القدس، 21 أغسطس/آب (إفي): أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية ضرورة مواصلة الاتصالات الجارية حاليا "لتبديد التوتر" وتعزيز التعاون الامني على الحدود بين مصر وإسرائيل، بحسب ما نقلته اليوم صحيفة (هآرتس).
وذكرت الصحيفة العبرية اليوم أن شالوم كوهين، مسئول ملف العلاقات الخارجية، اجتمع الليلة الماضية مع مسئولين فى وزارة الخارجية المصرية لبحث ازمة العلاقات بين البلدين على خلفية مقتل جنود مصريين على ايدى قوات إسرائيلية.
غير أنه (كوهين) لم يتحمل، وفقا للصحيفة، مسئولية مقتل الجنود المصريين، لكنه أكد أن "إسرائيل ستجرى تحقيقا مشتركا حول ملابسات الحادث مع حكومة القاهرة".
وكانت (بوابة الأهرام) الإلكترونية قد أوردت السبت نبأ عن وصول كوهين سفير إسرائيل السابق لدى مصر بصحبة السفير الحالي إسحاق ليفانون، إلى القاهرة "لمساعدته في مواجهة تداعيات الوضع بين البلدين".
ولفتت إلى أن السفيرين وصلا على طائرة (اير سيناء) حيث رفضت مصر دخولهما صالة كبار الزوار كما تعودا قبل أحداث سيناء في أول رد فعل غاضب على الأحداث الأخيرة"، فيما لم تؤكد مصادر رسمية النبأ.
يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه صحيفة (المصري اليوم) المصرية المستقلة، أن وفدا إسرائيليا (لم تشر إلى كنيته أو عدده) وصل اليوم على متن طائرة خاصة تحمل علم بلادها قادمة من تل أبيب في "مهمة عمل قصيرة"، في إطار بحث الأزمة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية مسئولة في مطار القاهرة، قولها بإن وصول الوفد "أحيط بسرية تامة من جانب جهار الأمن القومي (الاستخبارات) حيث "تم السماح بدخول أربع سيارات إلى أرض المهبط لنقل الوفد من أسفل الطائرة إلى خارج المطار دون مروره على الجوازات التي لم تخطر حتى بعد دخوله بصور من جوازات سفرهم".
وكشفت المصادر أن "مأموريات العمل التي تتم بين الجانبين تتولى أجهزة الأمن القومي استقبالها داخل المطار دون الرجوع إلى الأجهزة الشرطية، كالجوازات والأمن الوطني والأمن العام".
يشار إلى أن مصر حملت الجانب الإسرائيلي "المسئولية السياسية والقانونية المترتبة على الحادث"، واعتبرته "خرقا" لبنود اتفاقية السلام (كامب ديفيد) الموقعة بين الجانبين عام 1979 ، بعدما تقدمت باحتجاج رسمي على خلفية أحداث الخميس التي وقعت على الحدود.
وكان ضابط مصري وأربع جنود آخرين، قد لقوا مصرعهم برصاص الجيش الإسرائيلي على الحدود المشتركة أثناء تعقب منفذي هجوم وقع بمدينة إيلات، الأمر الذي دعا القاهرة السبت لمطالبة تل أبيب بـ"إفادتها بنتائج التحقيقات وإيضا بتقديم اعتذار رسمي".
وشنت إسرائيل سلسلة من الغارات على قطاع غزة خلفت 15 قتيلا و44 جريحا، في إطار ردها على الهجوم الذي استهدف الخميس حافلة في إيلات قرب الحدود المصرية، وأسفر عن مقتل ثمانية إسرائيليين، بالإضافة إلى سبعة من منفذي الهجوم.
يشار إلى أن مئات المصريين يواصلون اعتصامهم أمام سفارة إسرائيل لليوم الثالث على التوالي، مطالبين بطرد السفير من مصر وغلق السفارة ووقف تطبيع العلاقات بين الجانبين.
وقد تمكن أحد الشباب فجر اليوم، من إنزال العلم الإسرائيلي من فوق سفارة إسرائيل، التي تقع على كورنيش النيل بالجيزة، ووضع علم مصر ليرفرف مكانه، وسط فرحة عارمة من المتظاهرين الذين هتفوا "تحيا مصر" وأطلقوا الألعاب النارية في سماء القاهرة، رغم وجود المدرعات والقوات الأمنية الكثيفة المكلفة بتأمين وحماية السفارة.(إفي)