Investing.com – تقدمت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية في تداولات اليوم الثلاثاء بشكل طفيف، وذلك مع إستمرار المستثمرين في تقييم المخاطر السياسية، إضافة إلى ترقب عدد كبير من تقارير أرباح الشركات سيصدر خلال هذا الأسبوع.
فخلال تداولات منتصف النهار بالتوقيت الأوروبي لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.08٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.13٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.36٪.
وإستمرت إمكانية فوز الحزب اليميني المتطرف بقيادة (مارين لوبان) في الانتخابات الرئاسية في فرنسا المقررة في ربيع هذا العام، في الضغط على سندات الـ10 سنوات الفرنسية، والتي سقطت إلى أدنى مستوى لها في 18 شهراً، ليتسبب ذلك السقوط في اتساع الفجوة بينها وبين سندات بوند الألمانية التي تعتبر ملاذاً آمناً.
وإرتفعت علاوة المخاطر على الديون السيادية الفرنسية بواقع 77 نقطة أساس، وهو أعلى مستوى لها منذ عام 2012.
كما بقيت سندات الـ10 سنوات اليونانية تحت الضغط، بعد أن إرتفع عائدها بواقع 30 نقطة أساس منذ بداية الأسبوع، بينما إرتفع العائد على سندات السنتين مقترباً من جديد من حاجز الـ10٪، حيث أصبح المستثمرون يطالبون بالمزيد من التعويض على هذه السندات بسبب ارتفاع مخاطر عدم سدادها.
وجاءت هذه الخطوة كما كشف صندوق النقد الدولي (IMF) أن هنالك خلاف بين أعضاء الصندوق حول تقييم الشروط التي يجب على اليونان التمسك بها في خطة الإنقاذ. ورغم أن "غالبية" الأعضاء قد أتفقوا على أن الحكومة اليونانية في طريقها لتحقيق فائض قدره 1.5٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وأنه لم يعد هناك حاجة للمزيد من إجراءات التقشف، إلا أن "بعض" الأعضاء قد قالوا أنه يجب إستمرار إجراءات التقشف التي تمارسها الحكومة حتى الوصول إلى مستوى فائض قدره 3.5٪.
ومن أخبار الشركات، سقط سهم بي إن بي باريبا بنسبة 4٪ تقريباً، ليقود الأسهم المتراجعة على مؤشر (يورو ستوكس 50) بعد أن اعلن المصرف الفرنسي العملاق عن أنه لم يحقق الأرباح المتوقعه، وقال أن هنالك صعوبات متعلقة بـما أسماه "سوقاً باهتاً".
كما سقط سهم باندورا بنسبة 5٪ تقريباً بعد ان أعلنت شركة صناعة المجوهرات الدنماركية عن تخفيض توقعاتها للأرباح لعام 2017.
وبنفس الإتجاه، تراجع سهم ميونخ ري بنسبة 1٪ تقريباً، بعد ان أعلنت شركة إعادة التأمين الألمانية عن تراجع ملحوظ في أرباح العام الماضي بلغ 16٪، وهو ما جاء دون التراجع المتوقع بقليل.
من جهة أخرى، تراجعت أسهم شركة النفط النرويجية شتات أويل بنسبة 1٪ تقريباً، بعد أن دفعت الشركة تعويضاً بقيمة 2.3 بليون دولار أمريكي، وهو ما أجبرها على تسجيل خسارة من العمليات بواقع 1.9 بليون دولار للربع الرابع من العام الماضي.
وعلى جبهة البيانات الاقتصادية، إنخفض الإنتاج الصناعي في ألمانيا، بنسبة قدرها 3.0٪ في كانون الأول/ديسمبر، وهو ما جاء على عكس توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون إرتفاعاً بنسبة 0.3٪.
وفي المملكة المتحدة، إنخفضت مبيعات التجزئة بنسبة قدرها 0.6٪ في كانون الثاني/يناير، وهو ما جاء على عكس توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون إرتفاعاً بنسبة 0.8٪، في حيت تراجع مؤشر أسعار المنازل بنسبة قدرها 0.9٪ في كانون الثاني/يناير، وهو ما جاء كذلك على عكس توقعات المحللين الذين كانوا يترقبون إرتفاعاً بنسبة 0.2٪.
كما تراجعت أسعار النفط بشكل طفيف في جلسة تداول اليوم الثلاثاء، وسط المخاوف من عقوبات أمريكية جديدة على إيران. بالإضافة إلى ذلك كانت شركة بيكر هيوز للخدمات النفطية، قد أصدرت تقريرها الأسبوعي المعتاد يوم الجمعة، والذي أظهر أن عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة الأمريكية قد إرتفع للأسبوع الـ13 في أخر 14 أسبوعاً، وليصل المجموع الكلي لعدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى له منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2015.
وفي ظل هذه المخاوف، أختلط أداء أسعار الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة في القارة، وذلك مع إرتفاع أسهم كل من شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 0.12٪، وإيني الإيطالية بنسبة 0.56٪، فيما تراجعت شتات أويل النرويجية بنسبة 1.41٪.
كما سجلت أسهم القطاع المالي الرئيسية اداءاً ضعيفاً، وذلك مع تراجع أسعار أسهم البنوك الفرنسية سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 2.08٪، وبي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 4.17٪، وأسعار أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 0.24٪، ومواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.15٪.
كما تراجعت البنوك في الدول الطرفية بشكل جماعي، ففي إيطاليا إنخفض كل من انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.64٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.57٪، وفي إسبانيا تراجع بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.10٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 1.24٪.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.47٪، مدعوماً بنظرة إيجابية تجاه الشركات البريطانية التي تعتمد على التصدير، في ظل ضعف الجنية الإسترليني.
كما ساهمت أسهم قطاعا لتعدين في ارتفاع المؤشر، فلقد تقدمت جميع الأسهم الرئيسية في القطاع بنسب كبيرة، وذلك مع إرتفاع أسعار أسهم كل من أنجلو اميريكان بنسبة 1.32٪، وريو تنتو بنسبة 1.77٪، وبي إتش بي بيليتون بنسبة 1.48٪، وجلينكور بنسبة 0.82٪.
أما الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة، فلقد قدمت أداءاً مختلطاً، مع إنخفاض أسعار أسهم بي بي بنسبة 2.57٪، وإرتفاع أسهم رويال دتش شل بنسبة 0.51٪.
كما حققت الأسهم الرئيسية في قطاع المال والمصارف المكاسب، وذلك مع إرتفاع أسعار أسهم كل باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.46٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.39٪، وأسهم مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.64٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.49٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، إرتفعت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب بن الطفيفة والهامشية. فلقد تقدم كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.16٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.09٪، في حين اظهر ناسداك 100 رتفاعاً أقل حدة وقدره 0.05٪.