Investing.com - واصلت شركة بيركشاير هاثاواي ( Berkshire Hathaway Inc (NYSE:BRKa)) بيع أسهم شركة آبل (NASDAQ:AAPL) (Apple Inc) خلال الربع الثالث، مما أدى إلى تقليص حصتها إلى جزء صغير مقارنة بحصتها في بداية العام.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت السيولة النقدية "الكاش"، التي تمتلكها شركة "بيركشاير هاثاواي"، إلى مستوى قياسي بلغ 325.2 مليار دولار في الربع الثالث من العام الجاري، بحسب ما كشفت عنه الشركة، يوم السبت.
قلّصت بيركشاير حيازتها في الشركة المصنعة للآيفون بنسبة تقارب 25% خلال هذه الفترة، بعد أن خفضتها تقريباً إلى النصف في الربع الثاني. وارتفعت أسهم آبل بنسبة 10.6% في الفترة المنتهية في 30 سبتمبر.
ألمح وارن بافيت في الاجتماع السنوي لبركشاير في مايو أن مبيعات آبل في الربع الأول كانت مدفوعة جزئياً بالاعتبارات الضريبية، وأن شركة التكنولوجيا ستظل الاستثمار الأكبر لشركة بيركشاير هاثاواي التي تتخذ من أوماها بولاية نبراسكا مقراً لها. ولا يزال هذا صحيحًا، رغم أن حصة بيركشاير تُقدّر الآن بـ69.9 مليار دولار، مقابل 174.3 مليار دولار في نهاية العام الماضي، بانخفاض يقارب 60%. ولم يكشف بافيت عن آرائه حول آبل منذ الاجتماع السنوي.
آبل تواجه تحديات
تواجه آبل تحديات كبيرة، من بينها ضعف النمو لمنتجها الرئيسي، الآيفون. في الأسبوع الماضي، أبلغت آبل المستثمرين بأنها تتوقع نموًا ضئيلًا إلى متوسط في مبيعاتها خلال فترة ديسمبر، مما يخيب الآمال لموسم العطلات الحيوي.
كما انخفضت مبيعات الشركة في الصين، بينما اكتسب المنافسون المحليون هناك المزيد من الحصة السوقية. وبدأ المنظمون في أوروبا في زيادة التدقيق حول قضايا الاحتكار والمنافسة. وتأخرت آبل عن منافسيها في مجال الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، طرحت آبل ترقيات متعلقة بالذكاء الاصطناعي لأجهزة الآيفون، الآيباد، وأجهزة ماك، لكنها أبلغت العملاء بأن الميزات الأكثر انتظارًا لن تكون متاحة حتى ديسمبر.
قال جيم شاناهان، محلل في شركة إدوارد جونز: "لا أعتقد أن وارن بافيت كان مرتاحًا تمامًا مع أسهم التكنولوجيا."
وأضاف شاناهان: "بدأت مبيعات الأسهم بعد وفاة تشارلي مونغر"، مشيرًا إلى شريك بافيت التجاري، الذي توفي في عام 2023. مضيفًا "قد يكون الأمر أن مونغر كان دائمًا أكثر راحة مع آبل من وارن بافيت."
وأشار محلل آخر إلى أن مبيعات بافيت لأسهم آبل قد تكون ببساطة لأسباب تتعلق بإعادة التوازن في المحفظة. حيث قالت كاثي سيفيرت، محللة أبحاث في CFRA، إن حصة آبل في محفظة بيركشاير "بدأت تشكل نسبة مفرطة" من إجمالي محفظتها. "أعتقد أنه كان من المنطقي تقليل هذه الحيازة قليلاً."
إشارات هامة من إنفستنغ برو
تشير بيانات إنفستنغ برو - Investing PRO إلى أن أبل رفعت توزيعات أرباحها للسنة الثالثة عشرة على التوالي، في خطوة تعكس التزامًا ثابتًا من جانب الشركة بإعادة جزء من رأس المال إلى مساهميها بشكل منتظم. ويعد هذا الأداء المستمر في توزيع الأرباح مؤشرًا قويًا على صحة الشركة المالية واستقرارها، كما يعكس ثقتها بقدرتها على تحقيق نمو مستدام في الأرباح. بالنسبة للمستثمرين، تعد هذه الزيادة المستمرة في توزيعات الأرباح إشارة إيجابية، خاصة لأولئك الذين يفضلون استثمارات تحقق لهم دخلًا منتظمًا.
