عمرو فهمي.
القاهرة، 21 أبريل/نيسان (إفي): طوى ريال مدريد موسمين عاشهما دون ألقاب رغم ما توسطهما من إنفاق مالي كبير من قبل رئيس النادي فلورنتينو بيريز، لضم نخبة من أفضل لاعبي العالم، قبل أن يفطن إلى ضرورة وجود ربان ماهر للسفينة اسمه جوزيه مورينيو الذي أمطر النادي الملكي بأول قطرة من غيثه في صورة كأس ملك إسبانيا الغائبة عن خزائن الفريق طيلة 18 عاما.
ولا شك أن قيمة اللقب تزداد حين يأتي على حساب الغريم التقليدي برشلونة (1-0) وهو الفريق الذي وصل إلى مستوى مبهر على الساحتين المحلية والقارية مما ترك انطباعا لدى خصومه بأنه لا يُهزم.
ووضع مورينيو بهذا الفوز حدا لانكسارات ريال مدريد أمام الغريم الكتالوني التي امتدت على مدار ست مواجهات كلها بآخر ثلاثة مواسم بالدوري، حيث خسر الفريق الأبيض منها خمسة وتعادل في الأخيرة (1-1) السبت الماضي.
وكان المدرب البرتغالي على رأس الجهاز الفني في المواجهتين السابقتين، فقبل التعادل مُني بهزيمة ثقيلة في كامب نو معقل برشلونة بخماسية دون رد كانت قيمة فاتورة مصيدة التسلل التي لعب بها، مما خلف وقتها انطباعا لدى أنصار ريال مدريد بأن مورينيو نفسه لا يجدي نفعا مع الغريم الأزلي.
ويحسب لمورينيو أنه في موسمه الأول في إسبانيا استطاع تجاوز هذه الكبوة وقيادة الفريق ذي متوسط الأعمار المنخفض إلى منافسة برشلونة على لقب الدوري، بل والمضي قدما في كأس الملك وكذلك دوري الأبطال الأوروبي حيث كسر عقدة السقوط من دور الستة عشر التي امتدت طيلة ست سنوات.
وتعرض مورينيو في طريقه لتحقيق أول لقب مع ريال مدريد لانتقادات بالغة كان أبرزها من الأسطورة ألفريدو دي ستيفانو الذي لم يتحمل رؤية فريقه ينتهج أسلوبا دفاعيا على ملعبه في كلاسيكو الليجا الأخير.
وبالرغم من ذلك، رد مورينيو على دي ستيفانو بعبارة قصيرة تقول "أنا المدرب" وعكف يحضر للخطة التي يستيطع بها إسقاط برشلونة مهما كان الثمن، لأن الألقاب لا تعترف بالأداء أو نسبة الاستحواذ على الكرة مثلما قال.
وقدم مورينيو في نهائي الكأس تشكيلا غاب عنه أي رأس حربة، وبالرغم من التزام لاعبيه بالدفاع أغلب الفترات إلا أن خطورتهم على المرمى لم تقل عن الخصم حتى نجحوا في خطف الفوز خلال الوقت الإضافي.
ويحسب للمدرب البرتغالي أنه أعاد اكتشاف مواطنه قلب الدفاع بيبي في دور محور الارتكاز بخط الوسط فمثّل حائط صد منيع أمام هجمات برشلونة، كما أدى مهاما هجومية مستغلا إجادته لألعاب الهواء التي حرمه القائم من تحويل إحداها إلى هدف.
وبدا مورينيو بعد اللقاء وكأنه استعاد كامل كبريائه وسحره الخططي، فدعا إلى التركيز على دوري الأبطال الأوروبي حيث تنتظره مواجهة مزدوجة جديدة مع برشلونة في نصف النهائي.
ورفض مورينيو أن يكون الفوز بالكأس المحلية قد منحه هدوءا ما كان ليحصل عليه لو خرج خاسرا، بعكس لاعبيه الذين قالوا إنهم تحرروا بهذا النصر من ضغط عصبي كبير.
وينتظر في المواجهة الأوروبية أن يستفيد ريال مدريد من دفعة معنوية كبيرة بعدما أيقن لاعبوه بقدرتهم على إسقاط برشلونة الذي يواجه أحد احتمالين إما فقدان التوازن أو النهوض لرد الاعتبار وتأكيد أن ما ضاع لم يكن إلا كبوة جواد.
ومن جانبها، تبدو جماهير ريال مدريد متفائلة بمستقبل أفضل مع مورينيو الذي بات بقاؤه مع الفريق السيناريو الأوشك بعد أن قص شريط البطولات.
ويدفع أنصار ريال مدريد للتفاؤل أن مورينيو عمل من قبل في كل من البرتغال وإنجلترا وإيطاليا وأحرز الكأس المحلية في البلدان الثلاثة قبل ان يضيف إليها كأس الملك، وهو السيناريو الذي قد يتكرر مع الدوري المحلي وإن كان في الموسم المقبل على الأرجح في ظل ابتعاد برشلونة بصدارة جدول هذا العام.
يضاف إلى ذلك أن مورينيو سبق وأحرز دوري الأبطال مع كل من بورتو البرتغالي وإنتر ميلان الإيطالي، وبالتالي فإنه يبقى مرشحا لرفع الكأس مجددا مع الريال الذي يتوق للقبه العاشر والأول منذ 2002.
وكان مورينيو قد قال صراحة عند توقيعه لريال مدريد إنه يرغب في أن يكون أول مدرب يحرز دوري الأبطال مع ثلاثة فرق مختلفة، وكذلك أن يكون أول من يجمع بين بطولات الدوري الثلاث الكبرى في إيطاليا وإنجلترا وإسبانيا.
وبالنظر إلى هذه المؤشرات، تنتظر جماهير ريال مدريد أن تكون كأس ملك أول الغيث مع مورينيو الذي عرف كيف يعيد البسمة إليها ويعيد العلاقة مع برشلونة إلى النديّة المتبادلة. (إفي) ش و/ع ن