Investing.com – تباين أداء مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية في تداولات اليوم الثلاثاء، وذلك مع إستمرار المستثمرين في إستيعاب عدد من تقارير الناتج المحلي الإجمالي وترقب عدد أخر من التقارير الاقتصادية وتقارير أرباح الشركات، في يوم تتسيد فيه شهادة رئيسة البنك الإحتياطي الفيدرالي (جانيت يالين) امام الكونغرس الأجندة الاقتصادية بدون منازع.
فخلال تداولات منتصف النهار بالتوقيت الأوروبي لليوم، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.14٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.02٪، فيما تراجع مؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.03٪.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت صباح اليوم أن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو قد شهد نمواً بنسبة 0.4٪ فقط في الربع الرابع، مقارنة بالربع الذي سبقه، وهو ما خيب آمال الأسواق التي كانت تتوقع تحقيق نمو بنسبة 0.5٪، الناتج المحلي الإجمالي السنوي قد سجل نمواً بنسبة 1.7٪، وهو ما جاء أقل قليلا من التوقعات التي كانت تترقب نمواً بنسبة 1.8٪.
كما أعطى الإنتاج الصناعي لمنطقة اليورو صورة مختلطة عن الإقتصاد فيها، حيث أظهرت أرقام شهر كانون الأول/ديسمبر تراجع قدره 1.6٪ مقارنة بالشهر السابق، وهو ما جاء أسوأ بشكل طفيف من الانخفاض الذي توقعه المحللون وقدره 1.5٪، ولكن على أساس سنوي أظهر الإنتاج الصناعي نمواً قدره 2.0٪ وهو ما جاء أفضل وبشكل ملحوظ من التوقعات التي كانت تترقب نمواً قدره 1.7٪.
وفي الوقت نفسه، أظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي في ألمانيا نمواً أقل من المتوقع، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة سنوية تبلغ 1.2٪، وهو ما جاء أسوأ من رقم ذات الربع من العام السابق والبالغ 1.5٪ وأسوأ كذلك من التوقعات التي كانت تترقب نمواً بنسبة 1.7٪، أما مقارنة بالربع السابق فلقد نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4٪، وهو ما جاء أسوأ قليلاً من التوقعات التي كانت تترقب نمواً بنسبة 0.5٪.
كما أظهر الاقتصاد الأكبر في منطقة اليورو أيضا علامات مخيبة للآمال بعد صدور تقرير (زيو) الإقتصادي والذي أظهر تراجع المؤشر بأكثر مما كان متوقعاً ليسجل أدنى مستوياته في 4 أشهر.
أما في المملكة المتحدة، فلقد أظهرت البيانات الرسمية ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى له منذ حزيران/يونيو من عام 2014، وذلك على خلفية التراجع الكبير في سعر صرف الجنيه الإسترليني بعد قرار الشعب البريطاني بمغادرة الإتحاد الأوروبي والمعروف بإسم (بريكزيت). ورغم هذا الإرتفاع إلا أن نسبة الزيادة لشهر كانون الثاني/يناير والتي بلغت 1.8٪ لم تصل إلى مستوى التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً أعلى قليلاً يبلغ 1.9٪. أما مؤشر التضخم الاساسي، والذي يستبعد التغيير في أسعار المواد الغذائية والوقود المعروفة بتقلبها، فلقد إرتفع بنسبة أقل من ذلك تبلغ 1.6٪، وهو ما جاء أيضا أقل من التوقعات التي كانت تترقب إرتفاعاً بنسبة 1.8٪.
كما أظهرت الأسواق حالة من الحذر، في ظل الترقب الكبير للشهادة نصف السنوية للسيدة جانيت يالين، رئيسة مجلس بنك الإحتياطي الفيدرالي. ومن المقرر أن تبدأ السيدة يالين شهادتها الخاصة بالسياسة النقدية أمام الكونغرس عند تمام الساعة 10:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي (الساعة 3:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش). وتترقب الأسواق كلمات رئيسة (الفيد) بحثاً عن أدلة على الإتجاه المستقبلي لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ولتقييم إحتمالات رفع الفائدة في المستقبل القريب، وخصوصاً في إجتماع آذار/مارس.
