من سيمون لويس
كيار جونج تونج (ميانمار) (رويترز) - اصطفت نساء من مسلمي الروهينجا لإبلاغ صحفيين عن اختفاء أزواج وأمهات وأبناء يوم السبت في الوقت الذي سُمح فيه بدخول وسائل الإعلام الدولية لأول مرة إلى قرية في ولاية راخين بشمال ميانمار شهدت أعمال عنف منذ أكتوبر تشرين الأول.
وقالت ساربيدا وهي أم شابة إن "ابني ليس إرهابيا. اعتُقل أثناء فلاحته الأرض".وشقت هذه المرأة طريقها وهي تحمل رضيعا بين ذراعيها عبر نساء أخريات كن يبلغن الصحفيين عن أزواجهن الذين اعتُقلوا لأسباب غير حقيقية.
وكان جيش ميانمار اجتاح قرى يعيش فيها المسلمون الروهينجا الذين لا يحملون جنسية في منطقة مونجدو في نوفمبر تشرين الثاني.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 75 ألف شخص فروا عبر الحدود القريبة إلى بنجلادش .
وقال محققو الأمم المتحدة الذين التقوا بلاجئين إن من المرجح أن تمثل الاتهامات لقوات الأمن بارتكاب جرائم اغتصاب جماعي وإشعال نار وقتل خلال العمليات جرائم ضد الإنسانية.
ونفت حكومة ميانمار برئاسة أونج سان سو كي الحائزة على جائزة نوبل معظم هذه الإدعاءات وتمنع دخول بعثة من الأمم المتحدة لتقصى الحقائق مكلفة ببحث هذه الإدعاءات.
وأبعدت أيضا الحكومة الصحفيين المستقلين ومراقبي حقوق الإنسان عن المنطقة خلال الأشهر التسعة الأخيرة.
ورافقت وزارة الإعلام هذا الأسبوع أكثر من 12 صحفيا أجنبيا ومحليا يمثلون وسائل إعلام دولية من بينها رويترز إلى المنطقة تحت حراسة أفراد من شرطة حرس الحدود شبه العسكرية.
*أساليب وحشية
قضى الصحفيون نحو يومين في بلدة بوثيدونج في منطقة مونجدو بولاية راخين حيث نقلتهم السلطات إلى مواقع النشاط المزعوم لمسلحين.
ونُقلوا إلى كيار جونج تونج وهي إحدى ثلاث قرى طلب الصحفيون زيارتها. وأشار المسؤولون إلى ضيق الوقت كسبب وراء الحد من سماح الصحفيين بزيارة المنطقة.
وكانت رويترز قد جمعت من قبل روايات من سكان عبر الهاتف ومن سكان سابقين فروا إلى بنجلادش عن استخدام أساليب وحشية لمواجهة التمرد في كيار جونج تونج وعدة قرى قريبة في منتصف نوفمبر تشرين الثاني.
وعندما أصرت مجموعة من الصحفيين على التحدث إلى قرويين بعيدا عن قوات الأمن ظهرت بشكل شبه فوري اتهامات بارتكاب قوات الأمن انتهاكات.
وذكرت رويترز في مارس آذار إن 13 صبيا دون الثامنة عشر اعتُقلوا خلال العمليات الأمنية. وتم إدراج أسماء هؤلاء الصبية ضمن قائمة ضمت 423 شخصا وُجهت لهم اتهامات بموجب (قانون الجمعيات غير القانونية) الذي يعود لعهد الاستعمار والذي يحظر الانضمام إلى جماعات التمرد أو مساعدتهم.
وقال مدرس بقرية كيار جونج تونج طلب عدم نشر اسمه خشية الانتقام إن ما لا يقل عن 32 شخصا من القرية اعتُقلوا وقُتل عشرة. وقدر أن نصف سكان القرية البالغ عددهم ستة آلاف شخص فروا خلال عملية التطهير.
*الموت حرقا
وأشارت لالموتي (23 عاما) وهي قروية أخرى إلى كومة صغيرة من الرماد حيث قالت إنها عثرت على رفات والدها. ووصفت كيف أن والدها قُيد ثم أُلقي داخل منزل وتم حرقه حتى الموت.
وقالت لالموتي وقرويتان أخريان إن والدتها اعتُقلت بعد ذلك عندما اعتبرت السلطات أن شكواها بشِأن جرائم القتل ملفقة. وتقضي والدتها حكما بالسجن ستة أشهر.
ولم تمنح السلطات الصحفيين فرصة لعرض هذه الاتهامات على السلطات ولم تستطع رويترز الوصول إلى المسؤولين لتأكيد تفاصيل القضايا عبر الهاتف.
وقال البريجادير جنرال ثورا سان لوين قائد شرطة حرس الحدود في ميانمار في بيان صحفي يوم الجمعة إن بعض القرويين قدموا ما وصفه ببلاغات كاذبة ومن ثم وُجهت لهم تهمة البلاغ الكاذب وسُجنوا.
وقال للصحفيين "وسائل الإعلام قالت إننا حرقنا منازل وإن جرائم اغتصاب وقعت ..لقد أعطوا معلومات خاطئة". وشكك أيضا في تقديرات الأمم المتحدة بشأن عدد الأشخاص الذين هربوا زاعما أن السجلات توضح أن 22 ألف شخص فقط فُقدوا في الصراع.
ويقول المسؤولون في ميانمار إن تحقيقا داخليا يرأسه منت سوى وهو ضابط سابق في الجيش برتبة لفتنانت جنرال ولجنة برئاسة كوفي عنان الأمين العام السابق للأمم المتحدة وهي غير مخولة بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان هما الوسيلتان الملائمتان لمعالجة المشكلات في ولاية راخين.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) OLMEWORLD Reuters Arabic Online Report World News 20170715T173241+0000