من وا لون
يانجون (رويترز) - أصدر جيش ميانمار يوم الاثنين تقريرا نفى فيه مزاعم قيام قوات الأمن بأعمال اغتصاب وقتل بعد أيام من استبداله الجنرال المسؤول عن ولاية راخين التي دفعت عملية عسكرية فيها أكثر من 600 ألف من مسلمي الروهينجا للفرار إلى بنجلادش.
ولم يعلن عن سبب لنقل الميجور جنرال ماونج ماونج سو من منصب قائد القيادة الغربية في راخين، حيث بدأ جيش ميانمار عملية شاملة لمكافحة التمرد في أغسطس آب.
وقال الميجور جنرال إي لوين نائب مدير الشؤون المعنوية والعلاقات العامة بوزارة الدفاع لرويترز "لا أعلم سبب نقله" مضيفا أنه "لم ينقل إلى أي منصب في الوقت الحالي. أحيل إلى الاحتياط".
وعقب تفقدها لمخيمات اللاجئين في بنجلادش، اتهمت براميلا باتين ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة الخاصة للعنف الجنسي في الصراعات يوم الأحد جيش ميانمار بارتكاب وقائع اغتصاب جماعية على نحو منتظم وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية.
وأضافت "عندما أعود إلى نيويورك سأثير القضية مع مدعي ورئيس المحكمة الجنائية الدولية بشأن ما إذا كان يمكن تحميل (جيش ميانمار) المسؤولية عن هذه الفظائع".
وقال جيش ميانمار إن تحقيقا داخليا أجراه برأ قوات الأمن من كل الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية. ونشرت نتائج التحقيق على صفحة فيسبوك الخاصة بقائد الجيش الجنرال مين أونج هلينج.
وتأتي الخطوة قبيل زيارة يوم الأربعاء يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون حيث من المتوقع أن يوجه رسالة صارمة لجنرالات ميانمار الذين لا تملك أونج سان سوكي نفوذا عليهم لكنها تعرضت لانتقادات في الغرب لفشلها في وقف الأعمال الوحشية.
وقالت كاتينا آدامز المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة على علم بتقارير استبدال الجنرال.
وأضافت "لا نزال قلقين للغاية من استمرار ورود تقارير عن العنف وانتهاكات حقوق الإنسان من جانب قوات الأمن البورمية والحراس. المسؤولون عن الانتهاكات يجب أن يخضعوا للمحاسبة".
ويضغط أعضاء مجلس الشيوخ في واشنطن من أجل الموافقة على تشريع يفرض عقوبات اقتصادية وقيودا على السفر تستهدف الجيش ومصالحه الاقتصادية.
وتعتبر الحكومة في ميانمار التي تقطنها أغلبية بوذية الروهينجا مهاجرين غير شرعيين من بنجلاديش.
وتجنب زعماء آسيا المجتمعون في مانيلا يوم الاثنين الخوض في مسألة النزوح الجماعي للروهينجا من ميانمار مما خيب آمال المنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان التي كانت تأمل في موقف أكثر صرامة.
وقال إي لوين إن أمر النقل صدر يوم الجمعة وإن البريجادير جنرال سو تينت ناينج عُيّن قائدا جديدا للقيادة الغربية.
والقيادة الغربية مؤلفة من ثلاثة أقسام وخاضعة لإشراف مكتب العمليات الخاصة الذي يتبع مباشرة مكتب قائد الجيش الجنرال مين أونج هلينج.
ووصف مسؤول بارز بالأمم المتحدة ما يقوم به الجيش في راخين بأنه مثال واضح على التطهير العرقي.
وتقول ميانمار إن عملية التطهير ضرورية للأمن الوطني بعد أن هاجم متمردون من الروهينجا 30 مركزا أمنيا وقاعدة عسكرية في الولاية يوم 25 أغسطس آب.
وأظهر التقرير الخاص بالتحقيق الداخلي لجيش ميانمار أنه وفقا لمقابلات أجريت مع 2817 شخصا من 54 قرية للروهينجا فإن الجنود لم يطلقوا النار على "قرويين أبرياء" ولم يغتصبوا أو يرتكبوا عنفا جنسيا ضد النساء.
وأضاف التقرير أنه لم يتم قتل أو ضرب أي من القرويين كما أن قوات الأمن لم ترتكب أعمال نهب أو تحرق مساجد يصلي فيها الروهينجا.
وتوصل التقرير أيضا إلى أن قوات الأمن لم تستخدم سوى أسلحة خفيفة في اشتباكاتها مع المسلحين من الروهينجا كما لم تتوافر أي دلائل على لجوئها "للعنف المفرط".
وحمل التقرير المسلحين مسؤولية إحراق القرى وإرهاب الناس وإجبارهم على مغادرة منازلهم.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)