أحمد مصطفى.
القاهرة، 7 يونيو/حزيران (إفي): على أمل محو آثار المشاركة الكارثية في نسخة 2009 بجنوب أفريقيا، تبحر سفينة الأتزوري الإيطالي الى شواطئ بلاد السامبا البرازيلية، تحت قيادة الربان الحكيم تشيزاري برانديللي، حمّلها بكتيبة رجال مزج فيها عنفوان الشباب بأهل الخبرة المحنكين، للمشاركة في معترك كأس القارات.
مشاركة وحيدة لإيطاليا على مر تاريخ كأس القارات، بالتحديد في النسخة الاخيرة، كانت كفيلة بإلصاق سمعة سيئة ببلاد البيتزا في تلك البطولة، فرغم استقبال الابطال على أرض نيلسون مانديلا على ضوء التتويج بمونديال ألمانيا 2006 ، غادرت من الابواب الخلفية بعد خروج فاضح من الدور الأول.
في تلك النسخة المشؤومة كانت إيطاليا على موعد مع صدام كلاسيكي مع البرازيل، وتأهلهما سويا الى نصف النهائي كان مضمونا في وجود منافسين أقل صيتا وقوة مثل مصر والولايات المتحدة.
بطل العالم مع بطله القومي مارتشيلو ليبي استهلا المشوار بفوز كبير، كان كجرس انذار لباقي المنتخبات، على أبناء العم سام بثلاثة أهداف للثنائي دي روسي: جوزيبي اثنين ودانيلي واحد، مقابل هدف لدونوفان.
لكن السقوط كان مدويا امام فراعنة مصر برأسية لن تنسى من محمد حمص، وتهدم الصرح العظيم على يد السيليساو بثلاثية نظيفة، منها سجل لويس فابيانو هدفين وآخر سجله أندريا دوسينا بالخطأ في شباك العملاق جيانلويجي بوفون.
بخفي حنين ودع الطليان جنوب أفريقيا، في تجربة أنذرت بانهيار هذا الجيل، وبالفعل كان السقوط مدويا على نفس البقعة من القارة السمراء في عرسها المونديالي في العام التالي، إذ خرج حامل اللقب في مفاجأة من العيار الثقيل من الدور الأول متذيلا لمجموعته بعد تعادلين مع باراجواي ونيوزيلاندا وخسارة مهينة امام سلوفاكيا.
وللعلم فإن عددا لا بأس به من اللاعبين الذين عايشوا كارثتي كأس القارات 2009 وكأس العالم 2010 حصل على فرصة لرد الاعتبار بنيل شرف الاستدعاء لنسخة 2013 من البطولة الأولى، مثل بوفون وبيرلو ودي روسي وكيليني وبونوتشي ومادجيو وماركيزيو ومونتوليفو وجيلاردينو والحارس الاحتياطي ماركيتي.
ففي وجود هؤلاء المخضرمين، الذين باتوا عن حق أكثر خبرة وحنكة وبريقا، طعّم برانديللي منتخبه بعناصر شابة متميزة تمثل أمل بلاده في مونديال البرازيل، ويأتي على رأسهم ماريو بالوتيللي وستيفان الشعراوي وجيوفينكو ودي تشيليو وكاندريفا، وصهر الكتلتين في بوتقة واحدة سيكشف عن محتواها للجميع امام أبطال القارات.
كان برانديللي قد أثبت المعدن الطيب لإيطاليا في يورو 2012 ببولندا وأوكرانيا في خضم فضيحة جديدة للتلاعب في نتائج المباريات المحلية، فنجح في تقديم عروض قوية وبلغ النهائي الذي خسره امام إسبانيا الاستثنائية برباعية، رغم أن السواد الأعظم من الخبراء والمشجعين كان يتوقع خروجا مبكرا جديدا للمنتخب الأزرق.
وخلت القائمة التي أعلنها برانديللي من أي لاعب ينتمي لفريق إنتر ميلانو، بعد الموسم المخيب الذي خرج منه خالي الوفاض، بل وفشل في ضمان أي بطاقة أوروبية.
ستخوض إيطاليا غمار كأس القارات بصدام كلاسيكي مع البرازيل، صاحبة الضيافة، بجانب ملاقاة اليابان والمكسيك، وتبدو فرصها كبيرة في التأهل للمربع الذهبي ما لم تحدث مفاجأة.
سيعتمد الأتزوري في المقام الأول على صلادته الدفاعية المعهودة، والتناغم الواضح بين ثلاثي يوفنتوس، بطل الكالتشو الموسمين الماضيين، كيليني وبونوتشي وبارزالي، فضلا عن موهبة زميلهم المخضرم بيرلو، الذي يزداد توهجا مع مرور السنين، في صناعة الالعاب بمعاونة مونتوليفو وتنفيذ الكرات الثابتة، فيما سيكون العبء الهجومي التهديفي ملقى على كاهل ثنائي ميلان المتألق هذا الموسم بالوتيللي والشعراوي.
فهل تنجح إيطاليا في معادلة انجازي البرازيل وفرنسا، بالتتويج بثلاثية المونديال والبطولة القارية وكأس القارات، أم تخفق في مسعاها وتكتفي بالتمثيل المشرف. (إفي)