من توم فين
الدوحة (رويترز) - وقعت الولايات المتحدة وقطر يوم الثلاثاء اتفاقا لمكافحة تمويل الإرهاب في الوقت الذي زار فيه وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الدوحة سعيا لإنهاء خلاف بدأ قبل نحو شهر بين الدول العربية المتحالفة مع الغرب.
وفرضت السعودية والبحرين والإمارات ومصر عقوبات الشهر الماضي على قطر متهمة إياها بتمويل جماعات متطرفة والتحالف مع إيران العدو اللدود لدول الخليج. وتنفي قطر هذه الاتهامات.
وقال تيلرسون إن الاتفاق الذي تم توقيعه مع نظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كان قيد النقاش منذ شهور.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الشيخ محمد "الاتفاق الذي وقعناه نيابة عن حكومتينا يجسد أسابيع من المناقشات المكثفة بين الخبراء ويعزز روح قمة الرياض".
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى مع زعماء دول عربية خلال زيارة للسعودية في مايو أيار.
وقال تيلرسون "توضح المذكرة سلسلة خطوات ستتخذها كل دولة في الشهور والسنوات القادمة لقطع وتعطيل تدفقات التمويل للإرهاب ولتكثيف أنشطة مكافحة الإرهاب عالميا".
وقالت الدول الأربع في بيان يوم الثلاثاء إن عقوباتها على الدوحة ستظل قائمة إلى أن تلبي مطالبها وإنها ستواصل مراقبة جهود قطر في مكافحة تمويل الإرهاب.
وفي بيان مشترك نشرته وسائل الإعلام الرسمية قالت السعودية والإمارات والبحرين ومصر إنها تقدر جهود الولايات المتحدة في محاربة الإرهاب لكنها ستراقب عن كثب سلوك قطر.
وقال الشيخ محمد إن الاتفاق ليس له صلة بالأزمة مع الدول العربية الأربعة وهي الأزمة التي تخشى الولايات المتحدة أن تؤثر على عملياتها العسكرية وفي مكافحة الإرهاب وتزايد نفوذ إيران في المنطقة.
وبعثت طهران إمدادات غذائية لقطر وتسمح لشركة الطيران القطرية باستخدام أجوائها.
وتنفي قطر دعم جماعات متشددة وتقول إن المقاطعة جزء من حملة تهدف لتقييد سياستها الخارجية المستقلة.
وقال الشيخ محمد في المؤتمر الصحفي "اليوم دولة قطر هي أول من يوقع على برنامج تنفيذي مع الولايات المتحدة لمكافحة تمويل الإرهاب".
وقال تيلرسون إن الاتفاق يتضمن معايير محددة لضمان محاسبة البلدين على تنفيذ التزاماتهما.
وأضاف "ستعمل الولايات المتحدة وقطر معا لتعقب مصادر التمويل وسوف تعززان التعاون وتبادل المعلومات وتبذلان مزيدا من الجهد للحفاظ على ... سلامة المنطقة".
وقالت مصر لاحقا في اجتماع في واشنطن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية إن التحالف يجب ألا يضم دولا تدعم الإرهاب مثل قطر.
وقال مسؤول أمريكي مطلع على المشاورات خلال الاجتماع إن "دول مجموعة العمل الأخرى رفضت المطلب المصري".
وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الإرهاب مشكلة عالمية تستلزم ردا عالميا - وجميعنا لدينا عمل ينبغي إنجازه".
* الدبلوماسية
وسافر تيلرسون برفقة وسطاء كويتيين إلى الدوحة يوم الثلاثاء لإجراء محادثات مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن الأزمة. وقال وزير الخارجية الأمريكي إنه سيسافر إلى السعودية لإجراء محادثات مع مسؤولين من الدول العربية الأربع.
والتقى تيلرسون ومستشار الأمن القومي البريطاني مارك سيدويل يوم الاثنين مع مسؤولين من الكويت التي تقوم بجهود وساطة لاحتواء الخلاف بين الدول الحليفة للغرب.
وذكرت وكالة الأنباء الكويتية أن الولايات المتحدة وبريطانيا والكويت حثت جميع الأطراف عقب هذه المباحثات على حل الخلاف بينها سريعا عن طريق الحوار.
وقالت الوكالة إن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عبر يوم الثلاثاء عن "شعوره بالمرارة" إزاء ما وصفه بالتطورات التي لم يسبق لها مثيل في منطقة الخليج لكنه قال إنه يعتزم المضي قدما في جهود الوساطة.
وسيلتقي وزراء خارجية الدول العربية الأربع التي تقود مقاطعة قطر مع تيلرسون في مدينة جدة السعودية يوم الأربعاء.
وتستضيف قطر قاعدة العديد الجوية، أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، والتي تنفذ منها الطائرات التابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة طلعات ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق.
وعبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن دعمه للسعودية في النزاع.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)