Investing.com – إرتفعت مؤشرات البورصات الاوروبية الرئيسية في أخر أيام الأسبوع، وذلك وسط إرتياح لكلمات ماريو دراجي، ومع ترقب الأسواق العالمية على إختلافها للتقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية (تقرير الوظائف)، والمقرر صدوره في وقت لاحق من جلسة تداول اليوم.
فخلال تداولات الفترة الصباحية لليوم الجمعة، إرتفع كل من مؤشر يورو ستوكس 50 بنسبة 0.53٪، ومؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.32٪، ومؤشر داكس 30 الألماني بنسبة 0.40٪.
وكانت كل من الأسهم الأوروبية واليورو قد حققت المكاسب بدعم من اللهجة الإيجابية لرئيس البنك المركزي الأوروبي (ماريو دراجي) حول الإنتعاش الاقتصادي في منطقة اليورو، ولكنه في ذات الوقت أصر على حاجة الاقتصاد للسياسة النقدية المتساهلة التي يتبعها البنك حالياً.
وأثناء حديثة في المؤتمر الصحفي الذي جرى يوم أمس في المقر الرئيسي للبنك في فرانكفورت، قال دراجي أن البنك المركزي الأوروبي لم يعد يشعر "بحس من العجلة" في رغبته بتسهيل السياسة النقدية بشكل أكبر، وأضاف أنه لم يكن هنالك أي نقاش في إجتماع اليوم حول جولة أخرى من عمليات إعادة التمويل المستهدفة على المدى الطويل، والمعروفة إختصاراً باسم (تلتروز).
وقال الرئيس كذلك أن مخاطر الانكماش في الأسعار قد "اختفت إلى حد كبير"، مضيفاً إلى أن توقعات التضخم على أساس السوق قد إرتفعت "بشكل واضح".
وكان البنك المركزي الأوروبي قد قام بما كان متوقعاً منه بالإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها القياسية المنخفضة دون تغيير، ولم يعلن عن أي إجراءات جديدة، وذلك في ختام أجتماع السياسة النقدية والذي إستمر ليومين وأختتم اعماله يوم أمس الخميس.
فلقد أعلن البنك المركزي الأوروبي أنه قد أبقى على مستوى سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير، عند مستوى تاريخي منخفض يبلغ 0.00٪. وكانت الأسواق تتوقع أن يبقي البنك على هذا السعر دون تغيير. كذلك، أعلن البنك الإبقاء على معدل الفائدة على الودائع عند مستواه البالغ -0.4٪ دون تغيير، وهو ما جاء مطابقاً لتوقعات الأسواق. كما أبقى البنك كذلك سعر الفائدة على الإقراض الهامشي بدون تغيير هو الأخر عند مستوى 0.25٪.
وبالإضافة إلى ذلك، أكد البنك المركزي الأوروبي ما كان قد تم الإعلان عنه سابقاً أنه سيخفض حجم برنامج التسهيل الكمي مع نهاية شهر آذار/مارس من 80 بليون يورو شهرياً إلى 60 بليون يورو شهرياً. ومن المعروف أن البنك قد مدد البرنامج لما بعد شهر آذار/مارس 2017، ولكن حجم برنامج التسهيل الكمي الشهري بعد ذلك سيبلغ 60 بليون يورو. وستنتهي مدة التمديد مع نهاية العام الحالي، ولكن البنك قد أعلن أكثر من مرة أنه على إستعداد لتمديد البرنامج مرة أخرى إذا لزم الأمر.
وقال البنك في البيان المرافق للقرار: "إن مجلس البنك مستمر في توقعاته بأن تبقى أسعار الفائدة الرئيسية منخفضة، عند مستوياتها الحالية أو مستويات أدنى من ذلك، لفترة مطولة من الزمن، ولما بعد إنتهاء برنامج شراء الأصول التحفيزي بفترة طويلة".
وبكونه الحدث الأهم على أجندة التقارير الاقتصادية للأسبوع الحالي، تترقب الأسواق العالمية على إختلافها صدور التقرير الشهري لوزارة العمل الأمريكية، والمقرر صدوره عند الساعة 8:30 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، وسيتضمن عدداً من الأرقام أهمها عدد الوظائف في القطاعات غير الزراعية ونسبة البطالة في البلاد. ومما يضيف إلى أهمية التقرير أنه سيصدر قبل أقل من أسبوع على إجتماع بنك الإحتياطي الفيدرالي القادم والذي ستتجه له الإنظار حيث يرى الكثير من المحللين والإقتصاديين أنه من المحتمل أن يقوم البنك برفع أسعار الفائدة خلاله. وكان البنك قد أعلن عن طريق محضر إجتماعه الأخير وتصريحات أبرز المسؤولين فيه أنه سيعتمد على البيانات الإقتصادية في قراره برفع أسعار الفائدة من عدمه. وتأتي بيانات سوق العمل والتضخم والنمو الإقتصادي في مقدمة البيانات التي ينظر لها بنك الإحتياطي الفيدرالي عند إتخاذ قراره الأسبوع القادم.
