من ديفيد شيبارد وأحمد رشيد وتيموثي جاردنر
لندن/بغداد/واشنطن (رويترز) - أظهرت بيانات من أقمار صناعية تتبع تحركات السفن أن ناقلة تحمل نفطا خاما من إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق على مقربة يوم واحد فقط من الوصول إلى ميناء في الولايات المتحدة رغم القلق الذي تبديه واشنطن منذ فترة طويلة بسبب مبيعات النفط المستقلة من الإقليم.
وأظهرت بيانات خدمة رويترز لتتبع السفن أن الناقلة يونايتد كالافرفتا التي غادرت ميناء جيهان التركي في يونيو حزيران محملة بنفط من خط الأنابيب الكردي الجديد من المنتظر أن ترسو في جالفستون بتكساس يوم السبت.
وإذا تم بيع خام كردي لمصفاة في الولايات المتحدة فإنه سيثير غضب بغداد التي ترى أن مثل تلك الصفقات تعد تهريبا وأيضا تساؤلات بشان التزام واشنطن بمنع مبيعات النفط من إقليم كردستان.
وأبدت واشنطن مخاوف من أن مبيعات النفط المستقلة من كردستان قد تساهم في تفتيت العراق حيث تواجه الحكومة في بغداد صعوبات في احتواء المسلحين من الإسلاميين السنة الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد لكنها تشعر أيضا باستياء متزايد من طريقة تعامل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الأزمة.
وتضغط واشنطن على شركات وحكومات للامتناع عن شراء النفط من حكومة إقليم كردستان لكنها لم تمنع الشركات الأمريكية صراحة من شرائه.
وجددت حكومة كردستان مطالبها لإنشاء دولة مستقلة وسط أعمال العنف الدائرة في العراق. وتدهورت علاقاتها مع بغداد جراء ما تراه من دور للمالكي في إذكاء الأزمة إضافة إلى النزاع طويل الأمد بشأن مبيعات النفط.
وقال كارلوس باسكوال رئيس مكتب الطاقة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز يوم الخميس إنه لا تغير في سياسة واشنطن تجاه مبيعات النفط الكردية المستقلة لكنه أبدى أمله في أن تتوصل الحكومة المركزية والإفليم إلى إتفاق في الوقت المناسب.
وهددت بغداد بمقاضاة أي مشتر لنفط كردستان.
وقال باسكوال بعد نقاش في مؤسسة كارنيجي "جعلنا الناس يدركون أن أي مشتريات تنطوي على مخاطر وأبلغناهم مرارا بذلك."
وقال في كلمة ألقاها "في مرحلة ما يجب أن تتوصل بغداد وأربيل إلى تفاهم بشأن كيفية إسهام تطوير تلك الموارد وتصديرها في تنمية العراق بشكل عام."
وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق فإن هناك مخاطر بأن يصبح الصراع بين الطرفين "أكثر حدة".
ولم تتمكن مصادر تجارية في تكساس ونيويورك ولندن وجنيف من تحديد هوية مشتري الشحنة التي تنقلها يونايتد كالافرفتا.
ويوم الجمعة أظهرت خدمة تتبع السفن التابعة لرويترز أن السفينة تتجه صوب الشمال الغربي في خليج المكسيك. وعادت إشارات خدمة تتبع السفن إلى الظهور بعد اختفائها فترة قصيرة حينما كانت تبحر حول شبه جزيرة فلوريدا.
وتحمل السفينة قرابة مليون برميل من الخام قد تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليون دولار بالأسعار العالمية.
ومع ذلك فمن المحتمل أن تغير السفينة مسارها وتتجه بعيدا عن الولايات المتحدة إلى المكسيك أو بلد آخر في أمريكا الوسطى أو الجنوبية.
ويوم الخميس قال مسؤول في مؤسسة تسويق النفط الحكومية في العراق (سومو) ان المؤسسة ستقاضي أي شركة تشتري النفط الكردي وتضعها في القائمة السوداء لحرمانها من أي صفقات كبيرة لتصدير الخام.
وقال المسؤول لرويترز "تحتفظ الحكومة العراقية بالحق في م
من ديفيد شيبارد وأحمد رشيد وتيموثي جاردنر
لندن/بغداد/واشنطن (رويترز) - أظهرت بيانات من أقمار صناعية تتبع تحركات السفن أن ناقلة تحمل نفطا خاما من إقليم كردستان شبه المستقل في شمال العراق على مقربة يوم واحد فقط من الوصول إلى ميناء في الولايات المتحدة رغم القلق الذي تبديه واشنطن منذ فترة طويلة بسبب مبيعات النفط المستقلة من الإقليم.
وأظهرت بيانات خدمة رويترز لتتبع السفن أن الناقلة يونايتد كالافرفتا التي غادرت ميناء جيهان التركي في يونيو حزيران محملة بنفط من خط الأنابيب الكردي الجديد من المنتظر أن ترسو في جالفستون بتكساس يوم السبت.
وإذا تم بيع خام كردي لمصفاة في الولايات المتحدة فإنه سيثير غضب بغداد التي ترى أن مثل تلك الصفقات تعد تهريبا وأيضا تساؤلات بشان التزام واشنطن بمنع مبيعات النفط من إقليم كردستان.
