من إلن فرنسيس وإيجي توكساباي
بيروت/أنقرة (رويترز) - توعدت تركيا يوم الأربعاء قوات موالية للحكومة السورية "بعواقب وخيمة" لدخولها منطقة عفرين لمساعدة مقاتلين أكراد على صد هجوم تركي.
ويفتح هذا الباب أمام المزيد من التصعيد في الجبهة الشمالية في الصراع حيث يوجد الجيش السوري ومقاتلون مدعومون من إيران متحالفون معه وقوات كردية وفصائل معارضة مسلحة سورية وقوات تركية وقوات روسية وقوات أمريكية.
وقالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إن طائرات تركية قصفت بلدة في عفرين يوم الأربعاء فيما تواصل أنقرة هجومها الذي بدأته قبل نحو شهر. وبدأت تركيا الهجوم البري والجوي لطرد الوحدات التي تعتبرها تهديدا أمنيا على حدودها.
ويوم الثلاثاء دخلت قوات تساند الرئيس السوري بشار الأسد منطقة عفرين بدعوة من الأكراد للمساعدة في التصدي للهجوم التركي وحاولت أنقرة وحلفاؤها إجبارها على التراجع باستخدام نيران المدفعية.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن القوات الموالية للأسد تراجعت مضيفا "ستكون هناك بالتأكيد عواقب وخيمة لأي خطوة للنظام أو لعناصر أخرى في هذا الاتجاه".
لكن مسؤولا في وحدات حماية الشعب وقائدا عسكريا مواليا للأسد نفيا بيانات تركية مماثلة ليل الثلاثاء.
وقال قائد في التحالف العسكري المؤيد للأسد لرويترز إن القوات في عفرين ردت بقصف مقاتلي المعارضة الذين يقاتلون إلى جانب تركيا.
ومن شأن فتح جبهة جديدة في الصراع، بمواجهة مباشرة بين الجيش التركي وحلفائه من جهة والقوات الموالية للأسد من جهة أخرى، زيادة تعقيد شبكة التحالفات والمنافسة الموجودة بالفعل في شمال سوريا.
* تدخل روسي
وصف إردوغان المقاتلين الموالين للحكومة السورية القادمين لمساعدة وحدات حماية الشعب بأنهم فصائل شيعية تتحرك بشكل مستقل وهددهم بدفع ثمن باهظ.
وقال كالين المتحدث باسمه يوم الأربعاء "أي تحرك هناك بهدف... دعم منظمة وحدات حماية الشعب الإرهابية سيعني أنهم... سيصبحون أهدافا مشروعة لنا". وأضاف أن تركيا لا تجري محادثات مباشرة مع الحكومة السورية لكن يتم نقل رسائلها بشكل غير مباشر إلى دمشق.
وذكرت وحدات حماية الشعب أن القوات التي وصلت، والتي تتضمن مقاتلين متحالفين مع الأسد وليس جنود الجيش السوري، ستنتشر قرب الحدود التركية.
وقبل دخولها قال إردوغان إنه حصل على دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنع نشر قوات الحكومة السورية في عفرين. وقال القيادي المؤيد للأسد إن روسيا تدخلت "لتأخير دخول" قوات الجيش السوري، ومن ثم ذهبت "القوات الشعبية" الحليفة بأسلحة ثقيلة بدلا منها.
وقال مسؤولون أكراد سوريون إن موسكو سعت لمنع اتفاق بين القوات الكردية وحكومة دمشق لنشر جنود الجيش في عفرين. وقالوا إن موسكو تريد تأمين مصالحها في سوريا والحفاظ على النفوذ لدى أنقرة لتعزيز طموحاتها الأوسع في التوسط لتسوية الصراع.
ودعمت تركيا وروسيا أطرافا متحاربة خلال الحرب المستمرة منذ نحو سبع سنوات، إذ كانت موسكو أقرب حليف للأسد بينما كانت أنقرة أحد الداعمين الرئيسيين لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به.
لكن أنقرة غيرت سياستها في سوريا، سعيا لإصلاح العلاقات مع روسيا، وحولت جهودها نحو محاربة ما تعتبره تهديدا متزايدا من المقاتلين الأكراد في سوريا.
ودعمت تركيا في الأشهر الأخيرة المساعي الدبلوماسية لروسيا التي ساعدت قواتها الجوية حكومة الأسد على استعادة معظم المدن الكبرى من مقاتلي المعارضة والمتشددين منذ عام 2015.
وقالت أنقرة الشهر الماضي إنها سعت لنيل موافقة موسكو قبل هجوم عفرين.
وقال السياسية الكردية فوزة يوسف إن الروس هم الذين حددوا قواعد اللعبة.
وأضافت يوسف وهي عضو بارزة في السلطة التي تتمتع بحكم ذاتي ويقودها الأكراد في شمال سوريا إن الروس يلعبون بهذه الطريقة منذ بعض الوقت وإنهم يضغطون على الأتراك بالورقة الكردية وبالعكس.
واتسم الهجوم التركي بالبطء في تحقيق مكاسب على طول الحدود ولكن يبدو أن وتيرته تسارعت مؤخرا، إذ تقدمت القوات التركية عدة كيلومترات في سوريا. لكن لا تزال وحدات حماية الشعب تسيطر على معظم منطقة عفرين بما في ذلك البلدة المركزية.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود على أراضيها، على الرغم من نفي الجماعتين لذلك.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)