من علي صوافطة
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - في إطار مسعى دءوب لتوثيق التراث والحياة الفلسطينية يأتي كتاب (أرض الورد) للمصور الصحفي أسامة السلوادي الذي استغرق صنعه خمس سنوات ويعد بمثابة موسوعة مصورة لمختلف أنواع الزهور والنباتات التي تنمو في الأراضي الفلسطينية.
يقع الكتاب في 210 صفحات من القطع الكبير ويضم 2700 صورة لأزهار ونباتات تنمو في سهول ووديان وجبال فلسطين تكبد السلوادي مصاعب جمة للوصول إليها من فوق كرسيه المتحرك الذي أصبح وسيلة تنقله الوحيدة بعد أن أقعدته رصاصة طائشة في 2006 خلال مسيرة في رام الله.
واستطاع السلوادي إنجاز كتابه بدعم من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) وبالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم.
وكتب السلوادي في تقديمه للكتاب "هذا العمل ليس موسوعة للزهور البرية الفلسطينية ولكنه عمل فني توثيقي يلقي الضوء ويعطي فكرة بطريقة بصرية جميلة عن التنوع الطبيعي والبيئي في فلسطين."
ويضيف قائلا "يعتبر (فلسطين) بلدا غنيا جدا بالتنوع الطبيعي والبيئة الخلابة... سبب هذا التنوع الواسع هو وجود العديد من المناخات المتباينة في مساحة صغيرة من الأرض بحيث تجد المناخ الصحراوي الجاف ومناخ الأغوار التي تنخفض عن سطح البحر أكثر من 300 متر والجبال التي يزيد ارتفاعها عن ألف متر عن سطح البحر."
ويتابع قائلا "تجد أزهارا تتفتح في فصل الخريف مثل السورنجان وأزهارا تتفتح في فصل الشتاء مثل النرجس وعددا كبيرا من الزهور في فصل الربيع وأزهارا تتفتح في فصل الصيف مثل القبار."
واستعان السلوادي (43 عاما) في تقديم الأسماء العلمية للزهور إضافة إلى الأسماء المعروفة بها فلسطينيا بعدد من المهندسين الزراعيين والباحثين البيئيين.
وكتب المهندس الزراعي ناصر قادوس في تقديم الكتاب "يقوم أسامة السلوادي بعدسته بتوثيق جمال بعض من هذه الأزهار بطريقة تبين للمتصفح غير المتخصص بأسلوب بسيط الأسماء الشائعة والتي تختلف من منطقة لأخرى أما الأسماء العلمية المتفق عليها عالميا فقد ذكرت للمختصين ومن يودون الاستزادة."
ويضيف "كان لي شرف مراجعة الأسماء العلمية والشائعة بالعودة إلى مراجع تبين صور الأزهار مع مسمياتها."
ويأتي كتاب (أرض الورد) كأحدث حلقة في سلسلة توثيقه للتراث الفلسطيني إذ سبق له إصدار كتاب (ملكات الحرير) الذي يتناول الزي الفلسطيني وكتاب (بوح الحجارة) الذي يستعرض خلاله التراث المعماري الفلسطيني وهو يستعد أيضا لانجاز كتب أخرى عن المأكولات الفلسطينية إضافة إلى الحرف اليدوية والألعاب الشعبية.
ويؤمن السلوادي الذي عمل مصورا مع عدد من الوكالات الدولية قبل إصابته بأهمية الصورة التي أصبحت إحدى أهم وسائل الإعلام الحديثة وإنه بعمله هذا يقوم بدوره في مقاومة الاحتلال.
وقال لرويترز "المعركة الثقافية لا تقل أهمية عن الاشتباك السياسي أو العسكري... والحفاظ على الهوية الفلسطينية يعتبر جزءا أصيلا من نضال الفلسطينيين."
وأضاف "أحارب بشاعة الاحتلال بالجمال الفلسطيني بالمحافظة على هذا الجمال. هذه رسالة إلى العالم كي يرى أن على هذه الأرض شعب عريق لديه عادات وتقاليد ولديه هويته في الزي والأكل والألعاب الشعبية والحرف اليدوية والعمارة وليس شعب طارئ على هذه الأرض."
ويأمل السلوادي أن يتمكن من الحصول على الدعم اللازم لمواصلة مشروعه التوثيقي للتراث الفلسطيني.
(إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)