من توم مايلز وإلن فرنسيس
جنيف/بيروت (رويترز) - عقدت دمشق اتفاقا مع جماعة معارضة في ساعة متأخرة مساء الثلاثاء يسمح للهلال الأحمر بإجلاء عدد من الحالات الحرجة مما يكسر جمودا دام شهورا في عمليات الإجلاء الطبي من منطقة الغوطة الشرقية السورية المحاصرة.
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية في بيان إنه تم إجلاء أربعة مرضى من الغوطة الشرقية التي تحاصرها القوات الحكومية منذ عام 2013 ويعيش فيها قرابة 400 ألف شخص. ونقل الأربعة إلى مستشفيات في دمشق.
والغوطة الشرقية جيب فيه كثافة سكانية عالية ويضم بلدات ومزارع وهي المعقل الرئيسي الوحيد للمعارضة المسلحة قرب العاصمة دمشق. وألحق الجيش السوري هزائم مطردة بجيوب للمعارضة في غرب البلاد خلال العام الأخير مدعوما بالطائرات الروسية وفصائل تدعمها إيران.
وقالت جماعة جيش الإسلام المعارضة في الغوطة الشرقية إنها ستطلق سراح 29 محتجزا. وفي المقابل ستسمح الحكومة بإجلاء 29 من بين الحالات الأكثر حرجا.
لكن محمد كتوب مسؤول المناصرة في الجمعية الطبية السورية الأمريكية قال على تويتر إن طفلة عمرها ستة أشهر ورد اسمها على القائمة توفيت قبل إجلائها.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إنها قامت بتسهيل التوصل للاتفاق الذي تحقق بعد شهرين من طلب الأمم المتحدة من القوات الحكومية السماح بالإجلاء العاجل لهذا العدد من الحالات الحرجة. وأضافت أن العملية لا تزال في مرحلة مبكرة للغاية.
وقال فرانشيسكو روكا رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في تغريدة على تويتر "سعداء بأن مفاوضاتنا حققت هذا الهدف المهم. هذه بادرة أمل لمستقبل سوريا".
وقال أحمد منير مستشار وزارة المصالحة الوطنية إن اتفاقا أبرم ويقضي بأن يغادر عدد من المرضى الغوطة الشرقية مقابل الإفراج عن من وصفهم بالمخطوفين. وقال للتلفزيون إن عدد الأشخاص الذين يشملهم الاتفاق قد يزيد.
وقال مسؤول سياسي في جماعة جيش الإسلام في منطقة الغوطة إن الهلال الأحمر العربي السوري توسط بين دمشق ومقاتلي المعارضة في سبيل عقد الاتفاق.
وتابع ياسر دلوان قائلا "اشتغلنا على إخراجهم عبر الهلال الأحمر... عم نشتغل إنه نطلع باقي الحالات اللي هي عددها 500 تقريبا". وأضاف أنه لا مؤشر على السماح بالمزيد من عمليات الإجلاء.
وناشدت الأمم المتحدة الحكومة السورية السماح بإجلاء نحو 500 مريض بينهم أطفال مصابون بالسرطان قائلة إنه لا توجد أعذار لعدم السماح بأن تتم عملية الإجلاء.
والغوطة الشرقية من الناحية الرسمية "منطقة لعدم التصعيد" بموجب اتفاقات قادتها روسيا لوقف إطلاق النار في أراض يسيطر عليها مقاتلو المعارضة لكن القتال في المنطقة مستمر. وقالت الأمم المتحدة إن سكان الغوطة الشرقية، وبينهم 130 ألف طفل، يعانون أشد أزمات سوء التغذية منذ نشوب الصراع السوري الذي دخل عامه السادس.
وقال سكان وعاملون في مجال الإغاثة إن الحكومة أحكمت الحصار في الشهور القليلة الماضية في إطار ما وصفوه بأنه استخدام متعمد للتجويع كسلاح في الحرب وهو اتهام تنفيه الحكومة.
كان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال يوم الأحد إن تركيا تعمل مع روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الأسد، بشأن عمليات الإجلاء. وتدعم أنقرة بعض فصائل المعارضة المسلحة في الحرب السورية.
وذكرت الأمم المتحدة أن عدد الأشخاص المحتاجين للإجلاء العاجل تقلص لأنهم يموتون في انتظار المساعدة. ووضعت المنظمة الدولية قائمة أولوية تضم 494 مريضا فيما تقول الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن عددهم 641 مريضا وإن 17 ماتوا بالفعل.
وذكرت الجمعية أن إجلاء بقية المرضى الذين يتضمنهم الاتفاق وعددهم 29 سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة. والجمعية جهة غير هادفة للربح وتدعم في الأغلب مستشفيات في مناطق المعارضة.
وأضافت الجمعية "تشمل القائمة 18 طفلا وأربع نساء يعانون من أمراض القلب والسرطان والفشل الكلوي وأمراض الدم إلى جانب حالات تتطلب جراحات متطورة غير متوفرة في المنطقة المحاصرة".
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)