موسكو، 20 أبريل/نيسان (إفي): حذرت المعارضة الروسية اليوم من انتقال عدوى الانتفاضات في شمال أفريقيا إلى البلاد، إذا ما لم يتم وضع قواعد تتيح قدرا أكبر من الشفافية في الانتخابات، بينما انتقد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ما أسماه بـ"الليبرالية غير المبررة"، وذلك أثناء تقديم التقرير السنوي لأداء الحكومة.
واعتبر رئيس الوزراء الروسي أن خطة التحرك المناسبة لبلاده خلال السنوات العشر المقبلة يجب أن تعتمد على "الاستمرارية دون أي اهتزاز أو أي تجارب ترتكز على الليبرالية غير المبررة والديماجوجية الاجتماعية".
وصرح بوتين أثناء تقديمه التقرير السنوي "الدولة تحتاج إلى 10 سنوات من النمو المستقر".
ويمكن تفسير اشارة رئيس الوزراء الروسي إلى "الليبرالية غير المبررة" على أساس أنها هجوم مباشر على من يرون، سواء داخل أو خارج البلاد، في الرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف زعيما يحمل مشروعا اصلاحيا ذي نزعة ليبرالية.
وقال بوتين، الذي شغل منصب رئيس روسيا الاتحادية في الفترة بين عامي 2000 و2008 "يجب علينا الحفاظ على السلام المدني والعرقي ووضع حواجز أمام أي شخص يسعى للفرقة أو بذر العداوة في مجتمعنا".
ومنع الدستور بوتين من الترشح مجددا للرئاسة في 2008 لأنه لا يحق له البقاء في منصبه أكثر من ولايتين متتاليتين.
يشار إلى كل من بوتين والرئيس الحالي ديمتري ميدفيديف أكدا أكثر من مرة أنهما سيتفقان مستقبلا حول من سيقوم منهما بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.
وعلى الرغم من أنه كان يتم النظر إلى بوتين وميدفيديف في وقت سابق على أنهما وجهان لعملة واحدة، إلا أن الاختلافات بينهما بدأت تظهر مؤخرا سواء على صعيد السياسة الداخلية أو الخارجية.
وشدد بوتين اليوم في مداخلته أمام مجلس النواب على ضرورة أن تكون روسيا "مستقلة وقوية" حتى لا يملي أي شخص عليها سياسات من الخارج.
وأضاف المسئول الروسي "سنكون صرحاء.. في العالم الحالي لو كنت ضعيفا، فإن شخص ما دون أدنى شك سيأتي ليخبرك أين تذهب وما هي السياسات التي يجب عليك اتباعها وما هو الطريق الذي يجب عليك أن تختاره لبلادك".
وأكمل بوتين أنه "خلف هذه النصائح ذات الأغراض يختبئ التدخل في الشئون الداخلية لدولة مستقلة"، مشيرا من ناحية أخرى إلى أنه على الصعيد الاقتصادي فإن اجمالي الناتج المحلي زاد العام الماضي بقيمة 4% وأن الربع الأول من العام الجاري شهد، مقارنة بنفس الفترة بالعام الماضي، نموا في الاقتصاد بقيمة 4.4%.
وقال رئيس الوزراء "هذا الأمر يعني أنه مع بداية 2010 سيكون الاقتصاد الروسي قد تعافى من الخسائر التي سببتها الأزمة".
وأوضح المسئول الروسي أن روسيا كانت محظوظة لارتفاع أسعار صادراتها الرئيسية مثل المحروقات والمعادن والمنتجات الكيميائية، ولكنه أبرز في نفس الوقت أن التعافي الاقتصادي جاء نتيجة لمجهود الدولة وسياستها.
وشدد بوتين على ضرورة أن يشتمل العقد القادم على مضاعفة انتاجية العمل، مؤكدا على أنه يجب على روسيا أن تكون من أكبر خمس قوى اقتصادية للعالم بناء على حجم انتاجها المحلي.
وأشار المسئول إلى أن نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي بحلول 2020 يجب أن يكون أكثر من 35 ألف دولار، مبرزا من ناحية أخرى أن من ضمن أولويات الحكومة استقرار الموقف الديموجرافي في البلاد، حيث تراجع عدد السكان، وفقا للبيانات الرسمية، خلال السنوات الثمانية الأخيرة بما يوازي مليونين و200 ألف نسمة.
وعقب كلمة بوتين، بدأ عدد من قيادات التكتلات البرلمانية في التحدث، حيث قال زعيم الحزب الشيوعي أثناء تواجده على المنصة من أنه "لو لم يتم انشاء منظومة رقابية تضمن نزاهة الانتخابات في روسيا فسوف يتكرر بها ما حدث في شمال أفريقيا".
ومن جانبه أكد رئيس حزب (روسيا العادلة) نيكولاي ليتشيف ضرورة شفافية العملية الانتخابية، وضرب مثالا بالبرازيل التي توصلت بها القوى السياسية إلى اتفاقية لتطبيق النظام الالكتروني مما لا يدع مجالا للتشكيك في النتائج.
يشار إلى أن بوتين لم يقم بالرد على الانتقادات الموجهة من قبل نواب المعارضة للنظام الانتخابي. (إفي).