Investing.com – تراجعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية اليوم الجمعة، وذلك مع إستمرار إنخفاض أسعار النفط مما أثقل كاهل أسهم الشركات بسبب النظرة غير متفائلة لنسب النمو في الإقتصادات الأكبر في العالم والإقتصاد العالمي ككل.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، تراجع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.45٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.41٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.27٪.
وخلال صباح اليوم بالتوقيت الأوروبي، عادت العقود الآجلة للنفط الخام تسليم كانون الثاني/يناير لتلامس من جديد أدنى أسعارها في 7 سنوات عند مستوى 36.67، بعد أن كانت قد سقط الأربعاء إلى مستوى 36.64 دولار للبرميل.
وكانت الأسهم الأوروبية قد بدأت تعافيها أواخر الأسبوع الماضي عندما أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) من جديد بأن البنك مستد لإتخاذ كل الإجرائات اللازمة لإنعاش الإقتصاد في منطقة اليورو، ولكن تراجع أسعار النفط كان القوة الاهم في تراجعات الأسبوع الحالي.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد إتخذ سلسلة من القرارات الهامة التي تهدف إلى تحسين نسبة التضخم، حيث أعلن البنك عن تخفيض نسبة الفاائدة على ودائع ا لبنوك التجارية لديه، لكنه فضل تمديد الفترة الزمنية لبرنامج التسهيل الكمي، بدلاً من زيادة حجم البرنامج النقدي، وهو ما رأت فيه الأسواق نوعاً من الخيبة.
فمع إختتام إجتماعه الذي عقد يوم أمس وسلطت عليه جميع الأضواء، قرر مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي تخفيض معدل الفائدة على ودائع البنوك التجارية من سالب 0.2٪ إلى سالب 0.3٪، مما خيب آمال الأسواق التي كانت تتوقع خفضاً أكثر عدوانية إلى مستوى سالب 0.40٪.
ولكن البنك ترك معدل الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 0.5٪، وذلك كما كان متوقعاً على نطاق واسع، كما ترك معدل الإقتراض على الهامش، ومعدل إقتراض البنوك التجارية من المركزي الأوروبي دون تغيير كذلك عند مستوى 0.30٪.
كما أعلن رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراجي كذلك عن تمديد البنك لبرنامج شراء السندات الذي كان من المقرر أن ينتهي في أيلول/سبتمبر 2016 إلى آذار/مارس 2017، كما قال أنه من الممكن تمديد البرنامج لأبعد من ذلك إذا لزم الأمر.
كما وسع البنك المركزي الأوروبي نطاق الأصول التي يستكيع شرائها عبر برنامج التسهيل الكمي لتشمل الديون الحكومية الإقليمية والمحلية، وقال دراجي أن البنك سيقوم بإعادة استثمار العائدات التي تتحقق من االتسهيل الكمي بعد إستحقاق السندات.
كذلك أقر البنك الإبقاء على حجم برنامج التسهيل الكمي دون تغيير عند 60 بليون يورو، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تمني النفس بأن يرفع البنك من حجم البرنامج لتسريع تأثيره على الإنتعاش الإقتصادي في منطقة اليورو.
وأكد دراجي أن البنك المركزي الأوروبي لا يزال في جعبته مجموعة واسعة من الخيارات المتاحة. وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي: "لدينا قائمة من الخيارات. من حسن الحظ ان تكون السياسة النقدية لديها العديد من الأدوات". كما قال أنه من الممكن دائماً أن يعيد البنك ضبط الأفق الزمني لبرنامج شراء الأصول، أو الحجم النقدي له، أو حتى تصميمه.
هذا وتراجعت أسهم القطاع المالي، مع إنخفاض أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.62٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.38٪، وأسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.41٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 0.51٪.
كما شاركت أسهم البنوك في الدول الطرفية في الخسائر، مع تراجع أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.26٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.36٪، وأسهم البنوك الإسبانية كذلك، مع إنخفاض أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.01٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.13٪.
وفي مكان أخر، تراجعت أسهم رينو بنسبة 1.01٪ على الرغم من أن شركة صناعة السيارات قد اعلنت عن حصول تقدم في مفاوضات تهدف للحد من نفوذ الحكومة الفرنسية على الشركة.
وفي لندن تراجع مؤشر فوتسي 100 بنسبة بلغت 0.19٪، متأثراُ بتراجع أسهم القطاع المالي.
فلقد تراجعت جميع الأسهم الرئيسية في قطاع البنوك، مع إنخفاض أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.34٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.33٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.54٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.57٪.
أما في قطاع التعدين، فلقد إرتفعت جميع أسهم الشركات الرئيسية بنسب متفاوته، مع تقدم أسهم كل من ريو تنتو بنسبة 1.37٪، وفرينسليو بنسبة 0.74٪، بينما سجلت أسهم أنجلو أميريكان إرتفاعاً بنسبة 1.48٪.
أما جلينكور التي حلق سهمها بمكاسب ضخمة تجاوزت الـ8٪ يوم أمس، بعد أن أعلنت الشركة أنها ستقوم بالمزيد من خفض النفقات الرأسمالية وتستهدف خفض ديونها إلى مستوى أقل مما أعلنت سابقاً، فلقد تراجعت بنسبة طفيفة بلغت 0.28٪ في تداولات اليوم.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تقدمت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب بين الطفيفة والمعتدلة. فلقد إرتفع كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.16٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.20٪، في حين اظهر ناسداك 100 إرتفاعاً مشابهاً بنسبة 0.16٪.