بانكوك، 11 أبريل/نيسان (إفي): أعلن أنصار رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا، والمعروفين باسم أصحاب "القمصان الحمر"، رفضهم التفاوض مع الحكومة بعد الاشتباكات التى وقعت ليلة أمس بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن مما أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة 825 آخرين.
وأكد جاتبروم برومبان أحد زعماء "القمصان الحمر" أن الجبهة الموحدة قررت عدم التفاوض مع الحكومة، التي اتهمها باصدار أوامر بارتكاب "مذبحة".
وقال برومبان "لن نتفاوض أبدا مع قتلة، لدينا الالتزام الأخلاقي تجاه الذين بذلوا أرواحهم كي نعيد الديمقراطية إلى هذا الوطن".
ودخل المتظاهرون ضد الحكومة التايلاندية أمس في اشتباكات مع القوات الأمنية وسط بانكوك، في الوقت الذي أصدر فيه الجيش أمرا باستعادة السيطرة على المناطق العامة التي احتلها "القمصان الحمر" الذين يطالبون بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة.
وأعلنت السلطات التايلاندية اليوم أن عدد القتلى جراء الاشتباكات التى وقعت بين المتظاهرين المناهضين للحكومة وقوات الأمن قد ارتفع إلى 18 شخصا و825 مصابا.
وكان المتحدث باسم غرفة العمليات الكولونيل سانسيرن كابوكامنيراد قد أشار أمس إلى أن المفاوضات مع أنصار الجبهة الموحدة ضرورية بعد تدهور الوضع، مطالبا جميع المتظاهرين بالانسحاب من وسط العاصمة.
وأشارت اليوم مصادر لوكالة (إفي) أن بانكوك قد أمست وسط أسوأ موجة من أعمال العنف تشهدها البلاد في العقدين الأخيرين. ويبرز من بين القتلى هيروكيوكي موراموتو، وهو مصور صحفي ياباني يعمل لحساب وكالة (رويترز) للأنباء، إضافة إلى عدد من المدنيين وأفراد من قوات الأمن.
ونقل رئيس الوزراء التايلاندي تعازيه لأقارب الضحايا والمصابين ولكنه رفض حل البرلمان والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة مثلما يطالب به المتظاهرون.
وتحاول قوات الأمن مدعومة بالمركبات المصفحة السيطرة على المناطق التى احتلها المعارضون بالعاصمة تنفيذا لحالة الطوارىء المعلنة يوم الأربعاء الماضي. ويعطي إعلان حالة الطوارئ لقوات الجيش الحق في السيطرة على الأوضاع الأمنية، ومنع الاحتشادات في الشوارع، وإعلان حظر التجول.
وتعيد هذه الاحداث إلى أذهان مواطني بانكوك المواجهات التى نشبت بين العسكريين والمتظاهرين في مايو/آيار 1992 وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنيا أثناء احتجاجاتهم على الانقلاب على الدولة في العام السابق.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تعلن فيها حكومة بانكوك حالة الطوارئ لاحتواء الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، وكانت المرة الأولى في أبريل/نيسان الماضي عندما اقتحم "القمصان الحمر" مقر إحدى القمم الدولية التي كانت منعقدة في تايلاند، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وتشهد تايلاند أزمة سياسية حادة منذ الانقلاب الذي أطاح عام 2006 بشيناواترا المقيم في المنفى بعد إدانته بالسجن لمدة عامين في قضية فساد عام 2008. (إفي)