Investing.com - حذر البنك المركزي الأوروبي يوم الأربعاء من احتمالية وجود "فقاعة" في أسهم الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أنها قد تنفجر فجأة إذا لم تتحقق توقعات المستثمرين الإيجابية.
جاء هذا التحذير ضمن المراجعة نصف السنوية للاستقرار المالي للبنك، التي تناولت مجموعة من المخاطر المتنوعة، بما في ذلك الحروب والتعريفات الجمركية والتحديات الهيكلية في النظام المصرفي.
فقاعة الذكاء الاصطناعي
أشار البنك المركزي الأوروبي إلى أن سوق الأسهم، لا سيما في الولايات المتحدة، أصبح يعتمد بشكل متزايد على عدد محدود من الشركات التي يُنظر إليها على أنها مستفيدة رئيسية من طفرة الذكاء الاصطناعي.
وأوضح البنك: "هذا التركيز بين عدد قليل من الشركات الكبرى يثير مخاوف بشأن احتمالية تكون فقاعة في أسعار أصول مرتبطة بالذكاء الاصطناعي"، مضيفًا: "كما أن هذا الوضع، في سياق أسواق الأسهم العالمية شديدة الترابط، يعزز مخاطر حدوث تداعيات سلبية عالمية إذا خيبت توقعات الأرباح لهذه الشركات."
تعد شركة إنفيديا (NASDAQ:NVDA) خير مثال في هذا السياق، حيث كانت أسهم أشباه الموصلات ركيزة سوق الصعود التي استمرت عامين، لكنها كانت تشكل عبئًا صافيًا على الأسهم الأمريكية على مدار الأشهر الأربعة الماضية.
ستوفر أرباح إنفيديا - التي ستصدر بعد جرس الإغلاق يوم الأربعاء - فحصًا للواقع حول مدى استمرارية الزخم المرتبط بالذكاء الاصطناعي.
عادت إنفيديا بقوة منذ هبوطها في يوليو، حيث ارتفعت بنسبة 45٪ من أدنى مستوى لها في أغسطس. وقد سجل سهم الرقائق - الذي ارتفع بنحو 200% هذا العام وزاد عن 1100% في العامين الماضيين - مستويات قياسية مرتفعة بعد الانتخابات.
يوضح الرسم البياني أدناه المتاح على إنفستنغ برو اتجاه توقعات المحللين لإيرادات شركة إنفيديا للربع الثالث من 2024. حيث زاد المحللون توقعاتهم لهذا الربع بنسبة 56.9% للإيرادات من 21.072 مليار سهم إلى 33.07 مليار سهم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ومن المتوقع أن تعلن الشركة عن أرباح الربع الثالث من عام 2025 غدًا 20 نوفمبر 2024.
فيما يوضح الرسم البياني أدناه والمتاح حصريًا على إنفستنغ برو أيضًا اتجاه توقعات المحللين لأرباح السهم الواحد للشركة. حيث رفع المحللون توقعاتهم لهذا الربع بنسبة 67.9% لأرباح السهم الواحد من 0.44 للسهم إلى 0.74 للسهم خلال الأشهر الاثني عشر الماضية.
وللتعرف على توقعات أرباح أي شركة سواء عربية أو عالمية اضغط هنا
لكن العديد من أقران إنفيديا، وخاصة الأصغر منها، أصبحوا يشكلون عبئًا على الصناعة والأسهم الأمريكية بشكل كبير منذ بداية النصف الثاني من العام.
انخفضت أسهم إنتل (NASDAQ:INTC)، وشركة ميكرون تيكنولوجي (NASDAQ:MU)، وكيه إل إيه كورب (NASDAQ:KLAC)، وشركة ابليد ماتيريالس (NASDAQ:AMAT)، ومايكروشيب (NASDAQ:MCHP) بأكثر من 20%. كما انخفضت أسهم أدفانسد مايكرو ديفايسز (NASDAQ:AMD) - التي تعتبر أكبر منافس لشركة إنفيديا - بنسبة 14%.
فيما شهد مؤشر مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات، الذي يتتبع أسهم صناعة الرقائق، تقلبات ملحوظة لعدة أشهر. وأدى أدنى مستوى جديد خلال شهرين الذي سجله يوم الاثنين هذا الأسبوع إلى إثارة قلق بعض المتداولين.
مخاطر أخرى
أشار البنك المركزي الأوروبي أيضًا إلى أن المستثمرين يطالبون بعلاوة مخاطرة منخفضة لامتلاك الأسهم والسندات، بينما خفضت الصناديق الاستثمارية احتياطياتها النقدية.
وأضاف التقرير: "بالنظر إلى انخفاض الأصول السائلة التي تحتفظ بها بعض أنواع الصناديق المفتوحة والاختلالات الكبيرة في السيولة، يمكن أن تؤدي أي نقص في النقد إلى عمليات بيع قسرية للأصول، مما قد يعزز من تراجع أسعار الأصول."
من بين المخاطر الأخرى التي أشار إليها البنك، أكد أن منطقة اليورو تظل معرضة لتزايد التفتت التجاري، وهي مصدر رئيسي للقلق بالنسبة للمسؤولين والمستثمرين منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية مؤخرًا.
وقد ركز ترامب خلال حملته على التعريفات كجزء أساسي من سياساته، فيما أشار عدد من مسؤولي البنك المركزي الأوروبي إلى أن هذه الإجراءات، إذا تم تنفيذها، ستضر بالنمو الاقتصادي في منطقة اليورو.
كما أشار البنك إلى أن حكومات منطقة اليورو، وخاصة إيطاليا وفرنسا، ستضطر إلى الاقتراض بأسعار فائدة أعلى بكثير خلال العقد المقبل، مما يعزز الحاجة إلى سياسات مالية حذرة.