQ:META). وتشير "كابيتال إيكونوميكس" إلى أن حدوث اضطراب في سلسلة التوريد هذه بسبب التوترات الجيوسياسية قد يكون كارثيًا على هذه الشركات.
تقول المذكرة: "يمكن للصين أن تقيد تدفق رقائق أشباه الموصلات المتطورة للغاية وخوادم "آل" من تايوان إلى الولايات المتحدة، وبالتالي كسر "سلسلة التوريد آل".
وحتى بدون صراع شامل، فإن أي اضطراب سيؤثر بشكل غير متناسب على شركات التكنولوجيا الكبرى. وينبع هذا الضعف من اعتمادها على تايوان في الإمدادات الحيوية وحقيقة أن البدائل ستكون "مكلفة و/أو غير عملية".
على الجبهة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، يسلط التقرير الضوء على خطر تصاعد التوترات بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024.
وفي حال عودة دونالد ترامب إلى السلطة، يتوقع الخبراء الاستراتيجيون "زيادة كبيرة في الرسوم الجمركية على السلع الصينية" وتراجعًا أوسع نطاقًا عن التجارة الحرة، مما سيخلق ضغوطًا من حيث التكلفة على شركات التكنولوجيا.
حتى إدارة هاريس، التي من المتوقع أن تحافظ على سياسات مراقبة الصادرات الحالية، تشكل خطرًا. لقد أثرت ضوابط التصدير بالفعل على شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبيرة، حيث انخفضت حصة الصين وهونج كونج من مبيعات شركة إنفيديا من 28% في عام 2022 إلى حوالي 12% الآن. وتضيف المذكرة أن فرض المزيد من الضوابط قد يكون له "تأثير أكبر وأكثر ديمومة على أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية مما كان عليه الحال في الماضي".
ويشير الخبراء الاستراتيجيون أيضًا إلى أن الأسواق المالية قد تجاهلت التوترات الجيوسياسية السابقة، بما في ذلك التصعيد في العلاقات عبر المضيق في عام 2022، والحرب الروسية الأوكرانية، والصراع الأخير بين إسرائيل وحماس.
ولكن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية لعام 2024، يعتقدون أن هناك "فرصة جيدة لأن يصبح المستثمرون أكثر قلقًا" بشأن احتمال ارتفاع الرسوم الجمركية وتصاعد التوترات.