من روبن إيموت
بروكسل (رويترز) - حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل التكتل يوم الأربعاء مشددا على ضرورة الموافقة على عقيدة طموحة كأساس للعمل العسكري المشترك في الخارج، تشمل قوة حل أزمات يمكن نشرها.
وقال بوريل للصحفيين إن مسودته الأولى لهذه "البوصلة الإستراتيجية" على درجة بالغة من الأهمية على الصعيد الأمني، وتُعتبر أقرب شيء يمكن أن يمتلكه الاتحاد الأوروبي لعقيدة عسكرية كما أنها تشبه "المفهوم الاستراتيجي" لحلف شمال الأطلسي الذي يحدد أهداف الحلف.
وقال بوريل في تقديم لوثيقة الإستراتيجية الكاملة التي أُرسلت إلى دول الاتحاد السبع والعشرين لمناقشتها "أوروبا في خطر". وأوضح للصحفيين "نحن بحاجة إلى قدرات انتشار سريع".
وقال بوريل إن إحدى الأفكار تتضمن اقتراحا بقوة من الاتحاد الأوروبي قوامها 5000 فرد لمواجهة الأزمات، مشددا على أن حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة يظل مسؤولا بشكل أساسي عن الدفاع الجماعي عن أوروبا.
وسيبحث وزراء الخارجية والدفاع في الاتحاد الأوروبي القضية يوم الاثنين بهدف الاتفاق على وثيقة سياسية نهائية في مارس آذار.
ورغم أن الدول الأوروبية لديها جنود مدربون تدريبا عاليا وقوات إلكترونية وبحرية وجوية، فإنه يحدث ازدواج للموارد عبر 27 جيشا، كما أن مهام الاتحاد الأوروبي للتدريب والمساعدة متواضعة في الحجم.
وتفتقر الدول الأعضاء للقدرات الخاصة بالإمداد والتموين والقيادة والسيطرة التي تملكها الولايات المتحدة، التي لا يمكنها مجاراتها كذلك في جمع معلومات المخابرات.
ويصنًف تقييم منفصل للتهديدات بأنه سري للغاية، لكن دبلوماسيين يشيرون إلى الدول المفككة على حدود أوروبا كمناطق يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إرسال قوات حفظ سلام لها أو إجلاء مواطنين.
وبمباركة الرئيس الأمريكي جو بايدن في إعلان مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الشهر الماضي، يرى الاتحاد الأوروبي أنه يمكن أن يكون حليفا أكثر فائدة للولايات المتحدة إذا طور قدرات عسكرية قائمة بذاتها.
ومع أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حرم التكتل من قوة عسكرية فإنه أعطى باريس فرصة لدفع طموحاتها للقيام بدور أكبر، مع برلين، في قضايا الدفاع بالاتحاد الأوروبي.
وقال بوريل متحدثا عن الاتحاد الأوروبي القوي اقتصاديا، والذي يُعد أكبر كتلة تجارية في العالم "علينا مسؤولية إستراتيجية. المواطنون يريدون الحماية. القوة الناعمة (وحدها) لا تكفي".
لكن بالرغم من التقدم المحرز في تكوين صندوق دفاع مشترك لتطوير الأسلحة معا منذ أواخر 2017، لم ينشر الاتحاد الأوروبي حتى الآن أي مجموعات قتالية بحجم كتيبة في أي أزمة.
وقال بوريل في تقديم المسودة "كل التهديدات التي نواجهها تتزايد وقدرة الدول الأعضاء على التصدي لها غير كافية وتتراجع".
(إعداد ندى صلاح وأيمن سعد مسلم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)