من إيجي توكساباي وروشان نورشاييفا
أنقرة/آستانة (رويترز) - أعلنت روسيا وإيران وتركيا يوم الجمعة أنها سترسل مراقبين حول منطقة عدم تصعيد بإدلب بشمال سوريا والتي يسيطر إسلاميون متشددون على معظمها.
تأتي الخطوة في إطار خطة أوسع تقيم بمقتضاها موسكو وطهران وأنقرة أربع مناطق مماثلة في أجزاء مختلفة من سوريا وهي فكرة وصفها منتقدون بأنها تقسيم فعلي للدولة التي مزقتها الحرب.
وأشادت الدول الثلاث بالاتفاق بوصفه انفراجة بعد أشهر من المحادثات لكنها لم تقدم إلا القليل من التفاصيل وقالت إن بعض الأمور مازالت تحتاج إلى حل.
ونفت الدول اتهامات بالسعي لتقسيم البلاد وقالت إن المناطق التي يخططون لنشر قوات فيها مؤقتة رغم أن تواجدها قد يمتد بعد فترة الستة شهور المتفق عليها.
وقالت بثينة شعبان وهي مستشارة للرئيس السوري بشار الأسد إن محاولات لتقسيم سوريا فشلت وكررت تعهد الحكومة باستعادة السيطرة على البلاد بأسرها بما يشمل إدلب ومناطق أخرى.
وذكرت الخارجية التركية ودبلوماسيون روس وإيرانيون حضروا محادثات ثلاثية في قازاخستان يوم الجمعة أن المراقبين من الدول الثلاث سينتشرون في "المناطق الآمنة" التي تشكل حدود منطقة عدم التصعيد في إدلب.
وقالت الخارجية في بيان إن مهمة المراقبين هي منع وقوع اشتباكات بين "قوات النظام (السوري) والمعارضة أو أي انتهاك للهدنة".
وقال المفاوض الروسي ألكسندر لافرنتييف يوم الجمعة إن كلا من روسيا وإيران وتركيا سترسل نحو 500 مراقب إلى إدلب وإن المراقبين الروس سيكونون من الشرطة العسكرية.
ويخضع معظم محافظة إدلب، الواقعة في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا، لسيطرة تحالف من فصائل المعارضة تقوده جبهة النصرة الجناح السابق لتنظيم القاعدة.
وأبدى محلل تشككه في فاعلية الاتفاق.
وقال أرون لوند المتخصص في الشأن السوري وزميل مؤسسة (سينشري فاونديشن) البحثية "لست واثقا مما يعنيه هذا الاتفاق عمليا أو كيف سيتم تطبيقه على الأرض".
وأضاف "العقبة الواضحة هي حقيقة أن أغلب إدلب خاضع لسيطرة تحرير الشام التي تعتبر دوليا جماعة إرهابية".
* الشيطان في التفاصيل
يشكل إبرام تركيا لاتفاق مع روسيا وإيران حليفتي الأسد نقلة في سياسة أنقرة حيال سوريا إذ تدعم عددا من جماعات المعارضة المسلحة وأثارت نقاط اعتراض على مقترحات روسيا وإيران في اجتماع سابق في يوليو تموز.
لكن تفاصيل الخطة لم تتضح إذ لم تعلن الدول الثلاث عن أي وثائق من التي تم الاتفاق عليها يوم الجمعة بخلاف البيان المشترك.
وقال المفاوض الروسي لافرنتييف للصحفيين إن المناطق التي سينتشر فيها المراقبون لم تتحدد بعد.
وقال يزيد صايغ وهو باحث رئيسي في مركز كارنيجي للشرق الأوسط إن الاتفاق قد يمهد الطريق لشن هجوم على هيئة تحرير الشام.
وقال "تشير دعوات لتشكيل ’جيش معارضة موحد’ في شمال غرب البلاد تحت رعاية جماعات مقربة من الإخوان المسلمين إلى أن تركيا تعد قوة بالوكالة للتحرك ضد هيئة تحرير الشام في حلب وإدلب في الغرب. كما حدث في الباب وجرابلس... الوحدات التركية ستساند قوات المعارضة من خلف الكواليس".
وقال دبلوماسي غربي "لم يتضح بعد ماذا ستكون النتيجة النهائية... كمية المشكلات التي ستكشفها التفاصيل ليست معروفة بعد".
وقال لافرنتييف إن الدول الثلاث بدأت في الوقت نفسه بحث تشكيل لجان مصالحة وطنية في سوريا وستواصل هذه المناقشات خلال الاجتماع المقبل في أواخر أكتوبر تشرين الأول.
كانت الأمم المتحدة التي تستضيف محادثات سلام سورية منفصلة في جنيف قد حثت المشاركين في آستانة على التركيز على تثبيت وقف إطلاق النار وتحاشي الخوض في الأمور السياسية.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)