من ستيفاني نيبهاي
جنيف (رويترز) - قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين يوم الجمعة إن الضربات الجوية على جيب الغوطة الشرقية المحاصر في سوريا وقصف مقاتلي المعارضة لدمشق يشكلان على الأرجح جرائم حرب يجب إحالتها للمحكمة.
وقال الأمير زيد إنه ينبغي لمرتكبي هذه الجرائم في سوريا أن يعلموا أنه يجري العمل على تحديد هوياتهم وأن ملفات تعد بهدف محاكمتهم جنائيا في المستقبل.
وفي واحد من أعنف الهجمات في الحرب السورية، أسفر 12 يوما من القصف والضربات الجوية الحكومية على الغوطة عن مقتل مئات.
ويتألف جيب الغوطة الذي تحاصره الحكومة من عدة بلدات وقرى ويقطنه نحو 400 ألف نسمة وهو آخر منطقة كبيرة خاضعة للمعارضة قرب العاصمة.
ودعا مجلس الأمن الدولي يوم 24 فبراير شباط إلى هدنة مدتها 30 يوما في الغوطة.
وقال الأمير زيد أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف خلال مناقشة عاجلة بشأن الغوطة الشرقية بطلب من بريطانيا "رغم هذا المثال النادر على الإجماع، فقد أبلغ المدنيون في الغوطة الشرقية عن استمرار الضربات الجوية والقصف".
وتابع يقول "مرة أخرى، يجب أن أؤكد أن ما نراه في الغوطة الشرقية وأماكن أخرى في سوريا، هي جرائم حرب على الأرجح وربما جرائم ضد الإنسانية. يتم قصف المدنيين إمام للخضوع أو الموت".
وأضاف "ينبغي أن تحال سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية. محاولة عرقلة سير العدالة وحماية المجرمين أمر مشين".
وقال مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة في جنيف حسام آلا إن الأمير زيد انتقائي ومتحيز وأضاف أن المناقشة يتم استغلالها لأغراض سياسية.
وأضاف أن الجيش السوري اتخذ كل الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وفتح ممرات إنسانية لمرور المدنيين من أجل فصلهم عن "الإرهابيين" في إشارة إلى المسلحين في الغوطة الشرقية.
وقال السفير البريطاني جوليان بريثويت إن الغوطة الشرقية أصبحت "مركز" المعاناة في سوريا حيث تختبئ الأسر التي تعاني الجوع في أقبية الأبنية خوفا من "القصف العشوائي من قبل النظام".
وقدمت بريطانيا مشروع قرار يندد بكل الانتهاكات ويدعو المحققين في جرائم الحرب التابعين للأمم المتحدة إلى التحقيق في أحداث الغوطة وعرض تقرير بحلول يونيو حزيران.
لكن وقت الاجتماع انتهى قبل التصويت على القرار البريطاني الذي عرضت روسيا إدخال تعديلات عليه ومن المقرر طرحه للتصويت يوم الاثنين.
وقال دبلوماسي روسي خلال المحادثات "نقترح التنديد بكل الأعمال الإرهابية في سوريا بما في ذلك في الغوطة الشرقية".
وأضاف قائلا "في الأسبوع الأخير من فبراير أطلق الإرهابيون أكثر من 200 قذيفة على مناطق سكنية في العاصفة السورية. سقط ضحايا بينهم نساء وأطفال".
وقال قيادي موال للحكومة السورية يوم الجمعة إن القوات الحكومية تسعى للتقدم في منطقة الغوطة الشرقية بالتدريج بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش انتزع مساحات من الأراضي من مسلحي المعارضة.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)