من يارا بيومي
واشنطن (رويترز) - شككت وزارة الخارجية الأمريكية بشدة يوم الثلاثاء في دوافع السعودية والإمارات العربية المتحدة لمقاطعة قطر قائلة إنها "مندهشة" من عدم كشف دول الخليج العربية عن شكاواها بشأن الدوحة .
وفي أقوي لهجة استخدمتها واشنطن حتى الآن بشأن النزاع الخليجي قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنه كلما مر الوقت "زادت الشكوك بشأن التحركات التي اتخذتها السعودية والإمارات."
وقالت المتحدثة باسم الوزارة هيذر ناورت "في هذه اللحظة ليس أمامنا سوى سؤال واحد بسيط: هل كانت التحركات فعلا بشأن مخاوفهم إزاء دعم قطر المزعوم للإرهاب أم هي بشأن شكاوى تعتمل منذ فترة طويلة بين دول مجلس التعاون الخليجي".
والسعودية والإمارات وقطر حلفاء رئيسيون للولايات المتحدة. وتشكيك وزارة الخارجية صراحة في أفعال الرياض وأبوظبي مؤشر على حرص واشنطن على أن تنهي الأطراف النزاع.
وقالت ناورت "قلنا للأطراف المعنية: دعونا ننهي هذا. لنبدأ هذه العملية".
وتستضيف قطر قاعدة العديد العسكرية الأمريكية وهي قاعدة حيوية تضم أكثر من 11 ألفا من القوات الأمريكية وقوات التحالف ويعمل منها أكثر من 100 طائرة.
وفرضت الإمارات والسعودية ومصر والبحرين إجراءات لعزل قطر. وقالت الإمارات هذا الأسبوع إن العقوبات قد تستمر سنوات إذا لم تقبل الدوحة المطالب التي تعتزم الدول العربية كشف النقاب عنها خلال الأيام المقبلة.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تشجع "كل الأطراف على تهدئة التوتر والدخول في حوار بناء".
وقال مسؤول أمريكي إن واشنطن تدعو قطر لاتخاذ خطوات لنزع فتيل الأزمة بما في ذلك توقيع مقترحات تضعها وزارة الخزانة لتشديد الرقابة على تمويل الجماعات المتشددة.
لكن هذا المسؤول ومسؤولا أمريكيا ثانيا قالا إن اختصاص قطر دون غيرها بذلك أمر خاطئ وإن السعودية والإمارات ودولا خليجية أخرى تواجه تحديات مماثلة فيما يتعلق بالتصدي لتمويل الإرهاب.
وقال وزير الخارجية القطري إن الدوحة لن تتفاوض مع جيرانها لحل الخلاف ما لم تلغ أولا إجراءات المقاطعة التي فرضتها قبل أسبوعين في مجالي التجارة والسفر. وأضاف أن الدوحة مازالت تعتقد أن من الممكن التوصل إلى حل.
وقالت ناورت "مر الآن أكثر من أسبوعين على بدء الحظر ونحن مندهشون من أن دول الخليج لم تعلن للناس ولا للقطريين تفاصيل الادعاءات التي لديهم تجاه قطر".
ولم يصدر تعليق بعد من الرياض أو أبوظبي. ورحب سفير قطر لدى الولايات المتحدة مشعل حمد آل ثاني بتصريحات وزارة الخارجية الأمريكية وقال إن قطر واثقة من قدرة الولايات المتحدة على حل هذه الأزمة.
ونفت قطر اتهامات جيرانها بأنها تمول الإرهاب وتثير حالة من عدم الاستقرار في المنطقة وبالارتباط بعلاقة قوية بعدوتهم إيران.
وأدي الخلاف إلى شقاق بين بعض حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين في الشرق الأوسط. وعلى مدى الأسبوعين الماضيين اتخذ ترامب موقفا أكثر صرامة تجاه قطر في حين سعت وزارة الخارجية الأمريكية من قبل إلى البقاء على الحياد.
وقالت ناورت إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أجرى ثلاثة اتصالات هاتفية وعقد لقاءين شخصيين مع نظيره السعودي. كما تحدث تيلرسون هاتفيا ثلاث مرات مع نظيره القطري ومع أمير قطر.
كان سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة قال الأسبوع الماضي إن قائمة مطالب لقطر قيد الإعداد وستسلم قريبا للولايات المتحدة.
وأضاف أنها ستتعلق بشكل عام بدعم الإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية لهذه الدول والهجوم الذي تشنه منصات إعلامية مملوكة لقطر.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إن المقاطعة تعرقل قدرة الولايات المتحدة على التخطيط لعمليات على الأمد الطويل في المنطقة. وقاعدة العديد مقر قيادة الحملة الجوية التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي الوقت نفسه قال النائب العام القطري يوم الثلاثاء إن بلاده لديها أدلة على أن اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية مرتبط بدول قطعت علاقاتها مع الدوحة.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)