من بن بلانشارد
بكين (رويترز) - رفعت الصين يوم الأحد قيد الفترتين الساري على رئاسة البلاد بتعديل دستوري يمنح الرئيس شي جين بينغ حق البقاء في منصبه لأجل غير مسمى ويؤكد وضعه كأقوى زعيم للبلاد منذ وفاة ماو تسي تونج قبل أكثر من 40 عاما.
وأعلن الحزب الشيوعي الحاكم اقتراح تعديل الدستور الشهر الماضي فقط ولم يكن هناك أدنى شك في إقرار التعديل في ظل هيمنة النواب الموالين للحزب على البرلمان.
وتشمل التعديلات أيضا تضمين نظرية شي السياسية في الدستور بعد إضافتها لميثاق الحزب في أكتوبر تشرين الأول الماضي في نهاية مؤتمر الحزب وهو أمر لم يحدث لزعيم صيني آخر أثناء وجوده في السلطة منذ ماو.
كما اشتملت على إدراج بنود تمنح إطارا قانونيا لإدارة جديدة عليا لمكافحة الفساد.
وجاء إقرار التعديل في تصويت جرى في قاعة الشعب الكبرى وشهد اعتراض نائبين فقط وامتناع ثلاثة من بين قرابة ثلاثة آلاف مندوب.
وتم إخراج الصحفيين من القاعة الرئيسية عندما بدأ أعضاء البرلمان ملء بطاقات التصويت لكن سمح بعودتهم لمشاهدة الأعضاء وهم يضعون البطاقات في الصناديق واحدا تلو الآخر.
وضجت القاعة بتصفيق حاد عند إعلان نتيجة التصويت.
وكان شي (64 عاما) قد سارع لإحكام قبضته على السلطة بعد أن تولى منصب زعيم الحزب في أواخر عام 2012 ولم تكن خطوة رفع قيد الفترتين مفاجئة.
وأثناء الفترة التي سبقت التصويت هاجم منتقدون على وسائل التواصل الاجتماعي في الصين هذه الخطوة وشبهوها بما يحدث في كوريا الشمالية وأشاروا إلى تكرار عبادة الشخصية على غرار ما حدث في عهد ماو تسي تونج.
غير أن الحكومة سارعت إلى شن حملة دعاية ومنعت بعض التعليقات ونشرت مقالات تشيد بالاقتراح.
وقال موالون للحزب حضروا الجلسة السنوية للبرلمان إن القرار يحظى بتأييد عامة المواطنين وأكدوا أن الصين محظوظة بأن لها قائدا مثل شي.
غير أن عددا من أعضاء البرلمان شعروا بحساسية شديدة عندما سئلوا عن بقاء شي في منصبه إلى أجل غير مسمى فتحاشوا الإجابة وهرولوا مبتعدين.
وقالت سيدة من الأعضاء وهي تضحك بعصبية وتمتنع عن ذكر اسمها "لا يمكنك أن تسألني هذا السؤال".
وفي خطوة أخرى تبين قوة وضع شي من الممكن أن يتم يوم السبت انتخاب حليفه الرئيسي وانغ تشي شان، الذي سبق أن كشف قضايا فساد كبرى، نائبا لرئيس البلاد بعد تنحيه عن عضوية اللجنة الدائمة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
وقد رفع التعديل الدستوري قيد الفترتين عن منصب نائب الرئيس.
وبدأ شي فترة ثانية مدتها خمس سنوات في رئاسة الحزب في أكتوبر تشرين الأول ومن المتوقع أن يعينه البرلمان رسميا رئيسا للبلاد لفترة ثانية في نهاية الأسبوع.
وقام الرئيس السابق دنغ شياو بنغ بوضع قيد الفترتين الرئاسيتين في الدستور الصيني عام 1982 بعد وفاة ماو تسي تونج، إدراكا منه أخطار حكم الرجل الواحد وعبادة الشخصية وتبنى مبدأ القيادة الجماعية.
(إعداد منير البويطي للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)