سانتياجو، 27 فبراير/ شباط (إفي): استيقظ سكان وسط وجنوبي تشيلي اليوم على أعنف زلزال تشهده البلاد منذ ربع قرن مخلفا 147 قتيلا كحصيلة أولية، فضلا عن تسببه في اعصار تسونامي في المحيط الهادئ، وهو ما دفع الرئيس المنتخب سباستيان بنيرا للتأكيد على ضرورة اتحاد الحكومة الحالية والمستقبلية لمواجهة هذه الأزمة، في ظل نداءات دولية بتقديم المساعدات.
وقبل توجهه الى المنطقة المنكوبة أعلن بنيرا عزمه تخصيص 2% من الموازنة العامة للدولة لاعادة اعمار المناطق الأكثر تضررا من الزلزال، في الوقت الذي أكد فيه "أتعهد بالمساعدة الكاملة من جانبي أنا وفريق عملي، بالتنسيق مع حكومة الرئيسة ميشيل باشليه"، مطالبا الحكومة الحالية بمواصلة التعاون بعد تنصيبه رئيسا للبلاد في 11 من الشهر المقبل.
وأشار "هذا الزلزال يمثل ضربة للمجتمع التشيلي، فهو الأكبر الذي نواجهه خلال السنوات الثلاثين الماضية، وسيتعين علينا بذل الجهود لمواجهته"، مؤكدا أنه "سيبدي كامل التعاون مع الحكومة الحالية"، في الوقت الذي أكد فيه "من المرجح أن يرتفع عدد ضحايا الزلزال، فهناك الكثير من المصابين".
كما أعرب عن دعمه للمكتب الوطني للطوارئ، مطالبا مديرته كارمن فرناندث بمواصلة العمل لمواجهة هذا الزلزال لما بعد تسلمه لمقاليد الحكم، "ففي مثل هذا الموقف يتعين على تشيلي أن تتحد لمساعدة الضحايا، وأسرهم واعادة اعمار ما تهدم ومواجهة الطوارئ الطبيعية بشكل أفضل".
وكان زلزازلا تجاوز قوته الثمان درجات على مقياس ريختر قد ضرب وسط وجنوب البلاد في تمام الساعة (3:36 ت ج) من فجر اليوم، تضاربت الأنباء حول تحديد قوته، فبينما يؤكد مركز الجيولوجي الأمريكي أن قوته بلغت 8.8 درجة على مقياس ريختر، الا ان مركز الزلازل بجامعة تشيلي يشير الى أنها بلغت 8.3 درجة مئوية.
وأودى الزلزال بحياة 147 شخصا كحصيلة مبدئية حتى الان، فضلا عن تشريد نحو 400 ألف آخرين فيما ما يزال أكثر من 15 شخصا في عداد المفقودين، فيما اضطرت السلطات الى اغلاق مطار العاصمة التشيلية سانتياجو، بعد أن أصيب مبناه الرئيسي بأضرار بالغة جراء الزلزال، في الوقت الذي تدرس فيه ادارة المطارات المدنية اجراءات طارئة لتجهيز المطار خلال الساعات الـ48 المقبلة.
ولم يتوقف الزلزال، الذي سجل 60 تابعا له تجاوز بعضها الدرجات الست، عند هذا الحد، فقد أعلنت الادارة الوطنية لدراسة المحيطات والغلاف الجوي الأمريكية اليوم أن الزلزال أدى الى حدوث تسونامي في المحيط الهادي وصل الى هاواي في تمام الساعة (21:19 ت ج)، حيث أوضحت أن الاعصار سيتمثل في عدد من الموجات المتفرقة تستمر ما بين 5 و15 دقيقة قبل أن يصل الى الأرض.
وأكدت الادارة أن المياه قد تنسحب الى داخل المحيطات قبل أن تضرب الأمواج المتفرقة، والتي لم تستطع تقدير ارتفاعها، السواحل، موضحة أن أولى الأمواج التي تضرب الأرض قد لا تكون الأكبر، حيث "قد يستمر الخطر لساعات".
من جانبه أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بلاده اعدت المساعدات لارسالها الى تشيلي اذا ما طلبتها سانتياجو، في الوقت الذي طالب فيه سكان جزر هاواي والساحل الغربي بالاستعداد لوصول اعصار تسونامي، مؤكدا أنه عرض مساعدة بلاده في عمليات الانقاذ واعادة الاعمار على الرئيسة ميشيل باشليه، وذلك خلال اتصال دار بينهما.
وأضاف أوباما أنه أعرب لباشليه عن "صادق تعازيه" في ضحايا الهزة الأرضية، مشيرا الى أن بلاده تجري استعداداتها حاليا لاستقبال تسونامي محتمل، وهو ما دفعه لمطالبة المواطنين باعارة اهتمام لأوامر السلطات المحلية.
كما علقت الإدارة الامريكية زيارة وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون لتشيلي حيث كان من المقرر وصولها إلى سانتياجو الاثنين المقبل، حيث أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ميجان ماتسون مشيرا "أولويتنا الان هو توفير الامان للاشخاص المتضررين من الكارثة".
ومن جانبه دعا رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة علي التريكي اليوم المجتمع الدولي لمساعدة تشيلي، مطالبا "المجتمع الدولي والدول الأعضاء في المنظمة بتوجيه كافة الجهود الممكنة لمساعدة تشيلي بشكل عاجل عقب الكارثة".
ومن جانبه أعرب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو عن استعداد الاتحاد لتخصيص مساعدات بلغت قيمتها 3 مليون يورو لتوفير الحاجات العاجلة للمتضررين من الزلزال، و"القيام بكل ما في وسعنا لمساعدة السلطات التشيلية في هذه الظروف الصعبة".
كما أعرب بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عن استعداد المنظمة، لمساعدة تشيلي، حيث أوضح مارتين نيسركي المتحدث باسم المنظمة "بان يتابع عن كثب تطورات الأحداث بعد الزلزال ، خاصة بعد أن أدت الكارثة على حدوث موجات مد بحري تسونامي في المحيط الهادي من جديد". (إفي)