بوجوتا، 24 ديسمبر/كانون أول (إفي): تلقى حاكم إقليم كاكيتا الكولومبي لويس فرانثيسكو كويار، الذى ينسب اختطافه واغتياله بطريقة وحشية إلى متمردي القوات المسلحة الثورية في كولومبيا(فارك)، الوداع الأخير من مواطني الإقليم الجنوبي في حين تتواصل العمليات العسكرية للتوصل إلى مرتكبي الجريمة.
وأدان أقارب كويار عدم تمتعه بالحماية الشرطية الكافية رغم تعرضه للاختطاف عدة مرات حيث كان كويار قد طالب بنفسه في الأيام الأخيرة بالانتباه إلى "الشائعات" التى تدور حول قيام فارك بالتخطيط "لعمل شىء" في إقليم كاكيتا قبل أعياد الميلاد.
وقال نجل كويار إن أبيه قاله له قبل ساعتين من اختطافه مساء الاثنين أن "فارك سوف تعمل أي شىء هذه الأيام. يجب توخي الحذر".
ومن جانبه، كشفت إميلدا جاليندو ، زوجة حاكم الإقليم الكولومبي، أن الحماية التى كان يتمتع بها كويار قليلة جدا وخاصة في الأسابيع الأخيرة وفي ليلة اختطافه حيث كان رجل شرطة واحد يقوم بحراسة مقر سكنه في فلورنثيا، عاصمة الإقليم.
وعلى الرغم من عدم اعلان أية جماعة مسئوليتها عن حادث اختطاف واغتيال كويار إلا أن الرئيس الكولومبي ألبارو أوريبي نسب ارتكاب الجريمة إلى عناصر خلية "تيوفيلو فوريرو" التابعة لقوات فارك.
وصرح مدير إدارة الاستخبارات الكولومبية فيليبي مونيوث للصحفيين، الأربعاء، في فلورنثيا، أن التحقيقات تشير إلى أن الجريمة خططت ونفذت من قبل هذه الخلية التابعة لفارك. وأوضح أن 3 آلاف رجل من قوات الجيش تواصل أعمال تمشيط العديد من المناطق جوا وأرضا بإقليم كاكيتا من أجل اعتقال مغتالي كويار.
كما أكد النائب العام المكلف بالقضية جييرمو ميندوثا، في بوجوتا، أنه سوف يتم التعامل مع الجريمة على أساس أنها جريمة ضد القانون الإنساني الدولي نظرا "للطريقة الوحشية" التى اغتيل بها كويار.
وأشار ميندوثا إلى أنه بذلك يمكن إحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، مثلما طالب به الثلاثاء زعيم اليسار والمرشح الرئاسي في الانتخابات الكولومبية العام المقبل جوستابو بيترو.
وقد أدين اغتيال كويار على المستوى الدولي في الساعات الأخيرة من قبل عدة دول ومن قبل منظمات حقوقية من بينها "هيومان رايتس ووتش" بجانب الاتحاد الأوروبي وفرنسا والإكوادور والولايات المتحدة وإسبانيا والبرازيل.
وأدانت الحكومة الإكوادورية اغتيال حاكم إقليم كاكيتا الكولومبي، لويس فرانثيسكو كويار وقالت الخارجية الإكوادورية في بيان لها الأربعاء، "باسم الشعب والحكومة الوطنية نعرب عن إدانتنا ورفضنا لاختطاف وقتل حاكم إقليم كاكيتا، السيد لويس كويار".
كما أدانت الحكومة الأمريكية الحادث وأصدرت السفارة الأمريكية في كولومبيا الأربعاء بيانا أكدت خلاله عزمها مساعدة بوجوتا في "الدفاع عن الديمقراطية في البلاد والقضاء على مهربي المخدرات والارهابيين".
وجاء في البيان "الولايات المتحدة تدين بشكل قاطع استخدام الخطف والاغتيال كوسيلة ضد الأوضاع السياسية او العسكرية او الاقتصادية بحق الأشخاص والمنظمات. وأكمل البيان "الولايات المتحدة تأثرت بنبأ اغتيال وقتل كويار بدم بارد وحارسه الشخصي سيمون جارثيا، ومثل هذه الأحداث التي تثير الاشمئزاز".
وجاء في نهاية البيان أن "البيت الأبيض يؤكد دعمه للحكومة الكولومبية في جهودها الرامية لاحلال السلام والمصالحة، وتدعيم مؤسساتها الديمقراطية والقضائية".
كما قالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيانها إن الأعمال الإرهابية "لن تتمكن من إضعاف صلابة المؤسسات الديمقراطية الكولومبية ولا النيل من الإرادة الراسخة للمجتمع الكولومبي الذى طالما أعرب، على مر سنوات عديدة، عن أمله في العيش في سلام وفي أجواء ديمقراطية". وأضافت أن الحكومة الإسبانية "ستقف دائما بجانب كولومبيا والكولومبيين لتحقيق هذا الهدف النبيل".
فيما أعربت حكومة الرئيس البرازيلي لويس إيناثيو لولا دا سيلفا عن بالغ تأثرها بالحادث وإرسالها خالص تعازيها وتضامنها لأقارب كويار وشعب وحكومة كولومبيا ، في بيان لها نشرته الأربعاء وزارة الخارجية البرازيلية.
كان كويار قد اغتيل يوم الثلاثاء بعد اختطافه مساء الاثنين على أيدي متمردي فارك قاموا باقتحام منزله في فلورينثيا، التي تبعد نحو 562 كلم جنوب غربي العاصمة بوجوتا. ولقي أحد ضباط الشرطة الموكلين بحراسة الحاكم مصرعه خلال هجوم المتمردين، الذي أخرجوا كويار بالقوة من منزله وصعدوا به إلى سيارة توجهت صوب منطقة جبلية قريبة من المدينة.
هذا ومن المقرر أن يتسلم اليوم الخميس الرئيس الكولومبي ألبارو أوريبي رفات كويار في مطار بوجوتا العسكري ليتم بعد ذلك دفنه في مقابر العاصمة، وفقا لما أفادته الرئاسة في بيان لها.(إفي)غ ض /م ع