من عزيز اليعقوبي
الرباط (رويترز) - قالت وزارة الفلاحة المغربية يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن تحصد المملكة 3.35 مليون طن من الحبوب هذا العام بانخفاض 70 بالمئة عن المستوى القياسي لمحصول الموسم السابق الذي بلغ 11 مليون طن بعدما شهدت البلاد أشد موجة جفاف في 30 عاما.
وينذر الطقس الجاف غير المألوف في أنحاء البلاد بزيادة المخاطر المالية التي تواجهها الحكومة المغربية في وقت تسعى فيه لتحفيز النمو الاقتصادي وخفض الإنفاق العام.
ويمثل قطاع الزراعة أكثر من 15 بالمئة من الاقتصاد ومن المتوقع أن يؤدي تدني المحصول إلى تباطؤ النمو. ويتوقع البنك المركزي المغربي نمو اقتصاد البلاد بنسبة واحد بالمئة في 2016 في تباطؤ حاد عن معدل النمو البالغ 4.4 بالمئة في 2015.
وقالت وزارة الفلاحة في بيان إن محصول هذا الموسم يشمل 1.86 مليون طن من القمح اللين و870 ألف طن من القمح الصلد و620 ألف طن من الشعير.
ويقل معدل هطول الأمطار 43 بالمئة عن متوسطه السنوي و45.5 بالمئة عن معدل الموسم السابق بما يجعل هذا الموسم هو الأسوأ في 30 عاما إذ شهد 98 يوما من الجفاف في الفترة بين نوفمبر تشرين الثاني وفبراير شباط.
لكن الوزارة قالت إن الانخفاض في الناتج المحلي الإجمالي الزراعي لن يتجاوز 7.3 بالمئة توازي 110 مليارات درهم (11.45 مليار دولار) بفضل زراعة محاصيل أخرى غير الحبوب في مناطق مروية.
وقال ملحق وزارة الزراعة الأمريكية في المغرب في تقرير الشهر الماضي إن واردات المملكة من الحبوب ستصل إلى 4.6 مليون طن في موسم 2016-2017 من بينها 3.9 مليون طن من القمح و0.7 مليون طن من الشعير.
ويتوقع محللون وتجار أن تظل واردات الحبوب في الموسم الحالي دون ثلاثة ملايين طن إذ ساهم المحصول الوفير الذي حصدته البلاد العام الماضي في الحد من تأثير الجفاف.
ويأتي ارتفاع تكاليف واردات الأغذية في وقت حرج يواجه فيه المغرب احتجاجات على إجراءات التقشف والبطالة في عام انتخابات. ومن المقرر أن يجري المغرب انتخابات تشريعية في السابع من أكتوبر تشرين الأول وهي ثاني انتخابات منذ الاحتجاجات التي شهدتها المملكة قبل خمس سنوات على غرار احتجاجات الربيع العربي.
وقطاع الزراعة هو ثاني أكبر القطاعات من حيث التوظيف في البلاد إذ يستحوذ على نحو 35 بالمئة من القوة العاملة لكن أغلبية المناطق المزروعة بالحبوب هي أراض صغيرة مملوكة لمزارعين يعيشون على حد الكفاف.
(الدولار = 9.6070 درهم مغربي)
(إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)