من إبراهيم صابر وتوم فين
أبو سمرة (على الحدود بين قطر والسعودية) (رويترز) - عبرت آلاف الإبل صحراء السعودية الحدودية إلى قطر يوم الثلاثاء وعادت لأصحابها بعد أن شردت لأيام على حدود أغلقت بسبب خلاف بين دول عربية.
وانتظر قطريون يرتدون جلابيب بيضاء في سياراتهم عند الحدود للتعرف على جمالهم فيما اندفعت الإبل عبر الحدود النائية وهي تركل الغبار ضمن ما قال مالكون إنها صفقة غير رسمية مع حرس الحدود السعودي.
وقال علي المقارح (40 عاما) وهو ينتظر مع ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام عند المعبر "الحمد لله استعدت جمالي".
وتابع قائلا "لمدة أسبوع أبقوها هنا.. كانت الجمال تتضور من الجوع. كان بعض الذكور يتعاركون وكانوا في حالة سيئة. أخي لا يزال لديه 10 أو 11 جملا في السعودية".
وتسبب قرار السعودية ودول عربية أخرى يوم الخامس من يونيو حزيران قطع العلاقات الدبلوماسية وكل روابط النقل مع قطر بسبب مزاعم عن دعمها للإرهاب في تعطيل حركة التجارة وتقسيم العائلات وإثارة المخاوف من مواجهة عسكرية في الخليج. ونفت قطر الاتهامات بأن لها صلة بالإرهاب.
ويقول أفراد القبائل في قطر الذي يمتد أقاربهم عبر الحدود الحديثة لشبه الجزيرة العربية إن المقاطعة تهدد التقاليد القريبة من قلوبهم بما في ذلك تربية الإبل والصقور.
ويربي مئات القطريين الإبل في مناطق صحراوية بشرق المملكة العربية السعودية خلال شهور الشتاء لتدريبها وإعدادها للسباقات ومسابقات الجمال وهي تقاليد ينظر لها باعتبارها رابطا مهما لماض بدوي عفا عليه الزمن. وتباع الإبل التي تفوز بجوائز في مزادات بمئات الآلاف من الدولارات.
ونشرت صحف قطرية يوم الاثنين صورا لعمال آسيويين وهم يرعون الإبل الواهنة على الجانب السعودي من الحدود الأمر الذي أثار حالة من الغضب.
وأرسلت الحكومة القطرية قافلة تضم حاويات مياه وشاحنات تحمل العشب على الحدود يوم الاثنين لإنعاش الإبل التي عبرت الحدود.
وقبل اكتشاف احتياطات هائلة من الغاز الطبيعي قبالة ساحل قطر كان البدو يجوبون الصحراء ويعتمدون على لحم الإبل وحليبها للعيش.
وقال المقارح "خضنا حروبا بسبب الإبل. هذا واحد من تقاليدنا".
وألقى باللوم على زعماء الخليج لأنهم وقعوا في فخ المشاحنات السياسة. وقال"ما الذي يمكنني قوله؟ حتى لو كانت هناك خلافات في السياسة. فنحن الشعب. لا تقحمونا في خلافاتكم".
وأضاف "نريد أن نعيش أيامنا. أن نذهب للسعودية ونرعى جمالنا ونعود لرعاية عوائلنا. لا نريد أن نكون جزءا من هذه الأمور السياسية. نحن لسنا سعداء".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)