Investing.com - بعد أن وجه الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" تحذير شديد اللهجة للحكومية التركية، حيث هدد بتدمير تركيا اقتصاديًا إذا قامت بشن هجومًا ضد الأكراد، بعد إنسحاب القوات الأمريكية من سوريا، مطالبًا الأكراد في الوقت نفسه بعدم إستفزاز أنقرة، تراجعت الليرة التركية اليوم أمام الدولار الأمريكي.
وجاءت تغريدة "ترامب" على حسابه على موقع التدوين "تويتر"، بعد أن أعلن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الثلاثاء الماضي، رفضه بقوة للموقف الأمريكي الذي يدعو إلى ضمان حماية القوات الكردية المسلحة في شمال سوريا لدى انسحاب القوات الأمريكية.
وقال "أردوغان" في كلمة ألقاها في أنقرة، إن تصريحات"جون بولتون " مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، غير مقبولة ولا يمكن التساهل معها، وذلك بعد لقاء جمع بين "بولتن" و"إبراهيم كالين" المتحدث باسم الرئاسة التركية في أنقرة، لبحث قرار الانسحاب الأميركي من سوريا، مشيرًا إلى أن "جون" قد ارتكب خطأ فادحًا.
يشار إلى أن الليرة التركية قد تراجعت خلال العام الماضي أمام الدولار الأمريكي، بنسبة بلغت أكثر من 30%، وذلك بسبب الأزمة السياسية بين أنقرة والولايات المتحدة، بسبب رفض الأولى الإفراج عن القس الأمريكي المتهم بالجاسوسية، ولم تتعافي الليرة إلا بعد موافقة الحكومة التركية على الإفراج عن القس.
وتسبب تراجع الليرة في هبوط الاقصاد التركي بشكل حاد، وبدأت تركيا تعاني من أزمات اقتصادية قوية، وشهدت تقلبات حادة، حتى أن بعض الشركات التركية أعلنت إفلاسها، مما دفعها إلى الإستجابة لمطالب الحكومة الأمريكية، بالإفراج عن القس الأمريكي، من أجل الحفاظ على اقتصادها من الانهيار.
وخلال العام الماضي، كانت الليرة التركية إحدى أسوأ العملات أداء في 2018، كما أن معدل التضخم بقى مرتفعًا جدًا، وقد وصل خلال أكتوبر الماضي إلى 25%، وهو أعلى مستوى له منذ 15 عام.
وتشير التوقعات إلى دخول الاقتصاد التركي في حالة من الركود والضعف خلال العام الجاري، إذ تتوقع وكالة "موديز" العالمية انكماشًا نسبته 2%، ومن المحتمل أن تزداد هذه النسبة إذا تفاقمت الأزمة السياسية بين أنقرة وواشنطن.