من أرشد محمد
واشنطن (رويترز) - انتقدت إيران وحلفاء للولايات المتحدة في أوروبا وروسيا يوم الجمعة تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإنهاء الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 وقالوا إنهم سيتمسكون به.
وقال ترامب في خطاب في واشنطن إنه لن يصدق على التزام إيران بالاتفاق مع ست قوى عالمية والاتحاد الأوروبي على الرغم من تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على التزام طهران ببنود الاتفاق.
وأحال ترامب الأمر للكونجرس الذي يواجه مهلة 60 يوما لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض عقوبات أمريكية رفعت بموجب الاتفاق. وقال ترامب "إذا لم نتمكن من التوصل إلى حل بالعمل مع الكونجرس وحلفائنا فسوف نلغي هذا الاتفاق".
وبدا أن قرارات ترامب تترك الولايات المتحدة في عزلة نسبيا على الساحة العالمية حيث لم يأت الدعم إلا من إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين.
وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي الدولي ما دام يخدم المصالح الوطنية لإيران.
وقال روحاني في خطاب تلفزيوني على الهواء إن قرار ترامب عدم التصديق على الاتفاق سيعزل الولايات المتحدة مع بقاء الدول الأخرى الموقعة عليه ملتزمة به وأضاف أن إعادة التفاوض على الاتفاق ليست واردة.
ويضع موقف ترامب بلاده على خلاف مع حلفاء رئيسيين منهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكانت الدول الثلاث مع روسيا والصين هم القوى الكبرى التي تفاوضت على الاتفاق إضافة للاتحاد الأوروبي.
وفي بروكسل قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني يوم الجمعة إن الولايات المتحدة لا يمكنها إلغاء الاتفاق النووي من طرف واحد.
وقالت موجيريني التي ترأست المراحل النهائية للمحادثات التاريخية "لا يمكننا كمجتمع دولي أن نتحمل نتائج تفكيك اتفاق نووي ناجح".
وقالت للصحفيين "هذا الاتفاق ليس ثنائيا... المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي معه أشارا بوضوح إلى أن الاتفاق قائم وسيظل قائما".
وحذر قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا الولايات المتحدة في بيان مشترك من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي مع إيران مثل إعادة فرض عقوبات على طهران.
وقال القادة في البيان المشترك إنهم يشاطرون الولايات المتحدة المخاوف بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية وأنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة وإنهم على استعداد للعمل مع واشنطن لتبديد هذه المخاوف.
وعلى النقيض قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان صدر بعد خطاب ترامب إن الدبلوماسية الدولية لا مكان فيها للتصريحات العدائية وإن مثل تلك الأساليب مصيرها الفشل .
وأضاف البيان "نتوقع ألا يكون لتلك الخطوة تأثير مباشر على تطور تنفيذ الاتفاقات برغم أنه من الواضح أنها لا تتمشى مع الروح والنص".
ولم يصدر رد فعل بعد من الصين.
وحظي ترامب بالدعم من إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين.
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي وقال في فيديو على فيسبوك "واجه (ترامب) بجرأة نظام إيران الإرهابي وخلق فرصة لإصلاح هذا الاتفاق السيئ والتصدي لعدوان إيران ومواجهة دعمها الإجرامي للإرهاب".
وقالت وكالة الأنباء السعودية يوم الجمعة إن المملكة ترحب بما وصفته بأنه "استراتيجية حازمة" من الولايات المتحدة تجاه إيران مشيرة إلى أن رفع العقوبات سمح لإيران بتطوير برنامجها للصواريخ الباليستية وزاد من دعمها للجماعات المتشددة.
وقالت حكومة الرياض في بيان إنها أيدت الاتفاق النووي "لكن إيران استغلت العائد الاقتصادي من رفع العقوبات واستخدمته للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة وبخاصة من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية ودعمها للإرهاب في المنطقة بما في ذلـك حزب الله والميليشيات الحوثية".
وذكرت وكالة أنباء الإمارات يوم الجمعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم بشكل كامل الاستراتيجية الأمريكية الجديدة تجاه إيران وتجدد التزامها بالعمل مع واشنطن لمواجهة دعم إيران للتطرف.
وقالت الوكالة عبر حسابها على تويتر "أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها الكامل لاستراتيجية فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للتعامل مع السياسات الإيرانية المقوضة للأمن والاستقرار".
وأعلنت البحرين أيضا ترحيبها بالتغير في السياسة الأمريكية حيال إيران بسبب برامجها النووية والصاروخية الباليستية ودعمها لجماعات متشددة في الشرق الأوسط.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)