من أحمد العمامي
طرابلس (رويترز) - استأنف مفاوضو الأمم المتحدة يوم الأربعاء محادثات مع مندوبين من الفصائل الليبية المتحاربة واجتمعوا على نحو منفصل مع الأطراف المتنافسة في أحدث محاولة لإنهاء الأزمة السياسية والتوصل لوقف لاطلاق النار.
وبعد اربع سنوات من الاطاحة بمعمر القذافي تعاني ليبيا من صراع بين حكومة معترف بها دوليا وحكومة منافسة شكلت في طرابلس بعدما استولى فصيل مسلح على العاصمة الصيف الماضي.
ويحظى كل طرف بدعم من كتائب لمقاتلين ساعدوا في الاطاحة بالقذافي في 2011 لكن تحولوا بعد ذلك ضد بعضهم البعض في صراع معقد يشمل قبائل وقوات سابقة للقذافي ومتشددين اسلاميين وقوى اتحادية.
والتقى المبعوث الخاص للأمم المتحدة برناردينو ليون في مدينة غدامس الليبية قرب حدود الجزائر مع مندوبين من الحكومتين المتنافستين. ولكل حكومة منهما برلمان وقوات مسلحة خاصة بها في صراع تخشى القوى الغربية أن يتدهور إلى حرب أهلية أوسع.
وقالت الامم المتحدة ان محادثات يوم الاربعاء ركزت على جدول أعمال وجدول زمني للاطراف لكي تعمل من أجل التوصل الى اتفاق لكنها قالت انه ستجري مفاوضات أكثر تفصيلا في الايام القادمة.
ولم تحقق المحادثات السابقة التي عقدت في جنيف الشهر الماضي تقدما يذكر لان الممثلين الرئيسيين من الحكومة التي تتخذ من طرابلس مقرا لها بقيت بعيدة وطالبت بأن يعقد الحوار في ليبيا.
وسعت الأمم المتحدة في البداية إلى اتفاق بشأن حكومة وحدة ووقف لاطلاق النار واخراج الجماعات المسلحة من المدن الرئيسية والمنشآت المهمة. لكن مسؤولي المنظمة الدولية يعترفون بأن تلك الأهداف ليست كافية لانهاء الأزمة.
وتسبب القتال في اغلاق أكبر مرفأين للنفط في ليبيا وهما السدر وراس لانوف منذ ديسمبر كانون الأول مما قطع الايرادات النفطية الحيوية ووجه ضربة للاقتصاد. وتبلغ الطاقة المجمعة للمرفأين حوالي 600 ألف برميل يوميا.
وتعقد الساحة السياسية المفككة في ليبيا فرص صمود اي وقف لاطلاق النار او تأمين اتفاق سياسي دائم.
ويتشكك المحللون أيضا فيما إن كان المندوبون المشاركون في محادثات الأمم المتحدة سيمكنهم اقناع متشددين بالمشاركة من بين الجماعات المسلحة على الارض التي ما زالت تعتقد انها يمكن أن تحقق مكسبا أكبر من خلال القتال.