ومن أخبار الشركات، قفزت أسهم أريتزتا بنسبة ضخمة بلغت 11٪، لتقود المكاسب على مؤشر (يوروستوكس 600)، بعد أن أعلنت شركة إنتاج الأغذية السويسرية عن رحيل الرئيس التنفيذي والمدير المالي للشركة في وقت واحد.
وحلت أسهم ثانياً على قائمة المكاسب في ذات المؤشر شركة مجموعة كيندريد والتي قفزت بنسبة 9٪، بعد أن أعلنت شركة المراهنات عن طريق الإنترنت عن بياناتها المالية للربع الرابع.
كما حقق كريدي سويس أرباحاً ممتازة وصلت إلى 3٪، بعد ان أعلن البنك السويسري عن تدفق قوي للأصول وإرتفاع في الهوامش، إضافة إلى خطة للإستغناء عن 6500 وظيفة بهدف خفض التكاليف.
وعلى الجانب السلبي، سقطت أسهم رولز رويس بنسبة 6٪، لتقود الخسائر على مؤشر (يوروستوكس 600) بعد أن أعلنت الشركة البريطانية الصانعة للمحركات عن أكبر خسارة في تاريخها، والتي بلغت 4.6 بليون جنيه إسترليني (5.7 بليون دولار) وعزت ذلك إلى ضعف الجنيه الاسترليني وإلى الغرامة التي تم فرضها على الشركة بتهمة تقديم الرشاوي، والبالغة 671 مليون جنيه (837 مليون دولار).
كما إرتفعت أسعار النفط بشكل طفيف في جلسة تداول اليوم الثلاثاء، لكنها بقيت ضمن نطاق التداول المعتاد عليه في الأونة الأخيرة، وذلك مع إستمرار المستثمرين في تقييم النتائج المحتملة للتضارب بين تخفيض الإنتاج من (أوبك) وشركائها، ورفع الإنتاج في الولايات المتحدة.
وفي ظل ذلك، تقدمت أسعار الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة في القارة، وذلك مع إرتفاع أسهم كل من شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 0.26٪، وإيني الإيطالية بنسبة 0.83٪، فيما تراجعت شتات أويل النرويجية بنسبة 0.07٪.
كما إرتفعت أغلب أسهم القطاع المالي، وذلك مع ارتفاع أسهم البنك الفرنسي بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.11٪، وأسعار أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 0.06٪، ومواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 0.80٪، فيما تراجعت أسعار أسهم سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.60٪.
أما البنوك في الدول الطرفية فلقد إرتفعت بشكل جماعي، ففي إيطاليا تقدم كل من انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 0.56٪، وأونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 0.32٪، وفي إسبانيا إرتفع بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 1.16٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.29٪.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.12٪.
وفي قطاع التعدين، قدمت الأسهم الرئيسية أداءاً متبايناً، وذلك مع إرتفاع أسعار أسهم كل وبي إتش بي بيليتون بنسبة 1.27٪، وجلينكور بنسبة 0.24٪، وتراجع أسهم كل من أنجلو اميريكان بنسبة 0.32٪، وريو تنتو بنسبة 0.35٪.
أما الأسهم الرئيسية في قطاع الطاقة، فلقد قدمت أداءاً طيباً، مع إرتفاع أسعار أسهم بي بي بنسبة 0.20٪، وأسهم رويال دتش شل بنسبة 0.71٪.
كما حققت الأسهم الرئيسية في قطاع المال والمصارف المكاسب، وذلك مع إرتفاع أسعار أسهم كل باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.56٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.96٪، وأسهم مجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.93٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.47٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، أشارت مؤشرات الأسهم الآجلة إلى إفتتاح هادىء. فلقد تقدم مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.03٪، فيما تراجع كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.06٪، ومؤشر ناسداك 100 بنسبة 0.02٪.