تواجه سوق الأسهم الأمريكية، التي يتم تداولها حاليًا بأغلى مستوياتها منذ عامين تقريبًا، فترة حرجة حيث تبدأ الشركات في الإعلان عن أرباحها في الأسابيع المقبلة. فقد شهد مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة تزيد عن 9% منذ بداية العام حتى تاريخه، مسجلاً أقوى أداء له في الربع الأول منذ عام 2019.
ومع تداول المؤشر عند 20.7 ضعف أرباحه المقدرة للأشهر الاثني عشر المقبلة، بالقرب من ذروته البالغة 21.2 في أواخر مارس الماضي، هناك ضغوط متزايدة على الشركات لتحقيق نتائج مالية قوية.
من المتوقع أن يُظهر موسم الأرباح القادم نموًا بنسبة 5% في الربع الأول، وفقًا لبيانات مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية، وهو ما سيكون الأدنى منذ الربع الثاني من عام 2023.
ومن المتوقع أن تؤدي عوامل مثل ارتفاع أسعار الفائدة، وارتفاع تكاليف السلع الأساسية، وانخفاض قوة تسعير الشركات بسبب تباطؤ التضخم، إلى ضغط هوامش الأرباح. ويُعد هذا تباطؤًا ملحوظًا عن نمو الأرباح بنسبة 10.1% الذي تم الإبلاغ عنه في الربع الأخير من عام 2023.
كما يترقب المستثمرون أيضًا باهتمام الرؤى الصادرة عن الشركات بشأن حالة الاقتصاد والتضخم، مما سيساعد في تقييم احتمالية استمرار النمو المرن واعتدال أسعار المستهلكين.
وقد أدى تقرير التوظيف الأخير الذي صدر يوم الجمعة، والذي فاق التوقعات، إلى انخفاض التوقعات بشأن مقدار خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة هذا العام.
ومن بين الشركات الرئيسية التي من المُقرر أن تُصدر نتائجها للربع الأول من العام المقبل شركات دلتا إيرلاينز (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (NYSE:DAL) وبلاك روك (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (NYSE:BLK) وجي بي مورغان تشيس وشركاه (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز (NYSE:JPM). بالإضافة إلى ذلك، سيراقب المشاركون في السوق عن كثب بيانات أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة لشهر مارس، والتي من المتوقع صدورها في 10 أبريل.
وسيكون لأداء الشركات ذات رؤوس الأموال الكبيرة مثل Nvidia (NASDAQ:NVDA) وMeta Platforms (NASDAQ:META) وMicrosoft (NASDAQ:MSFT) تأثيرًا خاصًا على معنويات المستثمرين. شهدت Nvidia ارتفاعًا كبيرًا في سعر سهمها بنسبة 78% في عام 2024، في حين شهدت Tesla (NASDAQ:TSLA) انخفاضًا بنسبة تزيد عن 30% وسط مخاوف بشأن هوامش أرباحها والطلب عليها.
لا تتعلق تقارير الأرباح القادمة بتلبية التوقعات فحسب، بل تتعلق أيضًا بتبرير التقييمات المرتفعة التي تحتفظ بها العديد من الأسهم حاليًا. سيبحث المستثمرون عن الشركات لتوضيح دوافع الطلب والتوقعات المستقبلية.
علاوة على ذلك، سيتم قياس قوة الاقتصاد الأمريكي من خلال أداء القطاعات الصناعية والطاقة وغيرها من القطاعات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالنمو الاقتصادي.
وستظل قرارات الاحتياطي الفيدرالي عاملاً رئيسيًا بالنسبة للمستثمرين. فقد تشير الأرباح القوية وعلامات تنامي ضغوط الأسعار من الشركات إلى أن الاقتصاد قوي بما يكفي لتبرير القلق بشأن انتعاش التضخم، مما قد يؤثر على قرارات خفض أسعار الفائدة التي يتخذها الاحتياطي الفيدرالي.
وعلى العكس من ذلك، قد تُفسر الأرباح الأضعف على أنها علامة على الضعف الاقتصادي، مما قد يعزز من قضية قيام الاحتياطي الفدرالي بخفض أسعار الفائدة.
باختصار، مع اقتراب موسم الأرباح، تخضع سوق الأسهم الأمريكية للتدقيق، مع تركيز المستثمرين على النتائج المالية للشركات والمؤشرات الاقتصادية والآثار المترتبة على سياسة الاحتياطي الفيدرالي.
ساهمت رويترز في هذا المقال.هذا المقال تمت كتابته وترجمته بمساعدة الذكاء الاصطناعي وتم مراجعتها بواسطة محرر. للمزيد من المعلومات انظر إلى الشروط والأحكام.