بكين، 23 فبراير/شباط (إفي): عاود منظمو الاحتجاجات، الذين حاولوا تقليد ما يعرف باسم "ثورة الياسمين" التونسية في الصين الأحد الماضي، الدعوة إلى تنظيم مظاهرات الأحد المقبل وكل أحد، بعد أن حددوا مطالبهم بالقضاء على الفساد و"إشراف الشعب على الحكومة".
وأعرب المنظمون، الذين لم يكشفوا عن هويتهم، في بيان جديد نشر الليلة الماضية على موقع (Boxun.com) الإلكتروني، عن امتنانهم للمشاركة في الاحتجاجات التي خرجت الأحد الماضي رغم أنها اقتصرت على ما يقرب من 100 شخص فقط أمام جهاز أمني كبير، وأعلنوا أنهم سينظمون هذه الاحتجاجات كل أحد.
وأشار المنظمون إلى أن الاحتجاجات ستنظم في تمام الساعة 14.00 ت م (6.00 ت ج) في 13 نقطة بمختلف المدن الصينية بما فيها بكين، وشنغهاي، وكانتون، التي شهدت الأحد الماضي بعض الحوادث البسيطة.
كما أورد المنظمون في البيان مزيدا من المعلومات عن حركتهم، مؤكدين أنها لا تأخذ طابع العنف ولا ترغب في الإطاحة بالحكومة الصينية الحالية، على الرغم من تشديدهم على أن الشعب الصيني "متعطش للحرية والديمقراطية"، وهي العبارة التي اقتبسوها في الواقع من كلمات رئيس الوزراء الصيني وين جياباو.
ويعتبر الفساد والفجوة المتزايدة بين الأثرياء والفقراء هي الموضوعات الرئيسية التي يذكرها المنظمون في البيان، مشيرين إلى أنه "مر 20 عاما منذ الحركة الديمقراطية في عام 1989 ونحن شهود على حكومة يتفشى فيها الفساد تدريجيا وتضم مسئولين كبار ذوي مصالح شخصية".
وأكدوا أيضا أن النظام الشيوعي قد حرم قطاعا كبيرا من الشعب خلال العقود الأخيرة ولكنه أعطى هذه الثروة إلى فئة قليلة، مشيرين إلى أن دولا مجاورة مثل اليابان وكوريا الجنوبية أو تايوان عملت، بخلاف الصين، على الجمع بين النمو الاقتصادي و"رخاء أغلب أفراد الشعب".
وشدد المنظمون على أنهم "لا يطلبون بالضرورة الإطاحة بالحكومة الحالية"، طالما أنها "تكافح الفساد (..) وتخلص في مواجهة المشكلات المتعلقة باستقلال القضاء وحرية التعبير".
كانت حكومة بكين قد أكدت الثلاثاء أن النظام "لن يرتعد وسيواصل طريق الاشتراكية"، في أول رد فعل على محاولات مد الاحتجاجات الجارية في العالم العربي إلى الصين خلال اليومين الماضيين، مشددة على أن الشعب الصيني "يرغب في استمرار الأمن والاستقرار السياسي ودفع الرخاء الاجتماعي وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين".
وأدانت منظمات حقوقية للدفاع عن حقوق الإنسان الثلاثاء ما أسمته بـ"الهجمات الوقائية" من جانب الحكومة الصينية ضد ناشطين دعوا للاتحاد تلبية لنداء الثورات المندلعة في العالم العربي، وذلك قبل أن يستعد أولئك الناشطون للعمل في هذا الشأن. (إفي)