وأبدت واشنطن مخاوف من أن مبيعات النفط المستقلة من كردستان قد تساهم في تفتيت العراق حيث تواجه الحكومة في بغداد صعوبات في احتواء المسلحين من الإسلاميين السنة الذين سيطروا على مناطق واسعة من البلاد لكنها تشعر أيضا باستياء متزايد من طريقة تعامل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الأزمة.
وتضغط واشنطن على شركات وحكومات للامتناع عن شراء النفط من حكومة إقليم كردستان لكنها لم تمنع الشركات الأمريكية صراحة من شرائه.
وجددت حكومة كردستان مطالبها لإنشاء دولة مستقلة وسط أعمال العنف الدائرة في العراق. وتدهورت علاقاتها مع بغداد جراء ما تراه من دور للمالكي في إذكاء الأزمة إضافة إلى النزاع طويل الأمد بشأن مبيعات النفط.
وقال كارلوس باسكوال رئيس مكتب الطاقة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية لرويترز يوم الخميس إنه لا تغير في سياسة واشنطن تجاه مبيعات النفط الكردية المستقلة لكنه أبدى أمله في أن تتوصل الحكومة المركزية والإفليم إلى إتفاق في الوقت المناسب.
وهددت بغداد بمقاضاة أي مشتر لنفط كردستان.
وقال باسكوال بعد نقاش في مؤسسة كارنيجي "جعلنا الناس يدركون أن أي مشتريات تنطوي على مخاطر وأبلغناهم مرارا بذلك."
وقال في كلمة ألقاها "في مرحلة ما يجب أن تتوصل بغداد وأربيل إلى تفاهم بشأن كيفية إسهام تطوير تلك الموارد وتصديرها في تنمية العراق بشكل عام."
وأضاف أنه إذا لم يتم التوصل إلى إتفاق فإن هناك مخاطر بأن يصبح الصراع بين الطرفين "أكثر حدة".
ولم تتمكن مصادر تجارية في تكساس ونيويورك ولندن وجنيف من تحديد هوية مشتري الشحنة التي تنقلها يونايتد كالافرفتا.
ويوم الجمعة أظهرت خدمة تتبع السفن التابعة لرويترز أن السفينة تتجه صوب الشمال الغربي في خليج المكسيك. وعادت إشارات خدمة تتبع السفن إلى الظهور بعد اختفائها فترة قصيرة حينما كانت تبحر حول شبه جزيرة فلوريدا.
وتحمل السفينة قرابة مليون برميل من الخام قد تصل قيمتها إلى أكثر من 100 مليون دولار بالأسعار العالمية.
ومع ذلك فمن المحتمل أن تغير السفينة مسارها وتتجه بعيدا عن الولايات المتحدة إلى المكسيك أو بلد آخر في أمريكا الوسطى أو الجنوبية.
ويوم الخميس قال مسؤول في مؤسسة تسويق النفط الحكومية في العراق (سومو) ان المؤسسة ستقاضي أي شركة تشتري النفط الكردي وتضعها في القائمة السوداء لحرمانها من أي صفقات كبيرة لتصدير الخام.
وقال المسؤول لرويترز "تحتفظ الحكومة العراقية بالحق في مقاضاة أي شركة أو مصفاة أو تاجر يشتري الخام العراقي الذي تعرضه حكومة كردستان بشكل مخالف للقانون."
وأضاف قوله "ويراقب فريقنا القانوني الأجنبي عن كثب تحركات السفينة ويستعد لاستهداف أي مشتر محتمل بصرف النظر عن جنسيته."
وكانت اول ناقلة تحمل خاما من خط الأنابيب الكردي أبحرت من جيهان في مايو آيار الماضي. وأبحرت ثلاث ناقلات أخرى منذ ذلك الحين وتم تسليم واحدة من الشحنات الأربع حتى الآن الى ميناء إسرائيلي بعد نقلها من سفينة إلى اخرى.
وترفض حكومة كردستان حتى الآن التعقيب على أي مبيعات لشحنات تنقلها ناقلات سوى نفي أنها باعت إسرائيل نفطا. ولم يمكن يوم الخميس الوصول إلى متحدث باسم وزارة الموارد الطبيعية لسؤاله التعقيب.
ولم تحظر الولايات المتحدة رسميا شراء النفط الخام الكردي لكنها في الأشهر الأخيرة ضغطت على الشركات في الداخل والخارج لكي لا تشتري الخام العراقي من خارج منظومة مبيعات النفط المركزية لبغداد.
وكانت كردستان العراق بدأت بيع نفطها بمعزل عن الحكومة المركزية في عام 2012 إذ قامت بادئ الأمر بنقل كميات صغيرة من المتكثفات بالشاحنات عبر تركيا ثم نوعين من النفط الخام.
وذهبت إلى الولايات المتحدة بالفعل ناقلة واحدة على الأقل تحمل الخام الكردي الذي تم نقله بالشاحنات الى تركيا قبل تصديره لكن بغداد زادت معارضتها للمبيعات الكردية منذ بدء تشغيل خط انابيب كردستان إلى تركيا في يناير كانون الثاني. ويزعم الجانبان كلاهما ان الدستور العراقي يقف في صفه.
(إعداد محمد عبد العال للنشرة العربية)