Investing.com – إرتفعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية بقوة في تداولات أخر أيام الأسبوع، وذلك في ظل حالة التفاؤل بشأن الإقتصاد الأوروبي، والتي تبعت إتخاذ البنك المركزي الاوروبي لإجرائات تحفيز تاريخية في إجتماعه الذي إختتم أعماله يوم أمس الخميس في فرانكفورت.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم، قفز كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 2.06٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 2.24٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 2.11٪.
وكان البنك المركزي الأوروبي قد فاجأ الأسواق يوم أمس الخميس بتخفيض مستوى سعر الفائدة الرئيسي إلى مستوى تاريخي منخفض يبلغ 0.00٪ من المستوى السابق والبالغ 0.05٪. وكانت الأسواق لا تتوقع أن يقوم البنك بأي تغيير على هذا السعر تحديداً.
كذلك، أعلن البنك تخفيض معدل الفائدة على الودائع إلى مستوى أعمق في المنطقة السلبية، يبلغ سالب 0.4٪ من مستوى 0.3٪، وهو ما جاء مطابقاً لتوقعات الأسواق. وخفض البنك كذلك سعر الفائدة على الإقراض الهامشي إلى 0.25٪ من 0.30٪.
وبالإضافة إلى ذلك، أعلن البنك المركزي الأوروبي عن رفع حجم برنامج التسهيل الكمي بمقدار 20 بليون يورو شهرياً، إلى 80 بليون يورو، على أن يبدأ تفعيل القرار الشهر القادم. وكانت الأسواق تتوقع رفع حجم برنامج شراء الأصول بمقدار 10 بليون يورو فقط.
وقال البنك ايضا ان السندات من الدرجة الإستثمارية والمسعرة باليورو قد أصبحت مؤهلة للحصول على التمويل في إطار برنامج شراء الأصول. كما أعلن البنك المركزي كذلك عن سلسلة جديدة من أربع عمليات لإعادة التمويل على المدى الطويل، والتي سيتم إطلاقها في حزيران/يونيو.
وبالإضافة إلى خفض جميع أسعار الفائدة من طرف البنك المركزي الأوروبي، قال (دراجي) أن برنامج التسهيل الكمي سيبقى فعالاً حتى نهاية شهر آذار/مارس من عام 2017 أو حتى أبعد من ذلك إذا لزم الأمر، وأن البرنامج سيستمر حتى يتم تحقيق إرتفاع مستمر في معدل التضخم.
وقال: "هذه الحزمة الشاملة من إجرائات التحفيز سوف تعمل على إستغلال التآزر بين مختلف الأدوات المالية، وأنه قد تم معايرة هذه الحزمة لتحقيق المزيد من التسهيل لشروط التمويل، وتحفيز توفير المزيد من الائتمان، وبالتالي تعزيز زخم الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو وتسريع عودة التضخم إلى مستويات أقل، ولكن على مقربة من 2٪". وأضاف (دراجي) أن هذه الحزمة كانت "ضرورية لتجنب تأثيرات الجولة الثانية" من إنخفاض أسعار النفط.
كما أشار دراجي إلى أن البنك المركزي الأوروبي يتوقع الحفاظ على أسعار الفائدة عند "المستويات الحالية أو أقل لفترة طويلة من الزمن، ولفترة أطول بشكل كبير من عمر برنامج شراء الأصول".
وعلى جبهة النمو الإقتصادي، قال سيد البنك المركزي الأوروبي أن البنك يتوقع من منطقة اليورو مواصلة انتعاشها الإقتصادي بوتيرة معتدلة.
ومع ذلك، أشار رئيس البنك المركزي الأوروبي إلى أن الانتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو سيستمر في كونه منخفضاً تحت تأثير تراجع توقعات النمو في الأسواق الناشئة، وإستمرار إضطراب الأسواق المالية، وتعديلات الميزانية العمومية في عدد من القطاعات، وبطء تنفيذ الإصلاحات الهيكلية.
كما قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض توقعات النمو لمنطقة اليورو مقارنة بتوقعات البنك الأخيرة. فلقد قال (دراجي) أن البنك الأن يتوقع نمو الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة بنسبة 1.4٪ في عام 2016، بالمقارنة مع التوقع السابق والبالغ 1.7٪، ثم بنسبة 1.7٪ في عام 2017 مقارنة بالتوقع السابق والبالغ 1.9٪. كما أبقى البنك توقعات النمو لعام 2018 دون تغيير عند 1.6٪.
وأضاف دراجي أن المخاطر المتعلقة بتوقعات النمو تبقى "مائلة إلى تحرك النمو للجانب السفلي" بوجه خاص بسبب "الشكوك المتزايدة بشأن تطورات الاقتصاد العالمي، فضلا عن توسع المخاطر الجيوسياسية".
وعلاوة على ذلك، فلقد قام البنك المركزي الأوروبي بخفض كبير لتوقعات التضخم في منطقة اليورو في عام 2016 إلى 0.1٪ فقط من التوقع السابق والبالغ 1.0٪.
كما خفض البنك المركزي توقعاته للتضخم في عام 2017 إلى 1.3٪ من التوقع السابق والبالغ 1.6٪، في حين أبقى على توقعات عام 2018 دون تغيير عند 1.6٪.
وسجلت أسهم القطاع المالي مكاسب ضخمة، مع إرتفاع أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 3.74٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 4.67٪، وكذلك إرتفعت أسهم العملاق الألماني كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 3.46٪ وأسهم مواطنه دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 3.30٪.
كما شاركت أسهم البنوك في الدول الطرفية في المكاسب الكبيرة، مع إرتفاع أسعار أسهم البنوك الإيطالية انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 4.38٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 5.30٪، وأسهم البنوك الإسبانية كذلك، مع تقدم أسعار أسهم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 2.58٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 3.13٪.
كما إرتفعت أسهم شركة سانوفي بنسبة 1.61٪ بعد أن أعلنت الشركة الفرنسية أن الدواء التجريبي للشركة الأمريكية المملوكة لها ريجينيرون المعالج لإلتهاب المفاصل الروماتويدي قد سجل نتائج أفضل من دوراء شركة أبفاي امسمى (هوميرا) في مرحلة متقدمة من التجارب على العقارين.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة كبيرة بلغت 1.50٪، بقيادة أسهم القطاع المالي التي حذوت حذر نظرائها في القارة وحققت مكاسب كبيرة.
فلقد إرتفعت جميع الأسهم الرئيسية في القطاع المالي، مع تقدم أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 3.38٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 2.35٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 1.31٪، وأسهم رويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 2.75٪.
كما إرتفعت جميع أسهم الشركات الكبرى في قطاع التعدين، مع تقدم أسعار أسهم كل من أنجلو أميريكان بنسبة 1.21٪، وبي إتش بي بيلتون بنسبة 1.99٪، وأسهم ريو تنتو بنسبة 2.30٪ ، وأسهم جلينكور بنسبة 2.66٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، إرتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب متباينة. فلقد تقدم كل من مؤشر داو جونز 30 بنسبة 0.88٪، ومؤشر إس أند بي 500 بنسبة 1.02٪، بينما سجل مؤشر ناسداك 100 إرتفاعاً أكثر حدة بنسبة 1.26٪.