هانوفر (ألمانيا) (رويترز) - قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين إن الولايات المتحدة تحتاج لأوروبا قوية ومتحدة للحفاظ على النظام العالمي وحث حلفاءه الأوروبيين على زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتهديدات أخرى.
وفي ختام زيارة لألمانيا تركزت على تعزيز الروابط التجارية ناشد أوباما الأوروبيين أن ينظروا لأبعد من الأزمات العديدة التي تواجهها دولهم والحفاظ على وحدتهم التي حققت السلام في القارة.
جاءت تصريحاته بعد زيارة للندن حث فيها بريطانيا على البقاء داخل الاتحاد الأوروبي الذي يضم 28 دولة داعما جهود رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لتجنب خروج بلاده من الاتحاد إذ يحذر معارضو خروج بريطانيا من الاتحاد من أنه قد تكون له عواقب سياسية واقتصادية مدمرة.
وقال أوباما خلال زيارة لمعرض تجاري في مدينة هانوفر بشمال ألمانيا وسط تصفيق الحضور "جئت إلى هنا اليوم إلى قلب أوروبا لأقول إن الولايات المتحدة والعالم بأسره يحتاجان إلى أوروبا قوية ومزدهرة وديمقراطية ومتحدة."
وقال أوباما إن المخاوف المتعلقة بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وتباطؤ النمو الاقتصادي خاصة في جنوب أوروبا أثارت الشكوك بشأن تكامل القارة وأوجدت سياسات مدمرة أججت الخوف من المهاجرين وأصحاب الأديان الأخرى.
وكان تدفق اللاجئين الفارين من الحرب الدائرة في سوريا قد زاد التوترات داخل الاتحاد الأوروبي وشكل ضغوطا على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي أضرت سياسة الأبواب المفتوحة التي انتهجتها في بادئ الأمر بوضعها السياسي.
وينظر لزيارة أوباما النادرة للمعرض التجاري باعتبارها علامة دعم لزعيمة تربطه بها علاقات وثيقة قبيل الانتخابات الألمانية المقررة العام المقبل.
*"لحظة حاسمة"
ومكنته الزيارة كذلك من أن يلقي بثقله وراء ميركل وكاميرون فيما يتعلق بالنظرة الأشمل لدور أوروبا في العالم.
وقال أوباما يوم الاثنين "هذه لحظة حاسمة وما يحدث على هذه القارة له عواقب على شعوب العالم."
وأضاف "إذا بدأت أوروبا الموحدة السلمية الليبرالية ذات السياسات التعددية وسياسات السوق الحرة تشكك في نفسها وتشكك في التقدم الذي تم إحرازه في العقود الماضية فإننا لا يمكننا أن نتوقع أن يستمر التقدم الذي بدأ في العديد من المناطق في أرجاء العالم."
ويحتاج أوباما لدعم حلفائه الأوروبيين للتعامل مع تحديات السياسة الخارجية في روسيا والشرق الأوسط وأعلن في كلمته في هانوفر عن نشر قوات إضافية قوامها 250 جنديا في سوريا.
لكنه قال إن أوروبا بشكل عام يمكنها عمل المزيد لتعزيز دفاعاتها وقتال تنظيم الدولة الإسلامية. وكرر دعوته للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لزيادة مساهماتهم.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)