من جيسيكا دوناتي
كابول (رويترز) - قالت منظمة العفو الدولية يوم الاثنين إن القوات الأمريكية التي أقدمت على تعذيب أو قتل المدنيين في أفغانستان لم تطبق عليها العدالة بسبب قصور في النظام القضائي العسكري الأمريكي.
وقالت منظمة العفو في تقرير نشرته في العاصمة الأفغانية كابول إن 1800 مدني أفغاني على الأقل قتلوا بين عامي 2009 و2013 على يد قوات الائتلاف العسكري الغربي في العاصمة الأفغانية ولكن ست حالات فقط ضد جنود أمريكيين وصلت إلى المحاكمة خلال هذه الفترة.
وحضر عدد من العائلات التي تطالب الحكومة الامريكية بتطبيق العدالة على قواتها إلى مؤتمر في كابول ليدلوا بشهادات مأساوية عن خسارة أفراد من عائلتهم أو خضوعهم للتعذيب بينهم امرأتان منتقبتان بعد نجاتهما من غارة أمريكية.
وقال ريتشارد بينيت مدير قسم آسيا والمحيط الهادي في المنظمة في بيان حث فيه الأمريكيين على الإصلاح إن "النظام القضائي في المؤسسة العسكرية الأمريكية يمتنع دوما تقريبا عن محاسبة جنوده على أعمال القتل خارج نطاق القانون وغيرها من المخالفات."
وأضاف بينيت "قتل آلاف الأفغانيين أو جرحوا على يد القوات الأمريكية منذ الاجتياح ولكن لدى الضحايا وعائلاتهم فرصا قليلة للتعويض."
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن جنودها يبذلون أقصى جهودهم لتجنب ايقاع ضحايا بين المدنيين مشيرة إلى أنها أخذت جميع التقارير عن وقوع قتلى أو جرحى خلال العمليات العسكرية بجدية.
وقالت المتحدثة الكوماندر البحري إيمي ديريك-فروست إن "الولايات المتحدة حققت مع الأفراد العسكريين والمدنيين في الجيش الأمريكي بينهم المتعاقدون بشأن الخسائر في صفوف المدنيين التي يزعم أنها لم تقع نتيجة عمليات عسكرية مشروعة."
وتحدث الضحايا في المؤتمر عن مشاهداتهم لأفراد من عائلتهم وهم يقتلون في غارات ليلية أو عن تعرضهم للتعذيب على يد الجنود الأمريكيين.
واستعاد محمد صابر -وهو أحد سكان إقليم بكتيا- أحداث اليوم الذي اعتقلته فيها القوات الأمريكية مع ثلاثة آخرين في مداهمة على منزله بعد حفلة كانوا يحضرونها.
وقتلت في المكان زوجة صابر وشقيقته وابنة شقيقته في حين ترك شقيقه وابن اخيه ليموتوا جراء جراحهم فيما اعتقل هو مع ثلاثة رجال آخرين ليخضعوا للتحقيق.
وقال صابر وهو يغالب دموعه "علينا ألا نسمح لهذا الأمر بأن يمر من دون تبرير ويجب أن يعاقب الذين قتلوا عائلتي. إن الأمريكيين يصفون طالبان بأنهم إرهابيون ولكنهم هم أنفسهم الإرهابيون لأنهم كانوا يداهمون المنازل ويرتكبون الفظائع."
وسيغادر معظم الجنود الأمريكيين مع جنود الائتلاف الغربي أفغانستان نهائيا بنهاية العام الحالي.
وقال بينيت "يبدو أن الأدلة على ارتكاب جرائم حرب محتملة وأعمال قتل لا يبيحها القانون تم تجاهلها" مضيفا أن المحاكم العسكرية الأمريكية كانت تبدو منحازة إلى جانب الجنود الأمريكيين ونادرا ما استدعت الأفغانيين للشهادة عندما كانت القضايا تصل إلى حد الادعاء.
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)