باريس (رويترز) - أعلنت فرنسا يوم الجمعة أنها ستتيح للعامة قريبا الاطلاع على الأجزاء الأكثر سرية من أرشيفها الوطني حول حرب الاستقلال الجزائرية، مما يلقي الضوء على بعض من أحلك الفصول في تاريخ فرنسا في القرن العشرين.
وشنت فرنسا بين عامي 1954 و 1962، حربا على حركة الاستقلال في مستعمرتها آنذاك. وقُتل مئات الآلاف من الجزائريين واستخدمت القوات الفرنسية ووكلاؤها التعذيب ضد المعارضين، بحسب مؤرخين.
وقالت وزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو لدى إعلانها عن فتح الأرشيف "نحن بحاجة إلى أن نمتلك الشجاعة لمواجهة الحقيقة التاريخية".
وهز القتال في الجزائر فرنسا وأدى إلى محاولة انقلاب فاشلة ضد الرئيس شارل ديجول لمنعه من إنهاء الحكم الفرنسي. وبعد مرور ما يقرب من 60 عاما على انتهائه، لا يزال الصراع موضوعا حساسا للغاية ومثيرا للانقسام في فرنسا.
ويعتبر بنجامين ستورا المؤرخ الفرنسي البارز المتخصص في الشأن الجزائري رفع السرية عن الأرشيف خطوة مهمة نحو فهم أفضل للحرب.
وقال ستورا لرويترز "يمكنك معرفة الأشخاص الذين كانوا تحت المراقبة والذين تمت متابعتهم واعتقالهم".
وأضاف "ما يمكن الكشف عنه هو السلسلة الكاملة التي أدت إلى الإجراءات القمعية".
وقال إن الأرشيف ربما يفسر بعض الوفيات التي لا يوجد لها تفسير حتى يومنا هذا.
وعاشت الجزائر تحت الحكم الفرنسي 132 عاما حتى انتصرت في حرب الاستقلال عام 1962.
جاء الإعلان بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إلى الجزائر. وأجرى الوزير محادثات مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون استهدفت إحياء الحوار بين الجانبين بعد تدهور العلاقات بشكل حاد.
(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)