وكانت رئيسة مجلس بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) قد قالت أواخر الأسبوع الماضي أنه "سيكون من المناسب" للبنك المركزي الأمريكي أن يقوم برفع أسعار الفائدة في اجتماعه القادم والمقرر يومي 14 و15 من الشهر الحالي، إذا إستمر الاقتصاد الأمريكي في تحقيق نمو قوي من حيث الوظائف والتضخم.
وتسببت كلمات يالين في تعزيز فرص رفع الفائدة برأي الأسواق. فبحسب أداة متابعة الفائدة الفيدرالية الخاصة بموقع Investing.com فإن هنالك فرصة قدرها 90٪ لرفع سعر الفائدة خلال اجتماع الشهر الحالي.
وكانت عقود النفط الخام قد إرتفعت في تداولات اليوم المبكرة، وساهم ذلك بإرتفاع في أسهم قطاع الطاقة في مختلف أنحاء القارة، فلقد تقدمت أسهم شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة توتال بنسبة 0.09٪، وأسهم إيني الإيطالية بنسبة 0.30٪، بينما حققت أسهم شتات أويل النرويجية مكاسب بنسبة 0.31٪.
هذا وإرتفعت أسهم القطاع المالي بشكل جماعي، مع تقدم أسعار أسهم العملاق الفرنسي سوسيتيه جنيرال (بورصة باريس:SOGN) بنسبة 0.92٪، وأسهم مواطنه بي ان بي باريبا (بورصة باريس:BNPP) بنسبة 0.89٪، بينما إرتفعت أسعار أسهم العملاق الألماني دويتشة بانك (بورصة فرانكفورت:DBKGn) بنسبة 1.46٪، وأسهم مواطنه كومرتس بانك (بورصة فرانكفورت:CBKG) بنسبة 2.15٪.
ومن بين البنوك في الدول الطرفية، إرتفعت أسهم البنوك الإسبانية، مع تقدم بي بي في اي (بورصة مدريد:BBVA) بنسبة 0.49٪، وبانكو سانتاندير (بورصة مدريد:SAN) بنسبة 0.44٪، ومن بين البنوك الإيطالية إرتفعت أسعار أسهم انتيسا سان باولو (بورصة ميلان:ISP) بنسبة 1.67٪ وأسهم أونيكرديت (بورصة ميلان:CRDI) بنسبة 2.17٪.
وعلى الجانب السلبي، تراجعت أسهم لينده بنسبة 0.75٪، بعد ان أعلنت شركة إنتاج الغاز الصناعي الألمانية عن خطط للإندماج مع شركة براكسأير الأمريكية، وقالت أن الطرفين يخططان لإنهاء الاتفاق في أواخر نيسان/أبريل أو آيار/مايو. وكان الرئيس التنفيذي للشركة قد قال أن المحادثات تسير بشكل طيب ولكن ما زال يتوجب على الإدارة إقناع العمال بفوائد هذا الإندماج الذي تبلغ قيمته 65 بليون دولار.
وفي لندن إرتفع مؤشر فوتسي 100 بنسبة 0.32٪، بقيادة أسهم مجموعة بي تي التي قفزت بنسبة 4.39٪، بعد أن قالت الشركة أنها ستنفصل بشكل قانوني عن شركة الإنترنت التابعة لها (اوبنريش) والتي تسيطر على البنية التحتية لشبكات الإنترنت عالي السرعة في المملكة المتحدة، بعد أن تم التوصل إلى إتفاق مع هيئة (أوفكوم) التنظيمية.
وعلى العكس من ذلك، تراجعت جميع الأسهم الرئيسية في القطاع المالي، مع إنخفاض أسعار أسهم كل من باركليز (بورصة لندن:BARC) بنسبة 0.52٪، ومجموعة لويدز المصرفية (بورصة لندن:LLOY) بنسبة 0.28٪، ورويال بانك اوف سكوتلاند (بورصة لندن:RBS) بنسبة 0.16٪، ومجموعة إتش إس بي سي القابضة (بورصة لندن:HSBA) بنسبة 0.36٪.
وفي قطاع التعدين، تباين أداء الأسهم الرئيسية، وذلك مع هبوط أسعار أسهم كل من فرينسيلو بنسبة 2.58٪، ورانغولد بنسبة 2.16٪، بينما إرتفعت أسهم كل من جلينكور بنسبة 1.24٪.
وسلك قطاع الطاقة طريق الصعود، مدعوماً بإرتفاع النفط، فتقدمت أسعار أسهم كل من بي بي بنسبة 0.99٪، ورويال دتش شل بنسبة 1.42٪.
وفي الولايات المتحدة، وقبل إفتتاح البورصات الأمريكية أبوابها لليوم، تقدمت مؤشرات الأسهم الآجلة بنسب هامشية. فلقد إرتفع كل من مؤشر داو جونز 30 للعقود الآجلة بنسبة 0.10٪، ومؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.10٪، في حين اظهر ناسداك 100 إرتفاعاً بنسبة 0.14٪.