ظهر تقرير اقتصادي معلومات تفيد بتأثر أداء سوق الأسهم السعودية سلبا خلال الربع الثالث من عام 2011، بالمشاكل الاقتصادية العالمية، والتي نبعت من النظرة التشاؤمية للاقتصاد الأميركي، إضافة إلى أزمة الديون الأوروبية، حيث سجل مؤشر «تداول» العام تراجعا كبيرا بلغت نسبته 7.05% خلال الربع الثالث من عام 2011، لتصل خسائره منذ بداية العام وحتى نهاية الـ9 أشهر من العام إلى ما نسبته 7.68%، مغلقا عند مستوى 6112.37 نقطة.
وقال بيت الاستثمار العالمي (غلوبال)، في تقريره الاقتصادي إن القيمة السوقية للشركات المدرجة بالسوق السعودية خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، بلغت ما قيمته 1.214 مليار ريال (323.8 مليار دولار)، فاقدة ما قيمته 111.2 مليار ريال (29.7 مليار دولار) عن مستوى نهاية عام 2010 والبالغ 1.325 مليار ريال (353.4 مليار دولار).
وأوضح التقرير أن 5 مؤشرات قطاعية فقط من أصل قطاعات السوق البالغ عددها 15 قطاعا تمكنت من إنهاء تداولات الـ9 أشهر الأولى من عام 2011 على ارتفاع، في حين تراجعت 10 قطاعات، وضمن القطاعات الرابحة، تمكن مؤشر قطاع الإعلام والنشر من تسجيل أعلى نسبة نمو على مستوى السوق السعودية، مرتفعا بنسبة 29.9%.
وأضاف التقرير: «وجاء هذا النمو على خلفية الأداء الجيد الذي شهده سهم شركة (تهامة للإعلان والعلاقات العامة)، والذي تمكن من إضافة نسبة 123.3% إلى قيمته خلال الـ9 أشهر من العام الحالي.
وبحسب التقرير، فقد تميز أداء قطاع الإسمنت، بنمو مؤشره بنسبة 18.9% بنهاية الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، حيث أنهت كل الشركات المنضوية ضمن القطاع تداولاتها على ارتفاع، مدعومة بتوافر البيئة الداعمة للطلب على الإسمنت داخل السعودية، إضافة إلى ارتفاع أسعار الإسمنت.
أما على صعيد القطاعات المتراجعة، فقد كان مؤشر قطاع البنوك والخدمات المالية ضمن القطاعات المتراجعة، بفقده نسبة 14.1% من قيمته. حيث تراجعت أسعار كافة الأسهم المدرجة بالسوق السعودية بنهاية الـ9 أشهر الأولى من العام، باستثناء سهم واحد فقط هو سهم بنك الجزيرة الذي تمكن من تسجيل ارتفاع هامشي بلغت نسبته 2.13% بنهاية تلك الفترة. في حين تراجع سعر أكبر سهمين ضمن القطاع، وهما مصرف الراجحي ومجموعة «سامبا» المالية بنسبة 16.6% و28.5% على التوالي.
أما على مستوى الشركات، فأشار التقرير إلى تمكن 71 سهما من الارتفاع بنهاية الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، مقابل تراجع 75 سهما. وضمن الأسهم الرابحة، فاقت نسبة نمو 44 شركة أكثر من 10%، كما جاء سهما شركة «أمانة للتأمين التعاوني» وشركة «بروج للتأمين التعاوني» ضمن أكثر الأسهم ارتفاعا، بنمو بلغت نسبته 115.09% و114.16% على التوالي.
وزاد تقرير «بيت الاستثمار العالمي»: «في المقابل، مني سهم (الشركة الخليجية العامة للتأمين التعاوني) بتراجع بلغت نسبته 45.5% من قيمته بنهاية الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، مغلقا عند سعر 29.6 ريال».
ولم يغفل التقرير إيقاف سهم «اتحاد عذيب» عن التداول بدءا من 25 مايو (أيار) 2011 نتيجة لارتفاع خسائر الشركة بنهاية السنة المالية المنتهية في 31 مارس (آذار) 2011 لتبلغ نحو 95% من رأس المال، مبينا أنه في غضون ذلك، قامت الشركة في شهر أغسطس (آب) 2011 بتخفيض رأسمالها من 1 مليار ريال (266 مليون دولار) إلى 400 مليون ريال (106 مليون دولار)، إذ أعقب مجلس إدارة الشركة تلك الخطوة بإصدار توصيته بزيادة رأسمال الشركة إلى 1.5 مليار ريال (399.9 مليون دولار) عن طريق إصدار أسهم حقوق الأولوية، بعد الحصول على الموافقات اللازمة لذلك.
وعن أنشطة التداول، ذكر التقرير أنه خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، تم تداول 34.94 مليار سهم، بنمو بلغت نسبته 34.3% مقارنة بالفترة المماثلة من العام السابق. في حين ارتفع إجمالي القيمة المتداولة من 588.7 مليار ريال (157 مليار دولار) في الـ9 أشهر الأولى من عام 2010 إلى 776.4 مليار ريال سعودي (207 مليارات دولار أميركي) خلال فترة الـ9 أشهر الأولى من عام 2011، مسجلة نموا سنويا بنسبة 31.9%.
وقال تقرير «غلوبال» أن قطاع الصناعات البتروكيماوية كان الأنشط على مستوى السوق من حيث كل من كمية وقيمة الأسهم المتداولة، حيث قام المستثمرون بتداول 7.6 مليار سهم من أسهم القطاع، بقيمة إجمالية بلغت 264.6 مليار ريال (70.5 مليار دولار)، ليستحوذ بذلك قطاع الصناعات البتروكيماوية على نسبة 21.8% ونسبة 34.1% من إجمالي كمية وقيمة الأسهم المتداولة في السوق السعودية خلال الـ9 أشهر الأولى من العام الحالي، على التوالي.
وبين أنه من ضمن أسهم القطاع، استحوذ سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، ذو الثقل الوزني الكبير على نسبة 15.1% من إجمالي قيمة الأسهم المتداولة في السوق السعودية خلال تلك الفترة، بتداولات بلغت قيمتها 117.1 مليار ريال (31.2 مليار دولار). هذا وقد أنهى سهم سابك تداولاته متراجعا بنسبة 11.7%، منهيا الربع الثالث من عام 2011 عند سعر 92.5 ريال (24.5 دولار).
وأضاف أن سهم مصرف الإنماء شهد ضغوطا بيعية شديدة خلال الربع الثالث من عام 2011، مما كبد سهم البنك خسائر بلغت نسبتها 11.9% خلال الـ9 أشهر الأولى من العام، مغلقا عند سعر 9.25 ريال سعودي (24.5 دولار)، حيث قام المستثمرون بتداول 3.2 مليار سهم من أسهم البنك، بقيمة إجمالية بلغت 32.1 مليار ريال سعودي (8.6 مليار دولار)، بما يمثل 9.2% و4.1% من إجمالي كمية وقيمة الأسهم المتداولة في السوق السعودية خلال الـ9 أشهر الأولى من العام، على التوالي.
نقودي.كوم/www.nuqudy.com