وفي سياق موازٍ، تظهر بيانات إنفستنغ برو - Investing PRO أيضًا المستندة على أداة برو تيبس - Pro Tips أن تسعة محللين قاموا بمراجعة توقعاتهم لأرباح الشركة خلال الفترة القادمة، وتوصلوا إلى خفض توقعاتهم بشكل جماعي. ويأتي هذا التحفظ في ضوء مؤشرات توحي بإمكانية انخفاض أرباح الشركة المتوقعة، والتي قد تكون ناتجة عن عوامل عدة، منها تراجع المبيعات وارتفاع التكاليف وتغيرات في ظروف السوق. ويرى بعض المحللين أن هذه المراجعات تشكل إشارة على زيادة المخاطر المحيطة بالشركة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على سعر سهمها ويضعها أمام تحديات مستقبلية.
وفي الوقت نفسهـ تتداول أسهم الشركة حاليًا عند مضاعف أرباح مرتفع، ما يشير إلى أن المستثمرين يدفعون قيمة عالية مقابل كل دولار من أرباح الشركة السنوية. ويُنظر عادةً إلى معدل السعر إلى الأرباح (P/E) المرتفع كإشارة سلبية، حيث يمكن أن يعكس تفاؤلًا مفرطًا بأداء السهم، ما يجعله عرضة لتصحيح سعري محتمل إذا لم تتطابق الأرباح المستقبلية مع هذه التوقعات العالية، وفقًا لأداة "برو تيبس" المتاحة حصرًا على إنفستنغ برو، حيث توفر هذه الأداة معلومات وبيانات قيمة وحصرية حول أي شركة مدرجة في البورصة، سواء عربية أو عالمية.
رغم الالتزام الواضح من الشركة بزيادة توزيعات الأرباح، إلا أن الحذر يبدو واجبًا أمام تراجع توقعات المحللين وتقييم السهم عند مضاعف أرباح مرتفع. هذه العوامل، وإن كانت تعكس ثقةً من الشركة في قدرتها على مواصلة الأداء القوي، قد تدعو المستثمرين إلى مراقبة التطورات المستقبلية بحذر وتقييم المخاطر المحتملة بشكل متأنٍ.
وللتعرف على القيمة العادلة لسهم أبل وغيرها من أسهم الشركات، سواء عربية أو عالمية، اضغط هنا.
فيما يلي بعض النقاط الرئيسية الأخرى من نتائج بيركشاير للربع الثالث:
السيولة النقدية
وصلت السيولة النقدية لدى بيركشاير إلى مستويات قياسية، حيث لا يزال المستثمر الأكثر شهرة في العالم يواجه صعوبة في العثور على طرق لاستثمارها. واحتفظت الشركة بـ325.2 مليار دولار نقداً في نهاية الربع الثالث.
صرح بافيت في الاجتماع السنوي أن الشركة ليست في عجلة لاستخدام هذه السيولة "إلا إذا وجدنا شيئًا يحقق عائدًا كبيرًا ويكاد يخلو من المخاطر."
مبيعات صافية وتوقف عن الشراء
باعت بيركشاير صافي أسهم بقيمة 34.6 مليار دولار خلال الربع، و127.4 مليار دولار منذ بداية العام. وهذا أسرع بكثير من معدل المبيعات العام الماضي، عندما بلغ صافي المبيعات 24.2 مليار دولار على مدار 12 شهرًا.
وفي الوقت نفسه، لم يقم بشراء أسهم بيركشاير، لأول مرة منذ أن غيرت الشركة سياستها في 2018. حيث قامت الشركة بشراء 345 مليون دولار من أسهمها في الفترة السابقة، و1.1 مليار دولار في العام الماضي.
وارتفعت أسهم بيركشاير بنحو 25% هذا العام، مما رفع قيمتها السوقية إلى 974.3 مليار دولار.
خسائر الأعاصير
تأثرت أرباح بيركشاير هذا الربع بخسائر الأعاصير، حيث بلغت خسائر إعصار هيلين 565 مليون دولار.
وتوقعت أن إعصار ميلتون سيؤدي إلى خسارة قبل الضرائب تتراوح بين 1.3 و1.5 مليار دولار للربع الرابع.
الأرباح التشغيلية
انخفضت الأرباح التشغيلية لشركة بيركشاير هاثاواي بنسبة 6% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى 10.1 مليار دولار، حيث ساهمت خسارة صرف العملات الأجنبية بنحو 1.1 مليار دولار في هذا التراجع.
وتراجعت الأرباح من الاكتتاب في مجموعة أعمال التأمين التابعة للشركة بنسبة 69% إلى 750 مليون دولار، بسبب خسائر في وحدة التأمين الأساسية.